إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سورية:هل قلتم "مظاهرات سلمية ؟؟؟؟"

مجلة افريك اسي الفرنسية - ترجمة عربي برس

نسخة للطباعة 2011-11-20

بفضل رمي الزيت على نار الأزمة السورية ، عن طريق القنوات الفضائية من دول الخليج ، التابعة تماماً للغرب جغرافياً وسياسياً ، والتي تبث إعلامها الكاذب دون انقطاع ، نشهد منذ عدة أشهر ظهوراً ملفتاً لظاهرة مقلقة وهي : كوماندوس السلفيين الوهابيين الذين ينصبون الحواجز على بعض الطرق المعزولة ، ويوقفون الحافلات بحيث يتم فرز الركاب وفقا لطائفتهم (السنة ، العلويين , الدروز والمسيحيين...). بعد القيام بالفرز، وبعد انتهاءالتحقيق الذي يقومون به (لأن الطائفة ليست مذكورة على بطاقات الهوية السورية) ، يتم الإفراج عن السنة، ويقومون بخطف الآخرين. ونجد في كثير من الأحيان جثثهم قد ألقيت بعيداً ،إما مرمية بالرصاص ، أو مذبوحة.

هذه العصابات المنظمة مدعومة من قبل شبكات لبنانية وتركية و سعودية وقطرية وأردنية.

هذا النمط من العمليات يذكرنا بالنمط المستخدم أثناء الحرب الأهلية اللبنانية و "العقد الأحمر" في الجزائر عندما كان الإرهابيون الجهاديون يخطفون ويعدمون جميع أولئك الذين يشتبه بهم بالتواطؤ مع الدولة (مسؤولين وموظفين ومعلمين وصحفيين ومثقفين).

وقد أبلغ عن عمليات الخطف المتبوعة بجرائم القتل والإعدام منذ بداية "الانتفاضة السلمية الشعبية السورية" ، وخاصة في جسر الشغور و في ادلب وتل كلخ في محافظة حمص التي تتزايد هذه الممارسات الآن فيها ، حيث يحصل هناك كما في لبنان أو في يوغوسلافيا السابقة نزوح على أساس طائفي بحيث يعتبر نوع من "التطهير العرقي".

لا تزال السلطات السورية مترددة في التغلب على هذه الظاهرة المقلقة التي أخذت بالتزايد في الثالث عشر من تشرين الثاني ، وبعد استبعاد سوريا من الجامعة العربية تم توقيف حافلة نقل تابعة للشركة العامة لمشاريع المياه من قبل عصابة مسلحة بالقرب من حمص كانت تنقل ثلاثين موظفاً من هذه الشركة. وأفرج عن ثلاثة ركاب بعد توضح انتمائهم للطائفة السنية , ولا يعرف شيء عن مصير الركاب الآخرين..

و هناك خوف كبير من إيجاد جثثهم ذات يوم ملقاة في مقابر جماعية. هذا النوع من الممارسات الوحشية لم تندد به حتى الآن منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان أو حتى جامعة الدول العربية التي تغاضت عن ملاحظة وحشية هذه المجموعات, حتى المجلس الوطني السوري متواطئ ومقره في الخارج وممول من دول الخليج والدول الغربية.

ليس هذا حال المعارضة الداخلية , وغالبية الناس في حمص ومناطقها (الموالية والمناهضة للنظام) الذين تظاهروا على نطاق واسع ضد قرار جامعة الدول العربية فكان حراكهم العفوي مثيراً للإعجاب لدرجة أن المعارضة في الخارج التي كانت تأمل بالاستفادة من هذه الممارسات لإسقاط النظام وزعزعة الاستقرار في سوريا بشكل دائم ، بدأوا يدركون أن خططهم تعطي تأثيراً معاكساً تماماً وهو انتفاضة وطنية من المجتمع السوري ضد هذه الهمجية.

حتى الأنصار الغربيين لهذه الإستراتيجية بدأوا بمراجعة خططهم ، وليس هذا فحسب بل بدأوا بالتراجع بخجل. وهكذا اضطرت وزارة الخارجية الأمريكية لإعلان بيان ضد المسلحين من المعارضة ، وخصوصاً بعد زيادة في الهجمات الطائفية ضد قوات الأمن والمدنيين "نحن لا نقبل العنف لا من الجيش السوري ولا من النظام ، ولا من المعارضة " وكما لاحظ الصحفي الفرنسي غي ديلورم" النفاق والدبلوماسية واضح وقوي جداً من ناحية السلطات الغربية التي نفت ولمدة أشهر عنف المعارضين وسارعت بتشجيعهم على الإطاحة بالنظام الأمر الذي يجعل المرء يتساءل ما المناورة التي تحكم هذا البيان ؟.

وتعتبر الخارجية الأمريكية أن العنف هو لعبة من النظام . لكن الأميركيين هم في حاجة لإعطاء مظهر واقعي إلى وهمهم عن "الانتفاضة الشعبية" في سوريا لإيجاد أية ذريعة للعودة إلى مجلس الأمن . ولنكون واضحين فإن التدخل الخارجي في هذه الحالة هو نوع من السخرية من العالم ومن السوريين بشكل خاص .

هذا دليل غير قابل للشك, أن هذه الإستراتيجية لزعزعة الاستقرار قد بدأت بالإخفاق : نداء بعض رموز المعارضة الداخلية (ميشيل كيلو ، فايز سارة ، سمير العيطة الخ..) المثير للشفقة لشعب حمص ومنطقتها ، لحثها على عدم الوقوع في هذا الفخ الخطير الذي يمكن أن يحطم النموذج المثالي للتعايش الوطني السوري .

أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً ..... إن النهضة الوطنية السورية ضد المؤامرات الخارجية التي تحاك الآن علناً ودون خفية ضد وحدة سوريا باعتبارها حجر الزاوية في جهاز المقاومة للهيمنة الغربية هي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024