إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تطهير عرقي.. أين السلطة.. وما هو المطلوب؟

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2010-04-12

إقرأ ايضاً


لم يعد خافيا على احد خطورة مغزى القرار الذي اتخذته الأجهزة الاسرائيلية والذي يتيح للجيش وقوات الأمن القيام بتهجير أبناء قطاع غزة المتواجدين في الضفة تحت حجة عدم شرعية التواجد ! ولم يعد خافيا حتى على الذين يراهنون ويساومون، بأن هذا القرار يحمل في طياته أبعادا تشكل خطرا على وجود الفلسطيني على أرضه وترابه الوطني .

ان هذا الأمر يعني وقبل كل شيء تكريس وتعزيز عزل الضفة عن القطاع تماما ونزع شرعية السيادة الفلسطينية المنزوعة اصلا.. والاهم بأن هذه الخطوة تعتبر تماديا وقحا على حقوق الانسان الفلسطيني ووجوده وحريته وبالنهاية تهدد كينونتة وتنذر بنكبة جديدة .

ليس هناك قيادة فلسطينية أو سلطة قادرة على مجرد الاحتجاج أو رفض هذه الخطوة وحتى لو تم رفضها لفظيا وإعلاميا.. الا أن القضية تبقى اكبر واخطر من مجرد ترحيل لأفراد من مكان الى آخر .. انها تقرع ناقوس خطر "الترانسفير" الذي تبنته الحكومة الاسرائيلية الحالية عندما اشترط ليبرمان الدخول الى الائتلاف الحكومي الحالي بتنفيذ أجنداته السياسية وفي مقدمتها الترانسفير !

كل هذا يحدث ويصبح مصير الشعب الفلسطيني على كف عفريت أمام العالم والانكى أمام سلطة فلسطينية تصر على التعاون وفي شتى المجالات مع المحتل وتبحث عن طرق ووسائل لتغطية على جرائم الاحتلال .. سلطة لم يعد يهمها قضية الشعب بقدر ما يهمها نفض غبار الفضائح والفساد عن وجهها البشع !

حذرنا سابقا وصرخنا من ان الترانسفير أصبح جاهزا في درج المؤسسة الحاكمة وهو بانتظار الفرصة المواتية لإخراجه الى حيز التنفيذ ...وقلنا قد تستغل اسرائيل حالة توتر حربي مع طرف معين للإقدام على تهجير مئات الآلاف من شعبنا خاصة أبناء ال 48 فهم باعتباراتها القنبلة الموقوتة والخطر الديموغرافي .. وقد بقها أكثر من مسؤول صهيوني ابتداءا بليفني وانتهاء بليبرمان .

اليوم يقف شعبنا بكامله أمام تحد يعتبر الأخطر والأصعب في تاريخه ..خطر "كنتنة" الضفة وغزة بشكل نهائي وطرد فلسطينيي ال 48 لفرض يهودية الدولة كواقع لا يمكن تغييره .. ان القرار الذي اتخذته المؤسسة الصهيونية الحاكمة هو مقدمة واضحة لارتكاب اكبر عملية تهجير ضد أبناء فلسطين ال 48 وفي وضح النهار . فقد سبق هذا القرار تشريع قوانين عنصرية ترانسفيرية كقانون النكبة والتماثل مع العدو والذي يتيح لاسرائيل طرد كل من يحيي نكبة شعبنا .

ما المطلوب ؟

لقد تعودنا دائما على تشخيص الحالة لكننا كنا دائما عاجزين عن توصيف العلاج ..أما اليوم فأرى انه من الواجب توصيف العلاج قبل أن ينتهي بنا المطاف الى نكبة أخرى ومخيمات لجوء جديدة ..

أرى بأن هذا الاختراع العبقري الاسرائيلي المسمى "سلطة فلسطينية" أعجز من أن يواجه التحديات أو حتى يحاول اطلاق سراح الشعب نحو هبة شعبية عارمة ضد القرارات الصهيونية.. وانني أخشى من أن يكون شريكا بشكل وآخر في هذا المخطط للتخلص من أنصار المقاومة في الضفة !من هنا فانني أرى بأن الشعب وحده هو القادر على افشال هذا المخطط والدائرين في فلكه ..

ان ماهو مطلوب التحام قوى الشعب الفلسطيني وكل من موقعه ووفق طاقاته وامكاناته في التصدي لهذا المشروع وتبعاته.. فالخطر اتسع ليصبح خطرا على الوجود والكيان، ولم يعد ينحصر في دائرة التسويات والمساومات.. فنحن اليوم أمام امكانية نكبة حقيقية سيتسع مداها الى كل فئات ومناطق الشعب الفلسطيني ..امام عملية "تطهير عرقي".. فهل سنبقى نراوح في دائرة التنديد والاستنكار والإدانة..ام اننا سنفعل آلياتنا النضالية ؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024