إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

جريمة احياء ذكرى النكبة .. نكبتهم في عنصريتهم

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2009-05-25

إقرأ ايضاً


تبنت حكومة نتنياهو مشروع قانون يُجرم من يحيي نكبة شعبنا الفلسطيني ويسجن لمدة تصل الى ثلاث سنوات !

اننا لا نستغرب اذا ما وافقت الكنيست بالقراءات الثلاث على هذا القانون العنصري الفاشي ...إذ ليس غريبا على حكومة ترضع من حليب العنصرية وتقتات من فتات الكراهية أن تضيف الى سلسلة قوانينها العنصرية قانونا جديدا يخدش كرامتنا وارادتنا وحريتنا ويمس مشاعرنا ويحاول الحد من تفاعلنا مع شعبنا وقضيته العادلة .. فكل قوانينهم لن تسلخنا عن هموم شعبنا وطموحاته في التحرر والعودة ..ولن تثنينا عن مواصلة احيائنا لذكرى النكبة .. فالنكبة نكبتنا واحياؤها يعتبر واجب من واجباتنا لا تقوده قوانين ولا يخضع لشرائع .

مقدم مشروع القانون "أليكس ميلير(يسرائيل بيتينو) يقول إن هذا القانون يعتبر «المرحلة الأولى لوقف عمليات التحريض» التي تقودها القيادات العربية.... ومن المتوقع أن يتم طرح مشروع هذا القانون على الكنيست لمناقشته بالقراءة التمهيدية يوم الأربعاء المقبل. وأضاف ميلر: كل دولة ديمقراطية تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها، وهذا تماما ما اختارت حكومة إسرائيل القيام به صباح اليوم.

نعم حكومة اسرائيل تختار المس بمشاعر فلسطينيي الداخل من خلال تشريع قانون يمنع انسياب المشاعر الوطنية والتعبير عنها .. مشاعر لا يمكن إخضاعها لتشريعات او قوانين عنصرية فاشية !ولا يمكن التحكم بها لأنها تولد بالسليقة معنا ونحمل موروثها منذ الولادة ونتوارثها جيل عن جيل .

لقد دأبت حكومات اسرائيل على محاولة عزلنا عن هموم شعبنا واختلاجاته وبشتى الطرق والوسائل لكنها فشلت واليوم تسير نحو فشل جديد وفضيحة جديدة سيسجلها التاريخ في سجل فضائح عنصريتهم المستشرية .

نقولها وللمرة الألف بأننا لسنا بحاجة لإذن من نتنياهو او ليبرمان لنعبر عن وقوفنا الى جانب حقوق شعبنا... لنعبر عن حبنا لارضنا ووطننا .. يستطيعون اخضاع ما يشاؤون للقوانين لكنهم لا يستطيعون اخضاع نبضاتنا الخافقة بحب الوطن والارض والشعب ... لا يستطيعون اخضاعنا وتركيعنا .

يستطيعون تشريع ما يشاؤون من قوانين لكن قانون الحياة والكرامة غير خاضع لتشريعاتهم العنصرية وغير خاضع لارادتهم الفاشية !واذا كان وقوفنا الى جانب حق شعبنا اجراما بنظرهم فنحن نحب الاجرام وسنستمر في اجرامنا !

الاجرام الحقيقي ما يرتكبونه منذ ستين عاما بحق شعبنا .. الاجرام الحقيقي هو تهجير شعب باكمله عن وطنه وملاحقته وهدم بيوته وقتل ابنائه .. والاجرام الحقيقي هو ان تشرع قوانينا تُجَرم الضحية وتزيد من غطرسة المحتل !

اننا لا نستأذن من المجرم كيف نحيي ذكرى نكبة شعبنا ومتى ..وهذا الاحياء خاضع لارادتنا وليس لارادة من هجر شعبنا وتنكر لحقوقه وما زال يتنكر حتى لوجوده وان مثل هذه القوانين لن تردعنا لا بل ستزيدنا اصرارا على التمسك بحق شعبنا في العودة واقامة دولته المستقلة هنا .. ستزيدنا عنفوانا وإصرارا على احياء ذكرى النكبة رافعين شعار التحدي (استقلالكم في نكبتنا ) ونكبتكم في عنصريتكم !


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024