شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-01-16
 

الكشف عن انتهاكات ضد قاصرين فلسطينيين على يد المحققين الإسرائيليين

وكالات - كشف مرصد حقوقي أوروبي، عن جملة من وقائع الانتهاك الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية بحق قاصرين فلسطينيين، يجري اعتقالهم وانتزاع اعترافاتهم تحت الضغط، في مراكز الشرطة الاسرائيلية.

وعقب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (EuroMid)، على مقطع فيديو مسرب يُظهر محققين إسرائيليين ينتزعون اعترافات قاصر فلسطيني بالضغط النفسي والجسدي، بقوله إن "المرصد عمل على جمع وتوثيق شهادات عددٍ من القاصرين الفلسطينيين، جرى التحقيق معهم بأساليب قاسية وغير إنسانية عقب اعتقالهم في مناطق الضفة الغربية والقدس".

وأضاف بأنّه تبيّن بعد التوثيق، أنّ "إخضاع القاصرين للتحقيق لدى السلطات الاسرائيلية، يأتي في معظم الأحيان في إطارٍ من الإعتقال التعسفي؛ حيث تنصبّ التحقيقات معهم حول مشاركتهم في مسيراتٍ سلمية ضد ممارسات الاحتلال والجدار العازل، الذي أدانت محكمة لاهاي الدولية بناءه في حكم سابقٍ لها عام 2004، واعتبرته إجراءً غير قانوني يتوجّب وقفه".

ونوه المرصد إلى أن هذه الاعتقالات التعسفية، تتناقض والمادة التاسعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أنه "لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفًا"، إضافة إلى انتهاكها لاتفاقية حقوق الطفل في مادتها رقم (37/ب)، التي جاء فيها أنه "لا يُحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية،..، ولا يُلجأ إلى اعتقاله أو سجنه وفقًا للقانون إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية".

ولفت المرصد الحقوقي إلى أنّ اعتقال أطفال فلسطينيين على خلفية المسيرات السلمية، ينضوي على انتهاك فاضح لحق الأطفال في التعبير عن آرائهم وفق نص المادتين 12/1 و13/1 من اتفاقية حقوق الطفل، واللتان تكفلان حق الطفل في التعبير عن آرائه بحرية، في جميع المسائل التي تمسّه.

وفي السياق ذاته؛ وثق المرصد الأورومتوسطي، شهادات تعذيب مورس ضد قاصرين فلسطينيين أثناء التحقيق معهم، كالضغط النفسي، والتوبيخ، والحرمان من النوم، والتلكؤ في استدعاء المحامين، وهي الإجراءات التي تعدّ شكلًا من أشكال "الضرر وإساءة المعاملة والعنف"، التي أوصت المادة (19/1) من اتفاقية حقوق الطفل على منعها وتجريم مرتكبيها.

وأوضح بأنّ المادة (37) من الاتفاقية ذاتها أوصت كافة الأطراف بضمان "أن يُعامل الطفل المحروم من حريته بإنسانية واحترام لكرامته، وبطريقة تُراعي احتياجات الأشخاص الذين بلغوا سنّه"، مضيفًا بما أن "الحاجة للنوم والراحة هي من أهم احتياجات الطفل، فقد انتهكت السلطات الاسرائيلية هذا الحق، في كثير من الحالات، أقلّها ما يُظهره المقطع المصوّر".

وتشمل الإنتهاكات التي يتعرض لها القاصرون في مراكز التحقيق الاسرائيلية، حرمانهم حقهم في مواصلة التعليم، وحقهم في الحصول على المساعدة القانونية العاجلة، حيث تعمد السلطات الإسرائيلية في كل الحالات على بدء التحقيق فور اعتقال الطفل، دون انتظار حضور المحامي.

وشدّد المرصد على أن الانتهاكات التي وثقها تمثل نموذجًا على انتهاكات أخرى جسيمة تمارسها السلطات الاسرائيلية ضد القاصرين الفلسطينيين، الذين تُشير تقارير حقوقية إلى اعتقال 383 منهم خلال عام 2011 فقط.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي على أنّه بصدد عرض ممارسات التحقيق غير القانونية ضد القاصرين الفلسطينيين أمام المحافل الدولية، منوَهًا إلى إقرار المحاكم الإسرائيلية بسجن 834 طفلاً فلسطينيًا من أصل 835 تم عرضهم على المحاكم الإسرائيلية ما بيْن عامي 2005-2010، الأمر الذي يعكس حالة التهديد التي تمارس بحق الأطفال من أجل انتزاع الإعترافات وتثبيتها ضدهم، بحيث يصبح من الصعب إلغاؤها أو انكارها أمام المحاكم الإسرائيلية.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع