إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حل السلطة هو الأنسب.

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2009-10-25

إقرأ ايضاً


السُعار من اجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الفلسطينية..وإصدار محمود عباس مرسوما بإجرائها في مطلع العام القادم رغم المناخ الانقسامي اللاتوافقي الذي يسيطر على المشهد الفلسطيني من شأنه أن يزيد الساحة الفلسطينية انقساما وتشرذما ومن شأنه تعميق الانقسام وتكريسه وبالتالي الوصول إلى حالة اللاعودة.

يأتي هذا الحماس والإصرار على إجراء الانتخابات تلبية للرغبة المصرية والأمريكية التي ترى بأن إحجام حماس عن المشاركة سيعزز فرص فوز عباس وبالتالي فان إمكانية استئناف المفاوضات والتوقيع على اتفاقيات سيكون أسهل في ظل غياب حماس عن المشهد البرلماني الفلسطيني.

من هنا جاء تركيز عباس وإصراره على ثلاث قضايا هامة وضرورة الاستمرار بهم .. المصالحة.. المفاوضات.. والانتخابات رغم إدراكه التام انه لا يمكن تجسيد المصالحة دون التنازل عن المفاوضات العبثية التي قادت الشعب الفلسطيني نحو الهاوية.. ولا يمكن إجراء الانتخابات في ظل الانقسام .. رغم إدراكه انه لا يمكن الفصل بين الثلاثة عناصر.. إلا انه وتحت مكبس الضغوطات الأمريكية والمصرية اصدر مرسومه "خطيئته"ضاربا عرض الحائط بالإرادة الوطنية الفلسطينية .

إن ما نخشاه هو إقدام سلطة رام الله بفصل الضفة عن القطاع سياسيا وبشكل نهائي وبالتالي تجسيد برنامج ومشروع الاحتلال الذي سعى إلى تقسيم الوطن إلى كانتونات سكنية لا تملك من مقومات البقاء شيئا.. فمجرد الدعوة إلى انتخابات في هذه الظروف يعني وقبل كل شيء عزل غزة سياسيا عن الضفة وفتح المجال أمام تقسيمات أخرى داخل الضفة.

الحل.. بحل السلطة!

إن ما هو مطلوب في هذه الظروف العمل على لجم السلطة الفلسطينية وردعها عن التمادي أكثر والعبث بمصير الشعب الفلسطيني والمطلوب حاليا إيجاد آلية رادعة تضع حدا لتمادي السلطة وعبثها..إذ ليس من المقبول الاكتفاء ببيانات الاستنكار والرفض والتنديد.. بل يجب ترجمة هذه البيانات إلى عمل لان المشروع الوطني الفلسطيني يتعرض لعملية تدمير.

المطلوب العمل على حل السلطة الفلسطينية أو إلغاء دورها التي أصبحت عالة على الشعب الفلسطيني تعمل ضد تطلعاته الوطنية وتتناغم مع الاحتلال.. إذ لا حاجة للشعب بسلطة تعمق الخلافات وتدوس على أحلامه وتطلعاته الوطنية..ولا حاجة له بسلطة من إنتاج الاحتلال تحمي مصالحه وتنصاع لاملاءاته غير آبهة بتوجه الشارع الفلسطيني .

المطلوب إعادة صياغة م.ت.ف على أسس وطنية سليمة وتحت سقف الثوابت الوطنية وإذا تعذر هذا المشروع فيجب إيجاد بديل وطني حقيقي وانتخاب "مجلس وطني" من قبل كل الشعب الفلسطيني وبالتزامن مع انتخابات سلطة رام الله .. واشدد على التزامن مع انتخابات السلطة لان إفشال لعبة السلطة باتت مهمة وطنية من الدرجة الأولى !علينا إفهام سلطة رام الله بأن الشعب هو القادر على إفراز قيادة وطنية حقيقية وشرعية وليس الاحتلال!

منظمة التحرير الفلسطينية بصيغتها الحالية لا تمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته ..وهي ليست بقرة مقدسة حتى لا يستغنى عنها ويتم خلق بديل وطني حقيقي .. وخلق البديل الذي يمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني وتطلعاته ليس كفرا أو إلحادا بل هو واجب ومهمة وطنية.. فبعد مصادرة م.ت.ف بات مفروضا على الفصائل الفلسطينية إيجاد بديل وطني حقيقي يرتقي إلى مستوى تضحيات الشعب.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024