إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

كارين أبوزيد شكرا لك

نضال حمد

نسخة للطباعة 2009-12-15

إقرأ ايضاً


لم تسمح السيدة كارين ابوزيد ، المفوض العام للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين ، لنفسها أن تغادر القاهرة "المقهورة" دون أن تضع النقاط على الحروف فيما يخص جدار العار "كما سماه الكاتب المصري الكبير فهمي هويدي " ، حيث أعلنت أبوزيد وهي المفوض العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط أن بناء الجدار المصري يتم بتمويل أمريكي كامل ، وأن المواد الفولاذية التي توضع في الجدار أرسلت من مصانع أمريكية بعدما أجريت عليها اختبارات بالقنابل والديناميت لمعرفة مدى متانتها . وتفيد الأنباء بأن كارين ابوزيد وقبل ايام من مغادرتها لمنصبها تحدثت في ندوة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حضرها عدد من أساتذة وطلاب الجامعة ، وقالت خلالها أن مصر تبني سياجاً من الفولاذ القوي وأنه صنع في الولايات المتحدة الأمريكية وقد تم اختبار مقاومته ، ووصفته بأنه أكثر متانة من خط بارليف الذي بنته "اسرائيل على الضفة الشرقية لقناة السويس وذلك قبل حرب اكتوبر/ تشرين من سنة 1973 .

تأتي تصريحات كارين ابوزيد لتؤكد كذب النظام المصري وعدم صدقه في هذه القضية كما سبق ولم يصدق في كثير من القضايا القومية الهامة. حيث كانت مصادر أمنية مصرية نفت في وقت سابق التقارير التي اوردتها وسائل الاعلام الصهيونية عن أن مصر بدأت في تشييد الجدار الفولاذي الضخم على طول حدودها مع غزة. وقد صرح مسؤول مصري كبير بعد أن فاحت رائحة الجريمة المصرية بحق الفلسطينيين في غزة ، أن بلاده تبني الجدار للحفاظ على أمن مصر القومي. ولا يجب أن نعلق كثيراً على أمن مصر القومي ، لأنه مستباح ومخترق ... فالكل يعلم أنه لا أمن قومي مصري منذ رحل عبد الناصر ومنذ جاء ورثته من حلفاء أمريكا واصدقاء "اسرائيل". وهنا نجد أنه من المنفيد العةودة لما جاء في ندوة كارين أبو زيد في القاهرة ، حيث أنها ذهبت بعيداً في تخوفاتها ، حين توقعت أن يكون الهدف من بناء الجدار المصري التمهيد لشن عدوان "اسرائيلي" جديد وكبير على قطاع غزة.وأكدت أن بناء الجدار يأتي تنفيذاً للاتفاق الأمني بين الحكومة الصهيونية وادارة الرئيس الأمريكي بوش "الابن" الذي وقعه قبل ساعات من مغادرته البيت الأبيض. وأعربت أبوزيد عن أسفها لكون النظام المصري يشارك في هذا السيناريو سيء الصيت والسمعة والذي لا يخدم سوى "اسرائيل". وخاطبت ابوزيد المستمعين في الندوة بقولها إنها تتوقع أن يكون المردود السلبي طويل المدى على الأمن القومي المصري كبيرا في حال شن أي هجمات اسرائيلية على قطاع غزة ، والتي قالت ابوزيد انها لا تستبعد أن تكون الهجمات قريباً.

وحين سألت أبوزيد حول مدى تأثير الجدار الفولاذي المصري على حياة سكان غزة حذرت من أنه سيزيد من واقع حياتهم صعوبة، خاصة أن أكثر من 60 في المائة من الاقتصاد الفلسطيني في غزة قائم على الإنفاق التي يتم استخدامها في تهريب السلع من مصر إلى القطاع.

أما الكاتب المصري الكبير فهمي هويدي فقد كتب في مقالته "جدار العار" نشرت يوم أمس الاثنين : " تم الانتهاء من إقامة جزء منه يمتد بطول 5 كيلومترات و400 متر. وهو غير ظاهر للعيان لأنه يصل إلى عمق 18 مترا تحت الأرض. وهو يتكون من ألواح من الصلب بعرض 50 سنتيمترا وطول 18 مترا، صنعت خصيصا في الولايات المتحدة. وهي من الصلب المعالج الذي تم اختبار تفجيره بالديناميت. هذه الألواح يتم زرعها في بطن الأرض بواسطة آلات ضخمة تحدد مقاييسها بالليزر. ثم يجري لصقها بواسطة تداخل الأطراف التي تسمى العاشق والمعشوق ".

سيدة كارين أبوزيد الشعب الفلسطيني سوف يفتقدك ويفتقد خدماتك و حرصك العالي على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم ، ومن أجل أن يعيشوا حياة حرة كريمة حتى يحين موعد عودتهم الى الاراضي التي شردوا منها بالقوة. فقد حرصت طوال فترة عملك هناك على أن تكوني على قدر المسؤولية. ووقفت دائما على خط المواجهة معلنة مواقف متقدمة وجريئة ، مستنكرة ومدينة للعدوان والحصار والتجويع الممارس على سكان قطاع غزة المحاصر من الصهاينة وكذلك النظام المصري. وها أنت اليوم تؤكدين من جديد أنك سيدة عالية المقام وكبيرة القلب وصاحبة موقف أشجع من مواقف كافة رؤساء وملوك وأمراء وجنرالات الدول العربية قاطبة من مصر المكبلة بولائها للادارة الأمريكية حتى أصغر محمية أمريكية عربية. إن موقفك الذي افصحت عنه في قلب القاهرة جدير بالاهتمام والاحترام لأنه لطمة على وجه النظام المصري الذي يواصل منذ عشرات السنين كذبه على الشعب المصري والمشاركة في المؤامرات المحاكة ضد الشعب الفلسطيني وضد المقاومة العربية سواء في فلسطين ولبنان والعراق . فهو نظام له مهمة بوليسية وسياسية تتمثل في تعميم الاستسلام الرسمي العربي وقد نجح في ذلك عندما جر القيادة الرسمية الفلسطينية المتنفذة الى اسطبلات السلام الموعود ، ثم جر الأردن وعدة دول عربية أخرى لم تعد تستحي وتخجل من التطبيع وترويج ثقافة اليأس والهزيمة والاستسلام. أما النظام المصري الذي بدلاً من أن يفتح معبر رفح والحدود التي يحرص على اغلاقها باحكام لخنق غزة ومن فيها ، ها هو يقوم بالتآمر العلني على شعب فلسطين ومقاومته وحقه في استخدام حدوده والحياة ككل الناس. وعلينا القول بأن هذا الموقف المصري المخزي جدير بالاهتمام من قبل الفصائل الفلسطينية التي تتسابق للجلوس على موائد اركان النظام تحت مسميات مختلفة مثل رعاية الحوار الوطني الفلسطيني و الوحدة الوطنية الفلسطينية وغير ذلك.

أتستطيع هذه الفصائل أن تقول لراعي الحوار الوطني فقط ما قالته كارين ابوزيد في القاهرة؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024