إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قوى 14 آذار محاولة لاغتيال النهج الوطني وتشويهٌ لصورة الشهيد الرئيس رفيق الحريري وعلى رأسهم ابنه (سعد)

الياس ابراهيم الياس

نسخة للطباعة 2011-01-24

إقرأ ايضاً


في الفترة التي تلت اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري ، على ما ظهر ويظهر لنا بالتدريج ، بدأت السياسة الأميريكيّة المتهوّدة إعطاء ابنه سعد الحريري الدور الذي رفضه أباه، وهذا الدور مقسم لثلاثة مراحل أو أهداف شديدة الخطورة وهي :

أولاً : إسقاط المقاومة ، أو تسليم رأس المقاومة كما جرت العادة بتسميته ، وبالتالي نسف الفكر المقاوم وثقافة المقاومة بالمنطقة ككل

ثانياً : التوطين ، كتمهيد للتقسيم ، وإراحة مايدعى اسرائيل بإقامة وطن بديل للفلسطينيين في لبنان .

ثالثاً : تقسيم لبنان تطبيقاً لمخطط تقسيم كيانات أو دول الشرق الأوسط إلى دويلات طائفيّة وإثنيّة ، وهذا ما بدأت بعض قوى 14 آذار بالمطالبة به تحت اسم المطالبة بحكم كونفدرالي ( بلسان سامي الجميل ) .

إضافة لما كان يدعى$ بحالات حتماً$ ، وعلى ما يبدو أنه ما زال حلم في توجهات أصحابه .

وذلك كله بمقابل الحكم والله أعلم ماذا أيضاً .. ( لكن من الممكن اذا نظرنا لشروط الحريري الإبن للتسوية أن نعلم ) .

والحريري الأب شهيد نهج لأنّه رفض الانخراط بهذا المشروع المعادي للوطن ،لا بل أنه ارتضى أن يدفع دمه على أن يقبل خيانة الوطن بهذه الفظاعة .

وهنا أودّ الإشارة إلى أنّ من يعتقد أنّ الشهيد الحريري لم يكن يدرك أنّه قد يلاقى حتفه برفضه هذا المشروع لهو جدّ واهم لأنّ من لايدرك عواقب رفض أوامر هذه القوّة الشريرة وعواقب الوقوف ضدّ لتيار تيارها الجارف ، وخصوصاً إذا كان على علاقة قوية سياسيا وصداقة على الأقل بأعوانها الظاهرين السعودية حينها والشبه متستّرين كفرنسا حينها أيضاً (لأنها قد تكشّفت الآن ) ، لهو من الغباء بقرب كبير

في حين أنّه وبنظرة بسيطة إلى شخصيّة الشهيد الحريري وتاريخه يُدرك مدى ذكائه .

- و وحده الغبي لايمكنه أن يفهم ذكاء الذكي –

ثمّ بعد أن قبل الابن الواضح الحداثة في الحياة السياسيّة فقد أغري كثيرا بالمكانة التي وُعد بانّه سيصل إليها في ميادين السياسة ، فيما أنّه ليس لرجل يمتلك امكانياته ،كما اتضح من خطاباته باللغة العربيّة ، والتي من الواضح أنها مكتوبة له ، ومن خلال الكثير من مواقفه، ليس له أن يحلم بتولي مسؤوليّة مراسل عند رئيس مجلس وزراء لبلد صغير سياسياً ، فكيف يكون له ذلك في لبنان الكبير سياسياً ،حضارياً ، ثقافياً ، عربياً وعالمياً ؛ هذا البلد الذي قد يعجز جهابزة بالسياسة عن تولي هذا المنصب فيه بوطنيّة وتوازن .

والحقّ أنّ الشهيد رفيق الحريري كان من جهابزة السياسة القادرين على ذلك ، بامتلاكه فنّ سياسة التدوير .

في حين أنّ ابنه سعد في " حقيقة ليكس " الذي بثّته قناة الجديد يأتي على قولِِ ٍمفاده أنّ :

أباه كان مع المقاومة ويثق بالسيد حسن نصر الله ويعتبر أنّه إذا ما وعد يفي بوعده .

وهنا يعلق الرئيس السابق سعد الحريري على رؤية أباه بأنه هو شخصياً لا يرى ذلك الوفاء .وبلهجةٍ تشعر السامع أنّ الأب كان مخطأً كلياً في نظرته لسيد المقاومة .

فإذا كان الشهيد رفيق الحريري لم يكن قادراً على فهم رمزاً أساسياً ومحوراً أساسياً في التركيبة اللبنانيّة ، على الرغم من خبرته الطويلة في ميدان العمل السياسي في هذا البلد ،إذا كان بحجم هذا الخطأ ، أيبقى أهلاً للمسؤوليّة التي حملها في معظم وقت عمله السياسي ؟ ! ..

والسؤال هنا : أليس تخفيضاً من قدر الأب من قبل الابن أن يشكّك برأيه بهكذا أمر؟ .

ثمّ أنّ قبول الرئيس الحريري الابن بمشروع كان أباه قد رفضه ،لا يُقرأ من ناحية نظرة الابن إلى أباه ومن الناحية المنطقيّة إلاّ إحدى القراءتين :

الأولى : أن يكون الأب غير مدرك لكل المدارات السياسيّة التي كانت تدور حوله ، فأتى الابن مدركاً مصححاً للمسار

الثانية : أن الأب كان على حقّ برؤيته ، ودفع دمه بسبب موقفه ونهجه ، فأتى الابن بموقف آخر ومشروع سياسي معاكس تماما لنهج ابيه .

فإذا صحّت القراءة الأولى يكون تضئيل أيضاً بالرؤية والمقدرة الفكريّة للشهيد من قبل الابن.

وإن صحت القراءة الثانية فالنتيجة ما هي إلا لعب بدم الشهيد واستثمار تجاري له .

وفي كلا الحالتين فهو يحاول أن يكبر نفسه بتصغير والده .

لكن بما أننا نحصي القراآت الممكنة ، فللضمير والحق يجب أن لا نسهو عن وجود قراءة احتماليّة ( وهنا لا اتنبأ بل تُذكر كمحاولة للإحاطة بكل الاحتمالات ) وهذه القراءة هي :

أن يكون العدوان الأميركي اليهودي قد هدّده بأنّه إن لم يقبل المضي بالمشروع الذي رفضه اباه فستكون نهايته كما نهاية أباه ، أي القتل .

وللمصداقيّة هنا أريد أن أشير إلى أنه منذ فترة الشهر تقريبا كان قد ظهر خبرا على الشريط الأخباري لقناة المنار غالباً يقول ما مفاده أنّ الحكومة الإسرائيلية تنظر بعين الرأفة للحريري الابن لما آل له حاله ، وأنهم يتوقعون له أن يقتل كما قتل ابيه وعلى يد اللذين قتلوا أبيه.

و كان هذا الخبر قد أتى متزامناً مع فترة كان بها الحريري الابن مبدياً استعداده لبعض التنازلات .

وهنا لا أعتقد أنّه يمكن لشخصين أن يختلفان على قراءة هذا الخبر بأنّه تهديد واضح من قبل الكيان اليهودي المحتل للحريري الابن ، بحيث إنْ اختار المسار السوري والوقوف بصف المقاومة فسوف يقتلونه كما قتلوا أبيه .

وذلك قناعة منّي ، وأعتقد أنّ جميع اللبنانيين لديهم القناعة بأن من قتل الشهيد رفيق الحريري هي من تُدعى اسرائيل بمن فيهم الذين يتهمون الجمهورية العربية السورية . وإنّ لهذا الخبر ليعتبر دليلاً كبيرا على أنهم القتلة ، ولو كانت( سورية) فلما كانو سمحوا للمحكمة بتبرئتها من بعد توجيه التهمة لها ، في حين أنّ الجميع بات يعرف كم أنّ يد حكومة الكيان اليهوديّ ضليعة بالمحكمة الدولية من أجل لبنان ، و كم هي تغذيها بالمعلومات على حدّ تعبير سياسيّي الاحتلال اليهودي _ الصهيوني ؛وكم هي تأمر المحكمة الدولية وتصنّعها على حدّ تعبيرنا وكما هو الواقع .

** وفي حلقة أخرى من حقيقة ليكس نرى وزير الدفاع .. الياس المر يعلن للمحقق أنّ طريقة تعرفه على الشهيد الرئيس رفيق الحريري كانت " بصراحة " عن طريق رشوة عرضها هذا الأخير عليه ، وذلك ضمن سياق يظهر صغر فكري للراشي (أي الشهيد الحريري ) إذ يظهر هذا الصغر من خلال تبرير سخيف يقدمه الراشي كما أنّ قراءة سياق الكلام توضح التأكيد على أنّ الشهيد يريد رشوته ؛ لكن حكماً لتمرير أشياء لا علم لنا بها .

و هذه صفة أخرى ينسبونها للشهيد الحريري وهي الرشوة .

كما يوحي الوزير السابق المذكور باستماتتة عند الشهيد الحريري لتقوية علاقته برجل هو من جيل ابنه بالسياسة والحياة والفكر والخبرة والمناصب والحنكة والمال ؛فلكم هو عظيم ذاك الشاب ،وإن كان قد حقّق مع صغر سنه (على حد قوله ) ما لم يستطع أباه هو ( المرّ الأب ) أن يحققه كحلم من تبوّءٍ لمراكز في الدولة فإنّ هذا يظهر تفوق الابن على أباه .

وها هو آخر يكبر بإنجازاته على أبيه ولو حتى بفضح أحلام الأب .

على كلّ إنْ كان ما نسب للشهيد عن طريق الوزير صحيحاً ، وأنا أتوجل إذ أتكلم عن شهيد ،بأنه راشي و .. و.. والله أعلم ما سيظهر في الأيام القادمة عما نسبوه له ،فمن المعيب إظهار ذلاّت شهيد غفر الله ذلاّته باستشهاده للحقّ .

وختاماً ففي كلا الشخصيّتين السابق ذكرهما نرى سياسة واحدة، متضمَّنة تظهر بالتحليل البسيط ، وهي : " سياسة إلغاء الآخر "

فمن يشعر بنفسه صغيراً يبحث عن آخر ليلغيه ، حتى و لو كان ذاك الآخر هو أباه ، ظناً منه أنه بإلغائه وتصغيره يكون قد كبّر نفسه .

ولينجنا الله من " ثقافة إلغاء الآخر "


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024