إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نتنياهو يقرع طبول الحرب

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2011-08-02

إقرأ ايضاً


لا شك ان الاوضاع السياسية والدولية والاسرائيلية الداخلية المتقلبة ستشجع نتنياهو على الاقدام على عملية عسكرية واسعة للخروج من المأزق السياسي الخارجي والداخلي الذي يمر به .. فنتنياهو وغيره من القادة الاسرائيليين دائما حاولوا الخروج من المأزق حتى لو كلف الامرالدخول في أتون الحرب ..وحتى لو كانت نتائج تلك الحروب غير مضمونة .. هكذا تعودنا على قادة الاحتلال على مر التاريخ .. فالاجواء الداخلية والسياسية المتلبدة تدلل على ان هناك مخطط لعين لاشعال المنطقة وقلب المعادلات قبل ايلول لافشال الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية والخروج من المأزق الداخلي الذي تمر به حكومته .. ولا نبالغ اذا قلنا بأن الأجواء الداخلية في اسرائيل تشير الى مخطط قد يأتي على الاخضر واليابس .

اعلان موفاز عن استدعاء الاحتياط بالجيش الاسرائيلي له دلالاته العسكرية والميدانية .. فاسرائيل وعلى مر التاريخ لم تستدعي احتياطها الا وقت الحروب او قبلها ... ههكذا كان ابان حرب 67 وحرب 73 وحتى حرب عام 2006 .. واستدعاء الاحتياط يعني بالنسبة للمجتمع الاسرائيلي ان هناك حرب طاحنة ستدور .. وفقط اليوم اعلن عن استدعاء الاحتياط الشهر القادم تحت ذريعة مواجهة اعتراف دولي بفلسطين .. ومواجهة الاعتراف تبقى غطاءا لما هو اكبر واضخم.. فاسرائيل ليست بحاجة لاستدعاء احتياطها لمواجهة قرار اممي او حتى مظاهرات فلسطينية .. بل ان الامر يتعدى ذالك ليصل الى حدود مواجهة ضخمة .

ان ما يدفع نتنياهو لمثل هذه المغامرة "المقامرة" هو عدم قدرته على طرح مخرج للجمود الذي يسيطر على العملية السلمية وعدم رغبته بتقديم تنازلات للطرف الفلسطيني وفي نفس الوقت فهو يتعرض لضغوطات دولية محرجة وقد يجد نفسه في عزلة دولية خانقة قد تقضي على الافق الدبلوماسي والسياسي للدولة العبرية .. لذا يرى نتنياهو بان اسهل الطرق لقلب الاوضاع هو خوض حرب طاحنة على اكثر من جبهة او على جبهة واحدة .. فلا يوجد امام نتنياهو بديل عن اشعال فتيل الحرب لتفادي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ولضرب حزب الله مستغلا الاوضاع المأزومة في سوريا ولبنان ..والاهم من هذا كله اسكات صوت الشارع اليهودي المطالب بالاصلاحات الاقتصادية والذي بات يهدد باسقاط حكومة نتنياهو .

حكومة نتنياهو تمر بازمة سياسية واقتصادية داخلية والمظاهرات التي تجوب الشوارع باتت تهدد بقاءه في سدة الحكم ..واذا استمرت هذه التظاهرات سيجد نفسه خارج معادلة الحكم في ظل تهديدات باقي الاحزاب بفك الائتلاف الحكومي .. الطريق الاسهل للخروج من هذه الازمات هو افتعال حرب وانجاز نصر حتى لو كان صغيرا من اجل اسكات الشارع الاسرائيلي المطالب بتحسين الاوضاع الاقتصادية ..من هنا فان كل المؤشرات تدلل على اندلاع الحرب قبل ايلول من اجل ضرب عصفورين بحجر واحد .. اسكات الشارع الاسرائيلي وافشال المجهود الفلسطيني وبالتالي تعطيل القرار الاممي واعادة الاوضاع الى نقطة الصفر والى دائرة المفاوضات العبثية .

لا نريد الخوض في نتائج حرب كهذه ..لكن ما ندركه فعلا ان اية مغامرة اسرائيلية ستكون نتائجها وخيمة على الدولة العبرية ومجتمعها وعلى المنطقة وربما الاصطفافات العالمية برمتها .. فاذا كانت اسرائيل دائما تخوض حروبها متذرعة بالامن والاستقرار .. فان مغامرتها اليوم لن يكن لها اية ذريعة او حجة سوى تحدي قرار اممي بقوة السلاح الامر الذي سيثير العالم ويزيده اشمئزازا من الغطرسة الاسرائيلية


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024