شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-07-14
 

القومي يعتبر المزاعم حول دوره في اغتيال الجميل دحضها القضاء

كمال ذبيان - الديار

لم توفر الاتهامات السياسية الحزب السوري القومي الاجتماعي من الاغتيالات منذ أول عملية تفجير استهدفت الوزير مروان حماده في أول تشرين الأول 2004، واغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما جرى بعدهما، وكان الربط بين هذه الجرائم، وما ينسب الى عناصر من الحزب تورطوا في اغتيال رياض الصلح وبشير الجميل، وفي العمليتين، لم يبذل المحققون الكثير من الوقت لكشف الحقيقة، بل ان القوميين الاجتماعيين الذين لاحقوا الصلح الى الأردن لاغتياله، اعترف من ألقي القبض منهم عليه مباشرة، انهم ثأروا لقتل زعيمهم انطون سعاده دون محاكمة، وهم ردّوا على الاغتيال السياسي لزعيم الحزب القومي ومؤسسه، بأن اعلنوا عندما أطلقوا الرصاص على الصلح بأن «يأخذها من يد سعاده».

وفي اغتيال بشير الجميل، أوقف المتهم حبيب شرتوني وأعلن أمام المحققين، انه نفذ عملية للمقاومة الوطنية اللبنانية، بحق شخص ارتبط بالعدو الاسرائيلي، وأقام علاقات معه وسانده في الحرب على لبنان واجتياحه، وقتل مواطنيه وهو ما يعتبره الدستور اللبناني خيانة بحق الوطن.

فالعناصر القومية التي نفذت الاغتيالين، لم تكن لقيادتهم لا في مطلع الخمسينات من القرن الماضي ولا مطلع الثمانينات منه، اي علاقة بهما، وباعتراف المتهمين في الجريمتين، اللتين حصلتا بدافع ذاتي ووجداني، وايمان بعدالة القضية القومية التي يؤمنون بها.

لذلك فان الربط بين حدثين حصلا في عقود واسقاطهما على اغتيال جديد، لا يمتّ الى الواقع بصلة، ومورست بحق أعضاء في الحزب القومي، منذ بدء مسلسل الاغتيالات والتفجيرات في الـ 2004 شتى صنوف الانتقام السياسي، كما تقول مصادر مطلعة في الحزب، التي تشير الى ان فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش، لاحقوا وأوقفوا واعتقلوا عشرات القوميين، عند وقوع أي حادث أمني لا سيما في مرحلة ما بعد الانسحاب السوري في العام 2005، وأجريت تحقيقات معهم، ولم يظهر أي دليل على تورّط أي قومي سواء كان منظماً في الحزب او خارجه له علاقة بعمل أمني ما، وقد رصدت كل تحركات القوميين، وجرت مراقبة من كانوا منهم تحديداً في المقاومة، وقد تم التركيز عليهم، وتم فتح ملفات لأفراد نفذوا عمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي، وأفرج عن كل من تم توقيفهم سياسياً، وفق ما تروي المصادر، وتشير الى النظام الأمني الذي نشأ بعد سيطرة قوى 14 آذار، وضع امامه خارطة طريق تبدأ بضرب الحزب القومي، لأن له امتداد جغرافي في كل المناطق ويخترق كل الطوائف، وحزب فاعل في المقاومة، وحليف لسوريا و«حزب الله».

من هنا، فان ما نشر في صحيفة «البلاد» السعودية، حول تورّط الحزب القومي في اغتيال النائب السابق بيار الجميل، أو قد تكون له علاقة في محاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق، هو خبر لا أساس له من الصحة، وهو نفس السيناريو الذي تم تسريبه في «الفيغارو» و«دير شبيغل» ووسائل اعلامية اخرى، حتى قبل أن تبدأ التحقيقات وفي أزمنة مختلفة، وهذا السيناريو تم ترويجه منذ اللحظات الأولى لاغتيال الجميل، كما في الجرائم الأخرى، مثل تفجير باص عين علق، اذ تم توجيه الاتهام مباشرة الى الحزب القومي، باعتبار ان له وجود في المتن الشمالي، وهذا التفجير تبين كما ورد في القرار الظني الصادر عن القضاء اللبناني ان عناصر من «فتح الاسلام» اعترفت انها نفذت العملية، وهم يحاكمون، فلماذا لم يصدر اعتذار عن الاتهام الذي تورط فيه مسؤولون كبار في الدولة وشخصيات سياسية واعلامية، من بينها الرئيس سعد الحريري نفسه ووجه الاتهام يوم الانفجار وفي مقابلة تلفزيونية له الى الحزب القومي، كما ان عناصر من «فتح الاسلام» اعترفت باغتيال الجميل والنائب وليد عيدو وعمليات اخرى.

فهذه التسريبات معروفة الأهداف، تقول المصادر في الحزب القومي، فهي تريد رأسه كحزب مقاوم بعد «حزب الله»، وتشويه نضاله الوطني والقومي منذ نشوئه، ضد الاستعمار الفرنسي، حيث سقط أول شهيد للاستقلال في عين عنوب من أعضائه يدعى سعيد فخر الدين عندما رمى قنبلة يدوية على دورية فرنسية، كانت تتقدم باتجاه مقر الحكومة في بشامون، وكانت له نضالات في فلسطين فأسس زعيمه انطون سعاده منظمة الزوبعة، وشاركت في عمليات ضد اليهود في اغتصابهم لفلسطين في العام 1936 و1948، كما كان للقوميين دور أساس في عمليات المقاومة، منذ عملية «الويمبي» في الحمرا وما سبقها وتلاها، كما كان في طليعة من نفذ عمليات استشهادية بدأت مع وجدي الصايغ وسناء محيدلي ورفقائهما.

لكل هذا التاريخ النضالي والمقاوم يستهدف الحزب القومي كما تقول المصادر، وهذا ما يؤ كد ان ما سمّي تحقيق دولي ومحكمة دولية، لهما دور سياسي، وهو الانتقام من كل عنصر وحزب وتيار قاوم اسرائيل وعملائها وطردها من لبنان.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه