شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-05-02
 

المطران سليم غزال

رحــل... وهــو بــاق


المـطـران سـلـيم غـزال رجــل الحـوار


والتـعايـش فــي الحــرب والـسـلــم


 


 


 


المـطــران الـرسـولــي


" البناء" 30 نيسان 2011


سكنه الكهنوت قبل أن تسكنه الجبّة، تَمَنْطَقَ بالتسامح والغفران، وَالَى شعبه كله من قبل أن يوالي طائفته، تمرس بالفضائل المسيحية والإسلامية في مهمة رسولية أبعدته عن التعصب والانغلاق والتفرقة حتى جمع لَقَبَيْ السيادة والسماحة. 

مُطْلِق مشاريع وأبو مؤسسات، ابن رهبانية مخلصية ذات صدقية، أما عيناه فرأتا أبعد من بلدته مشغرة. لقد شهدت رؤيته مأساة فلسطين ومخيماتها، عذابات الأيتام وجلجلتهم. من هنا بصماته في دار العناية ودير المخلص، في صيدا وصور، في الرابية وبيروت. وكلنا يذكر رفضه للإغراءات بالسفر إلى أستراليا أو سواها من الدول المطمئنة خصوصاً خلال اجتياح العدو للبنان عام 1982 إذْ كان جوابه الملازم: «هذه لحظتي، هذه مهمتي. أما إذا استشهدت فلن أكون أغلى من قوافل الشهداء ومن حياة المحتاجين إلى يد مساعدة، تضمد الجراح وتُبَلسم الآلام». 

معدنٌ نادر سليم غزال: إنساناً ومطراناً ولهباً وطنياً تصاعَدَ من مرجل نهضة مباركة وكنيسة جامعة.. لقد وعى المطران، الراحل أمس بعد أزمة أتعَبَتْ قلبه الكبير، أن التعليم لا يحصل بالشفتين فقط، ولا بالصوت، ولا حتى بقراءة الكتاب العزيز. التعليم يحصل إذا أصبح هو إنجيلاً، يتعرى من الخطيئة أولاً ويشغل نفسه بالمحبة والتواضع الجمّ بدل الانشغال بالهيمنة على الرعية، باللمعان، بالتمظهر الإكليركي، بالقيافة. وعى مسيحه آيات صارت فيه لحماً وعظاماً وخمرة إلهية، فإذا هو حيّ بالروح ولو مات بالجسد. 

أسرة «البناء» تتقدم من البطريركية الكاثوليكية، ومن أخيه الصامد فؤاد وشقيقته فيوليت، ومن آل غزال جميعاً بأحرّ التعازي، والبقاء للأمة.


وكتب جمال المغربي في " البناء " بتاريخ اليوم


 ادعوكم يا شباب لبنان إلى الاتحاد لإزالة الاحتلال «الإسرائيلي»، وبعد ذلك عليكم أن تكونوا طليعة التغيير في المجتمع لإزالة العقلية الطائفية والمحسوبية والعائلية... أنتم مدعوّون إلى تحديث الدولة على أساس العلم والمعرفة واحترام القيم التي هي من إيماننا وتراثنا، لعلّكم تبلغون إلى بناء وطنٍ سليمٍ معافى من الأمراض التي عجزنا نحن وعجز من سبقنا عن تحقيق هذا الحلم بسبب الكثير من الأخطاء التي ارتكبناها بحقّ أنفسنا وبحقّ الوطن». 

هذه الفقرة جزء من المواقف التي أطلقها المطران سليم غزال صاحب الموقف البطولي في وجه أصحاب المشاريع المشبوهة عام 1985 في منطقة شرق صيدا والمتعاونين مع العدو «الإسرائيلي»، عندما رفض المطران غزال أن يكون صوت الفتنة الذي يصدح من أجراس الكنائس، بل كان نموذجاً للوحدة الوطنية الحقيقية في مقاومة الكيان «الإسرائيلي» الغاصب، ما جعله حلقة الوصل بين ابناء الوطن الذي مزقته الطائفية إلى أشلاء. 

بعد 80 عاماً من مسيرة مليئة بالعطاءات والتضحيات، وإن كانت على حسابه الخاص، إذ حرم من تعيينه مطراناً لأبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي نظراً لمواقفه الوطنية والقومية التي لم تكن تتناسب مع القوى النافذة في الكنيسة آنذاك. لذلك فإن رحيله يوم أمس إلى جوار ربه هو خسارة للوطن برمته. 

«
أبونا سليم « رجل من طينة كبار هذا البلد. فقد كان من أوائل المنادين بعودة أهالي شرق صيدا إلى منازلهم بعد ما هجرتهم القوات اللبنانية منه بتكليف من العدو الصهيوني لتغيير معالم المنطقة خدمة لمشروعها التقسيمي. ربما لم تكن جائزة «السلام على الأرض» التي سبق وحصل عليها القسّ مارتن لوثر كينغ والأم تيريزا والمطران ديزموند توتو ان تنصفه أو تعطيه حقه بقدر ما أن تغيب شمس المذهبية والطائفية عن الأرض التي أحبها وترعرع فيها . 

وكان البطريرك غريغوريوس الثالث قد نعى في بيان أمس المعاون البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك سابقا ، رئيس أساقفة الرها شرفا، رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي - الإسلامي المطران سليم غزال (1931 – 2011).


                                                       *

ينقل جثمان الراحل حملاً على الأكف من ساحة النجمة – صيدا إلى كاتدرائية القديس نيقولاوس يوم الاثنين 2 أيار 2011 الساعة العاشرة صباحا، حيث يحتفل بصلاة الجناز لراحة نفسه الساعة الثالثة بعد الظهر، ثم يوارى الثرى في مدافن الرهبان في دير المخلص – جون». 

تقبل التعازي، يوم الاثنين المقبل في صالون مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في صيدا. والثلاثاء والأربعاء في دار العناية - الصالحية من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء. والخميس في المقر البطريركي – الربوة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء». 

كما نعت بلدية صيدا المطران غزال وتقدمت من عائلته ومن أبناء صيدا ومنطقتها ومن أبناء طائفة الروم الكاثوليك الكريمة بأحر التعازي. 

مواقف تشيد بالراحل 

نعت كتلة «التنمية والتحرير» الى اللبنانيين المثلث الرحمة المطران سليم غزال، وقالت في بيان جاء فيه «عرفناه ركنا من أركان هيئة نصرة الجنوب وشخصية وفية رافقت الامام القائد السيد موسى الصدر في حضوره وفي غيابه، ورائدا من رواد الحوار والانفتاح الديني، وعرفه الجنوب منبعا للمحبة ومنصفا صريحا علنيا من الحرمان وعنوانا للوحدة الوطنية ومثالا في دعم صيغة التعايش الوطني وترسيخ السلم الاهلي». 

وتقدمت الكتلة بإسمها وبإسم الجنوب من البطريرك غريغوريوس الثالث لحام ومن طائفة الروم الكاثوليك ومن كل اللبنانيين، بـ «أحر التعازي بالراحل الكبير، سائلين الله أن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم رعيته الصبر والسلوان». 

واعتبر رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن غياب المطران غزال «يشكل خسارة وطنية كبيرة. فالراحل قام على امتداد حياته الزاخرة بالعطاء بدور وطني عروبي تقدمي على الصعيد اللبناني، وبشكل خاص في منطقة صيدا، كما كرس حياته لخدمة الوحدة الوطنية ومحاربة الطائفية والنزعات الانعزالية التقسيمية». 

وتقدم سعد من عائلة الفقيد، والبطريرك لحام، ومريدي الراحل، وسائر اللبنانيين بأحر التعازي. 

أما اللقاء التشاوري الذي ترأسه النائبة بهية الحريري فاعتبر أن « صيدا ومنطقتها فقدت رجلاً ساهم في إرساء دعائم عيشها الواحد ، وفقد لبنان رمزا من رموز الوحدة الوطنية الذي اختار الحوار نهجا، والتلاقي مع الآخر سبيلاً لإبراز ميزة وقوة لبنان في تنوعه. وتفقد الوحدة الوطنية والعيش المشترك مدافعا عنيدا عنهما رفع لواءهما طوال مسيرته الوطنية والانسانية». 

من جهته، قال رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري في كلمة تأبينية للمطران غزال: « لقد أحبه أبناء صيدا ومنطقتها وثمّنوا مواقفه الحكيمة في أحلك الظروف حتى أصبح اسمه شائعاً على كل لسان، فكان الجميع يُنادونه أبونا سليم ويلجأون إليه للمشورة والنصح لما كان لرأيه من احترامٍ وتقدير بين مختلف الفئات» . 

ووجه التيار الوطني الحر تحية إلى «رسول من رسل المسيحيَّة السمحاء في بلادنا... سيادة المطران سليم غزال، المعاون البطريكي العام السابق لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، والأب العام السابق للرهبانيَّة المخلصيَّة، والمؤسس لعدد من الحركات الرسوليَّة العَلمانيَّة والجمعيَّات، والمرشد الروحي لأجيال من الشبيبة منذ العام 1961 في صيدا والجنوب، وداعية الحوار المسيحي الإسلامي والسلام والانفتاح». 

وإذ ثمّن التيّار عاليا «الدور الريادي الذي لعبه المطران غزال طوال حياته المشبعة بالعمل الرسولي البنّاء، ولا سيما ما قام به، لجهة تثبيت السلام الأهلي في لبنان، وزرع روح المحبة والإخاء والعيش الواحد في غير مكان، ما جعله قدوة ومثالاً في عالم كثرت حاجته إلى الرعاة الأصفياء؛ قدم تعازيه الحارة الى البطريرك غريغوريوس لحام والمطارنة أعضاء السينودس المقدس لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، ومن المطران إيلي بشارة حداد راعي أبرشية صيدا ودير القمر والأرشمندريت جان فرج رئيس عام الرهبانية الباسيلية المخلصية، ومن أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك إكليروساً وشعباً، ومن آل غزال وأنسبائهم في لبنان والمهجر.


بدورها نصت الصحف اللبنانية قاطبة المطران غزال الذي كان جسر محبة وتواصل بين مختلف الطوائف، وحقق مؤسسات تربوية وصحية واجتماعية ستبقى خالدة تحكي مآثره وعما تميز به طوال حياته الكهنوتية من قيم المحبة والتسامح والتعاطي الراقي مع الآخر.


 












المطران غـزال يـوارى الثـرى فـي الشوف الاثنـين


" السفير" 30 نيسان 2011


 

 


هو رئيس عام للرهبانية المخلصية، ولد في مشغرة في 7 تموز 1931 ، ترعرع بين ستة أخوة وأخوات يعملون في الكروم والبساتين، قتل والده برصاصة طائشة بين متحازبين. دخل إلى دير المخلص وسيّم كاهناً سنة 1958 ثم أبرز نذوره الرهبانية سنة 1959. خدم في صيدا كرسول متجول منذ العام 1961. أسس في العام 1962 «حركة الشبيبة الطالبة المسيحية في الجنوب»، وحركة رسالة الأولاد ورابطة العائلات الرسل العلمانيين. عمل في حقل التعليم الديني في المدارس الرسمية والخاصة وكانت له تجربة مميزة مع بعض المشايخ المسلمين في هذا المجال. أسهم بالتعاون مع المطران غريغوار حداد والإمام موسى الصدر في تأسيس الحركة الاجتماعية في الجنوب. من مؤسسي دار العناية في الصالحية، وجمعية رعاية المعاقين عقلياً في صيدا. منذ اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975 قاد تياراً من الشباب الرافض للمؤامرة وتقسيم لبنان داعياً إلى وحدة الأرض والشعب. وفي العام 1985 وبعد أحداث تهجير شرق صيدا مشى بعكس السير فنزل إلى مدينة صيدا ورفع الصوت ضد أعمال التفجير والتهجير ودعا إلى عودة المهجرين في أسرع وقت حفاظاً على صيغة العيش المشترك. عين مدبراً بطريركياً على أبرشية صيدا ودير القمر في العام 1985 وأسهم في عودة الكثير من الأهالي إلى قراهم وكذلك بالنسبة إلى عودة الرهبان إلى ديرهم وأملاكهم في دير المخلص سنة 1989 بالتعاون مع الوزير وليد جنبلاط. اشترك في عدة مؤتمرات للحوار الإسلامي - المسيحي في لبنان وقبرص وروما، عين رئيساً عاماً للرهبانية المخلصية في 18 تموز 1995 وحتى العام 2001. انتخبه السينودس في حزيران 2001 مطراناً ومعاوناً للبطريرك غريغوريوس لحام، كرمته النائب بهية الحريري والشبكة المدرسية لصيدا في 14 كانون الثاني 2008. 

توفي في 29 نيسان 2011 عن عمر يناهز 80 عاما. 

واعلن البطريرك غريغوريوس الثالث لحام ان جثمان الراحل ينقل حملا على الأكف من ساحة النجمة – صيدا إلى كاتدرائية القديس نيقولاوس، يوم الاثنين 2 أيار 2011 الساعة العاشرة صباحا، حيث يحتفل بصلاة الجناز لراحة نفسه عن الثالثة من بعد الظهر، ثم يوارى الثرى في مدافن الرهبان في دير المخلص – جون. 

تقبل التعازي، يوم الاثنين 2 أيار 2011 قبل الدفن، في صالون مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في صيدا. ويومي الثلثاء والأربعاء 3 و 4 أيار 2011 في دار العناية - الصالحية من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء. ويوم الخميس 5 أيار 2011 في المقر البطريركي – الربوة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء.


 


وكان حضرة رئيس الحزب الامين اسعد حردان وعمد وقياديون في الحزب اتصلوا بشقيق المطران الراحل، الامين فؤاد غزال وقدموا اليه التعازي مسجلين للمطران الراحل الكثير من المآثر ومن تجسيده لقيم التقوى والمحبة والتضحية.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع