شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2010-06-09
 

الأميـن سـليم متـري بـاقِ في حزبـه وفي وجـدان رفقـائه

بعد أن تقبلت عائلة الامين الراحل سليم متري التعازي في بلدته تل عباس غربي (عكار) يومي الخميس والجمعة الفائتين، فقد تقبلت التعازي يومي السبت والاحد 5 و6 حزيران في كنيسة مار نقولا – الاشرفية، حيث تقاطر العدد الكبير من الوزراء والنواب والسياسيين ورجال اعلام وثقافة وفكر واجتماع، مما يصعب تعدادهم وقد اتوا يقدمون واجب التعزية الى السيدة ضحى السودا متري، بناتها ربى، غادة وجنى والى الوزير طارق متري والنائب نضال طعمة.

والى كنيسة مار نقولا توافد مسؤولو الحزب مركزيون ومحليون والقوميون الاجتماعيون يقفون الى جانب عائلة رفيقهم الراحل الامين سليم متري، وفاءً له لما كان عليه طيلة سنوات التزامه الحزبي من مزايا النضال والوعي القومي الاجتماعي – وهذا ما كان اضاء عليه الامين ابراهيم زين في الكلمة التي ننشرها ادناه، وكان القاها في تشييع رفيق نضاله، في باحة الكنيسة في تل عباس غربي.

مواطني الاحباء

رفقائي

كم هو صعب عليّ وقوفي اليوم بينكم لأرثي بكلمات وجدانية قليلة، صديق العمر، ورفيق درب الحياة، الأمين الجزيل الاحترام سليم متري، الذي فجعنا جميعاً برحيله المفاجئ، في احدى مستشفيات سويسرا، ليس لأن الموت لا يطال حياة البشر ابداً، بل لأن المؤمنين الاوفياء، المنذورين لقضية تساوي الوجود، والذين اعطوها من جهدهم ووقتهم ومالهم وعرق جبينهم، نصرة لقضية امتهم، وترقية حياة شعبهم، ومواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف بمصير مجتمعهم، فهم وبالرغم من التعثر والخيبات العديدة ظلوا شامخين، لا تلوي عنادهم في الحق صعوبات، ولا تخفف من حرارة ايمانهم اهوال الطريق الطويلة الشاقة، ولذلك فإن غيابهم المفاجئ يترك حرقة في النفس، ودمعة في العين، لأنهم مثلوا طاقات خيرة، مميزة، هيهات ان تعوض خسارتها الايام والسنون.

جـار الزمان علينـا في تصرفه واي دهر على الاحرار ما جـارا

عندي من الدهر ما لو ان ايسره يجري على الفلك الدوار ما دارا

الامين سليم متري، كان واحداً من طليعة مؤمنة، وعت ان في شعبها طاقات هائلة اذا توحّدت قواها في قضية مركزية جامعة، تستطيع ان تغير وجه التاريخ، ولو كره ذلك المستكبرون والطامعون.

لقد اسندت إليه مسؤوليات عديدة في الحزب السوري القومي الاجتماعي كان اهلاً لها، كما تحمل احدى المسؤوليات القيادية عن فروع لبنان، في اصعب الظروف واخطرها، فكان قدوة في الشجاعة والاقدام والعطاء، لا يحسب حساباً للعراقيل والاخطار، بل همه الوحيد إنجاز العمل في مكانه وزمانه الدقيقين.

كان انساناً مميزاً بصدقه ومحبته وحضوره الدائم وعطائه المميز، تعلم في مدرسة النهضة القومية الاجتماعية ان الخير موجود في كل مواطن من ابناء بلاده، شرط تخلصه عن قناعة من كل امراض الزمن المتخلف، والتطلع بإخلاص الى مستقبل وطنه بثقة وعزم ويقين، مطهّراً نفسه من العصبيات الجزئية التصادمية. كالعائلية والعشائرية والكيانية الانعزالية والعنصرية والمصالح الشخصية، لأنها مسيئة لمعنى المواطنة ووحدة حياة الناس في متحداتهم الاجتماعية الطبيعة.

ايها الاحباء

في عام 1985 كنت في جولة ادارية على فروعنا الحزبية في افريقيا الغربية، ومع ان لقاءاتنا في سجن القبة في طرابلس كانت يومية، حيث حولنا السجن الى مدرسة للتثقيف والانتاج وتعلم اللغات الاجنبية، بفضل تخطيط وإشراف الامين الجزيل الاحترام منير خوري على ادارتنا الحزبية إلا ان فراقنا بعد خروجنا من الاسر طال اكثر من عشر سنوات، فأنا في لبنان وهو منهمك بتجارته في سيراليون، وحين التقينا على ارض المطار هناك، تعانقنا بشوق وحرارة، ثم تبادلنا النظرات، فإذا العيون دامعة من اوجاع الفراق الذي تسببه الغربة للمواطنين والاصدقاء.

وفي اليوم التالي، بعيد الغداء، في منزله، رحنا نستمع الى الاخبار باللغة العربية، من اذاعة لندن، وكان ذلك في التاسع من نيسان في عام 1985، وحين سمعنا بالعملية الاستشهادية للرفيقة سناء محيدلي، التي فجرت نفسها في قافلة عسكرية صهيونية، اوقعت فيها عشرات القتلى والجرحى من جيش العدو، تملكت روحينا فرحة غامرة، فتعانقنا بحرارة، ورحنا نرقص فرحاً واعتزازاً بهذا الانجاز العظيم لحزبنا، لأننا نؤمن بأن الشعوب المتخلفة الضعيفة لا تستطيع استرداد حقوقها من الدول المتطورة القوية إلا بالحرب الشعبية والمجتمع الموحّد المقاوم، وما تحرير جنوب لبنان بالمقاومة إلا الدليل الواضح على صحة ما نعتقد.

أيها الاحباء والاصدقاء

إن فراق الاصدقاء المخلصين موجعٌ وصعب جداً، ولكنها سنة الحياة، ذلك لأن الموت هو قدر كل الاحياء، ولا استثناء.

نعاهدكم ان نبقى كأشجار الطيب، تعطر الفأس التي تقطعها، الى ان يموت الموت ويستحي الحطابون.

رحم الله الامين سليم متري وأمواتكم جميعاً واسكنه فسيح جنانه، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان، والتعزية الصادقة لزوجته الفاضلة ضحى ولجميع افراد اسرته وعارفيه، والشكر الكبير لجميع الحاضرين، والبقاء الدائم لأمتنا العظيمة



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع