إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لا نريد صلحة عشائرية بين "عباس وحماس"

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2011-03-17

إقرأ ايضاً


نعم نريد إنهاء الانقسام ولكن..

شعارات تردد صداها ارض فلسطين.. هذا ينادي بانهاء الانقسام .. وذاك ينادي بسقوط النظام .. وبين هذا وذاك تتآكل القضية وتبتلع الأرض ويضيع الفلسطيني وتدمر قضيته..

لو كانت الصرخات تجدي نفعا لجعلنا الحجارة تصرخ.. ولجعلنا الأشجار تنتفض .. فحجارة فلسطين صرخت وما زالت تصرخ منذ عام 48 وما مجيب.. لا العالم العربي ولا العالم الحر تجاوب لنداء أجيال من الشهداء..وحتى قياداتنا الفلسطينية صارت صماء لا تسمع نداء الشعب ولا ترى دم الشهداء .. إنها المأساة بعينها .

*نعم نريد إنهاء الانقسام ونريد أن نوحد شطائر البرتقالة الفلسطينية ونريد أن نعيد للقضية رونقها.. لكن كيف .. وتحت أي سقف وعلى أي أساس ؟ وقبل أن نرفع أصواتنا في الميادين مطالبين بإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة.. علينا أن نطالبهم بالتصالح مع البرنامج الفلسطيني الذي يصون ثوابت شعبنا.. نريد للصوت الفلسطيني المجلجل .. المزلزل.. أن يزلزل عروش من تخاذلوا ودمروا واساؤوا للشعب ..

لا نريد صلح عشائرية

اذا كنا نشدد على ضرورة إنهاء الانقسام .. فقبلها يجب ان نشدد على ضرورة معالجة الأسباب التي أدت الى الانقسام ونسفها من أساسها .. فأي مصالحة لا تستند الى هذه القاعدة لن يكتب لها النجاح .. بل من شأنها أن تعمق الخلاف وتزيد الشعب الفلسطيني إحباطا ويأسا.. وأي مصالحة لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده تبقى مجرد "صلحة عشائرية" لا غير !

فالمصالحة أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون مصالحة مع ثوابت الشعب وحقوقه وإرادته وبرنامجه الوطني وليست مصالحة بين "عباس وحماس" !

اعتقد أن الخلاف القائم في الشارع الفلسطيني هو خلاف بين برنامجين متنافرين تماما.. وهذا الخلاف لا يمكنه أن يزول إلا إذا اتفق الجميع على برنامج واحد يستند الى الثوابت الفلسطينية بعيدا عن الاجتهاد والتأويل وطريق الخنوع والاستسلام ومعاداة حقوق الشعب الفلسطيني .

الزيارة التي أعلن عنها عباس الى غزة .. لن تقدم أو تأخر ولن تضف الى المشهد الفلسطيني شيئا جوهريا اللهم إلا تبادل عبارات المجاملة وبالتالي فانها ستصب بصالح عباس وتجمله قليلا ..فعباس والذي دخل في نفق من الأزمات اثر فشل خياراته ومشروعه يرى بأن هذه الزيارة ستخرجه من مأزقه السياسي الذي يحياه في زمن الثورات العربية التي قد تصله في أية لحظة ..

فهو ذاهب الى غزة ليس ليمزق اتفاقات أوسلو .. وليس ليلغي التنسيق الأمني..وليس ليطرح خيار المقاومة كخيار بديل .. وهو الذي صرح للإذاعة العبرية قبل يومين بأنه سيقاوم أي انتفاضة ثالثة بالقوة.. وهو الذي يبارك قمع ثورات الشعوب العربية كان وما زال على اتصال دائم باركان نظام مبارك البائد..فقط بالأمس أجرى اتصالا بملك البحرين يعلن فيه تأييده للنظام القمعي هناك .. ولسنا بحاجة لاستعراض تاريخ هذا الرجل ومؤسسته .

هو ذاهب الى غزة لامتصاص نقمة الشعب الفلسطيني .. وتخطئ حماس خطأ فادحا إن هي حولت القضية الوطنية المبدئية الى مجرد مجاملات سيكون مردودها سلبيا عليها

يجب استنهاض القوى الشريفة

الشعب الفلسطيني بحاجة اليوم وفي زمن الثورات العربية لاستنهاض قواه الوطنية الشريفة حتى تضع حدا لكل المهاترات والاستلطاخ بعقول أبناء الشعب .. بحاجة اليوم لأن تنهض هذه القوى من سباتها وتقف بالمرصاد لكل العابثين بمصير القضية على أساس برنامج وطني شامل يحفظ الكرامة الفلسطينية ويحفظ ثوابت الحق الفلسطيني ولئلا تضيع القضية بين وتصبح ثوابتها منسية بين المجاملات والشخصنة !


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024