سمير قناطري ... المناضل الشهيد

الأمين كمال نادر

أمس جاءنا الخبر الفظيع: لقد قتلوا الدكتور سمير قناطري.

وقع النبأ علينا وقع الصاعقة..

كان الجميع في ذهول وحزن، لكن الصدمة اكبر عند الذين يعرفون سمير قناطري وشخصيته المميزة، ورقيه وأخلاقه الرفيعة، والذين تعاملوا معه عن قرب، هم يعرفون قيمة وجوده وعلمه وعمله وحيويته، ويعرفون كم أن الخسارة كبيرة على الحزب القومي وعلى الوطن كله.

الأمين الشهيد، تسلم المسؤولية في إدلب قبل سنوات قليلة، وفي فترة وجيزة جعل الحزب ينتشر ويتوسع في المدن والقرى، نظم القوميين وأطلق ورشة عمل لنشر العقيدة، فأقبل على الحزب مئات المواطنين السوريين، واقسموا يمين الانتماء والعمل لخير سورية وتقدمها ووحدة أرضها وشعبها، ولرفع مستوى الحياة لأبنائها جميعاً، ولصمودها في وجه الطامعين بها وبثرواتها في وجه أعدائها، ومع نشاطه الحزبي في إدلب كان له حضور فاعل في كل سورية، على الصعيد السياسي والنقابي، فهو دكتور صيدلي وأصبح نائباً لنقيب الصيادلة، وهو فاعل في الجبهة الوطنية التقدمية، وعندما اندلعت الاضطرابات في سورية تصدى لأعمال التخريب، وسعى جاهداً لتجنيب منطقته المخاطر، وتلقى تهديدات بالقتل، لكنه لم يهرب ولم يختبئ، إلى أن تمكن المجرمون منه وقتلوه.

خسرناه، والخسارة كبيرة، وخسرته عائلته وعائلات عديدة كان عوناً لها في الظروف الصعبة، خسرته الإنسانية، وسورية خسرت به الأخلاق والعطاء والكرم والعلم.

انه شهيد بكل معنى الشهادة، شهيد معركة وجود سورية وسلامتها وبقاء الحرية والنور والفكر المنفتح في وجه الظلام والتخلف والتكفير. وهو بشهادته هذه ينضم إلى ألوف الشهداء السوريين الذين سقطوا وما زالوا يسقطون كل يوم في معركة التصدي لمخطط تدمير سورية.

ان حزننا عليه كبير جداً، لكن افتخارنا واعتزازنا به كبير أيضاً، وسنشعر مع مرور الوقت بمقدار الفراغ الذي يتركه غيابه، لكننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي نعرف كيف نحمل جراحنا وآلامنا لكي نضمد جراح أمتنا ونخفف الآلام عن شعبنا ونكمل المسيرة ونستمر في الصراع.

يرحمك الله يا رفيقي والبقاء للأمة.

الأمين كمال نادر

وكيل عميد الإذاعة والاعلام لشؤون الشام