إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رداً على غولدستون اسرائيل تعترف بأخطاء قاتلة

العالم

نسخة للطباعة 2010-01-31

أقرت إسرائيل بارتكابها "أخطاء قاتلة" خلال حربها على غزة الشتاء الماضي، مرجعة إياها لـ "تعقيد وحجم العمليات" بحسب الرد الإسرائيلي الرسمي على تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون، بشأن الحرب، في الوقت الذي تباينت فيه المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية من تشكيل لجنة داخلية للتحقيق في الحرب.

ومع انتهاء مهلة الأشهر الثلاثة التي حددها تقرير غولدستون لإسرائيل والفلسطينيين للرد على ما جاء فيه، صرح دبلوماسيون إسرائيليون في الأمم المتحدة، بأن بعثتهم سلمت المنظمة الدولية الجمعة 29-1-2010، وثيقة عنوانها "تحقيقات عملية غزة.. تحديث" لمسئولي الأمم المتحدة.ومن المقرر أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برفع تقرير إلى الجمعية العامة للمنظمة الدولية الجمعة المقبل 5-2-2010، بحسب ما ذكرته "رويترز".ونقلت الوكالة عن دبلوماسي إسرائيلي لم تذكر اسمه، قوله إن التقرير المكون من 36 صفحة "يوضح بشكل تفصيلي الإجراءات التي اتخذت للتحقيق في الشكاوى" التي وردت في تقرير غولدستون الذي أظهر ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب غزة.-"أخطاء قاتلة"إلا أن المسئول الإسرائيلي، قال إن الرد الإسرائيلي "ليس ردا مباشرا لتقرير غولدستون، وإنما تحديث لآخر ما وصلت إليه تحقيقات إسرائيل" بشأن الحرب، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي "أجرى نحو 150 تحقيقا في سوء سلوك مزعوم من جانب جنوده، أحيل منها 36 إلى تحقيق جنائي"، وقال المسئول إن الوثيقة الإسرائيلية قالت إن إسرائيل "أقرت بأخطاء قاتلة (خلال حرب غزة) أرجعتها إلى تعقيد وحجم العمليات".

بينما ذكرت "بي. بي. سي" إن 48 منها أغلق من دون توجيه اتهام.وقال الدبلوماسي الإسرائيلي: "في أي وقت يوجد فيه نوع من الشكوى أو الادعاء، يتم التحقيق فيه وكل هذا مكتوب" في الوثيقة الإسرائيلية التي سلمت للأمم المتحدة.وحتى الآن لم تعلن إسرائيل تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحرب التي استمرت في الفترة ما بين 27 ديسمبر 2008، وحتى 18 يناير 2009، كما طلبت الأمم المتحدة في تقرير غولدستون، مكتفية بالتحقيقات التي أجراها الجيش، وسط انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية حول هذه المسألة، بحسب الفرنسية.واعتبر وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أن رد بلاده على تقرير غولدستون، يظهر أنه لا يوجد جيش "مسئول أو أخلاقي أو دقيق، حتى تحت ظروف مستحيلة" أكثر من الجيش الإسرائيلي، على حد زعمه.وأكد باراك ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي جابي أشكينازي، بالإضافة إلى وزير الإعلام الإسرائيلي يولي أدلشتاين، معارضتهم لاستحداث لجنة تحقيق مستقلة عن الجيش للتحقيق في الحرب، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.إلا أن المستشار القانوني السابق للحكومة الإسرائيلية مناحيم مزوز، قال: إن تشكيل اللجنة "ضروري حتى لا يستمر تقرير غولدستون في مطاردة إسرائيل وتقويض مصداقيتها"، وقال لـ "هاآرتس" الجمعة: "لدينا مصلحة كاملة في إجراء تحقيق جدي يستبعد الاتهامات الشائنة بارتكاب جرائم حرب".وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل قد تقبل إنشاء لجنة محدودة الصلاحيات للاستماع إلى شهادات بعض القادة العسكريين والمسئولين السياسيين الإسرائيليين، بينما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عدد الجمعة أن مهمات لجنة كهذه ستقتصر على مراجعة التعليمات الصادرة من القيادة العسكرية والحكومة "بهدف تبرئة إسرائيل من كل الادعاءات بارتكاب جرائم حرب".

وفي سياق ذي صلة، قال مسئول في الحكومة الإسرائيلية لـ"بي. بي. سي"، إن هناك اقتراحا بحل وسط يقضي بأن تراجع هيئة من القضاة النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق العسكرية التي شكلها الجيش في خصوص الحرب على غزة.إلا أن منظمات حقوق إنسان دولية وإسرائيلية تقول إنه لا يمكن الوثوق في الجيش الإسرائيلي "الذي هو خصم وحكم في آن واحد".

ورغم عدم اعترافها بتقرير غولدستون، دفعت تل أبيب هذا الشهر إلى الأمم المتحدة 10.5 ملايين دولار تعويضا عن أضرار ألحقها القصف الإسرائيلي بمنشآت تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة خلال الحرب، ومن بينها مدارس ومستشفيات تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وهو ما اعتبره مراقبون بأنه اعتراف ضمني من إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة.- الرد الفلسطينيفلسطينيا، قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور: إن السلطة الفلسطينية رفعت النتائج الأولية لما توصلت إليه لجنة ضمت قضاة وخبراء حققوا فيما ورد بتقرير غولدستون.إلا أنه أشار إلى أن السلطة الفلسطينية "لا سلطة لها على غزة، ولم تلعب أي دور في النزاع هناك" مضيفا إن رد السلطة "لم يتضمن أي مساهمة من حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ يوليو 2007، ودعا حركة حماس إلى التعاون مع اللجنة التي شكلتها السلطة، وألمح إلى احتمال أن تطلب السلطة ما قال إنه "مساعدة عربية" للضغط على حماس في هذا الشأن.ورفضت حماس هذا الأسبوع الدعوة لإنشاء لجنة تحقيق، لكنها قالت الخميس الماضي، إنها سلمت الأمم المتحدة ردا على تقرير غولدستون من 52 صفحة، ونفت الحركة اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وقالت إن ثلاثة مدنيين إسرائيليين قتلوا بصواريخها خطأ لأن هذه القذائف تفتقد إلى أنظمة توجيه تجعلها تصيب الأهداف العسكرية فقط.وكان التقرير الذي أصدرته لجنة شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة برئاسة القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون، في أكتوبر الماضي قد ذكر أن الجيش الإسرائيلي قد ارتكب جرائم حرب خلال العدوان على غزة، من قبيل استخدام أسلحة محرمة دوليا واستهداف مناطق سكنية مدنية وتعمد استهداف مدنيين، كما اتهم الفصائل الفلسطينية بارتكاب جرائم حرب بقصف مناطق مدنية داخل إسرائيل بالصواريخ.ورفضت إسرائيل التعاون مع غولدستون، كما رفضت النتائج التي توصل إليها في تقريره، بخلاف حركة حماس التي تعاونت مع فريق التحقيق، ولكن بعد أن دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل والفلسطينيين إلى التحقيق فيما جاء في التقرير من اتهامات، وطلبت من الأمين العام للمنظمة الدولية رفع تقرير لها في غضون ثلاثة أشهر، قررت إسرائيل إرسال رد على التقرير.وأدت الحرب التي استمرت 22 يوما، إلى استشهاد أكثر من 1450 فلسطينيًّا، بحسب مصادر فلسطينية وأممية، فيما ذكرت إسرائيل أن 13 إسرائيليا قتلوا خلال الحرب، 10 منهم في العمليات، و3 بسبب الصواريخ الفلسطينية.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024