إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إنه تحالف أميركا والغرب و«إسرائيل» مع القاعدة وعرب التخاذل

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-02-14

إقرأ ايضاً


عمّم الرجل الأول في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري تسجيلاً جديداً يطلب فيه من كل «مسلم» في تركيا والعراق والأردن ولبنان أن «يهب لنصرة إخوانه في سورية بكل ما يملك.. بنفسه وماله وقوله ورأيه ومعلوماته! »

التسجيل الجديد الذي احتوى على تصريح لأيمن الظواهري حول أوضاع في سورية، تزامن مع دعوات أطلقها مسؤولون صهاينة لاقتحام المسجد الأقصى، لكن اللافت أن أمر اقتحام المسجد الأقصى لم يلق أي ردة فعل من قبل الظواهري، على حين ظهر متحمساً لـ«الحكم بالإسلام» في سورية! إنها حقاً لمفارقة غريبة عجيبة.

على أي حال، ليس تصريح الظواهري هو الاستثناء في تزامنه مع دعوات الصهاينة لاقتحام الأقصى، بل إن الدول والإمارات والمشيخات العربية حضرت بقوة، لتجتمع فوراً تحت راية الجامعة العربية برئاسة القطري حمد بن جاسم، وقررت الرد على التهديدات الصهيونية، بوقف التعاون الدبلوماسي مع سورية وبتأكيد دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة، وبالرجوع مجدداً إلى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على قرار يسمح بالتدخل الخارجي في سورية!..

نحن هنا لا نبحث عن دليل لنثبت بأن فلسطين ليست في دائرة اهتمام «القاعدة» وعرب التخاذل،.. ولا نبحث عن دليل حتى نثبت بأن المسجد الأقصى ليس من مقدسات «المتأسلمين» سواء أكان هؤلاء منضوين في تنظيم القاعدة، أم في خلايا أميركية نائمة، أمثال القرضاوي وسعود الفيصل وحمد بن جاسم، بل إن كل ما نرمي إليه، هو أن هناك وقاحة غير مسبوقة، عندما يزعم هؤلاء حرصهم على الإسلام والمسلمين.. أو حين يتشدقون بالكلام عن الإنسانية والحرية ويذرفون دموع التماسيح على من يُقتل بمالهم وسلاحهم وإعلامهم الهدام.

اجتمعت أنظمة العربان، لكنها لم تتذكر فلسطين، إلا في سياق محاولات التعمية على قذارة الدور الذي تلعبه هذه الأنظمة في التحريض على سورية. على حين خرجت سورية، تحذر «إسرائيل» من مغبة اقتحام المسجد الأقصى، وتحملها تبعات ومضاعفات هذه المغامرة غير المحسوبة. ليتضح أن سورية وحدها تمثل موقف الكرامة وصوت الحق، على حين أن عرب إسرائيل وأميركا يمثلون مواقف الذل والخزي والإذعان.

ما بين تسجيل الظواهري.. والدرس الذي قام بتسميعه سعود الفيصل وحمد بن جاسم ونبيل العربي وآخرون، قاسم مشترك، عنوانه العمل المشترك في خدمة الإستراتيجية الأميركية الغربية التي تعمل على ضرب قوى الصمود والمقاومة حتى تبقى «إسرائيل» قوة وحيدة قادرة على تكريس احتلالها لفلسطين وتمدد هيمنتها على المنطقة.

وعندما نتحدث عن قاسم مشترك لدى العاملين في سياق الإستراتيجية الأميركية، فهو لا يقتصر على عناوين محددة، بل هو يشمل الكثير من الأمور، وهنا نشير إلى ما ورد في تصريح الظواهري حين خص به «المسلمين» في تركيا والعراق والأردن ولبنان» من أجل نصرة المسلحين في سورية، وهو الأمر الذي تجاوبت معه سريعاً «الجامعة العربية»سابقاً، وقررت دعم المسلحين بالمال والسلاح.. ما يعني أن هناك قراراً أميركياً- صهيونياً- عربياً- قاعدياًً بالمجاهرة في دعم الإرهاب المسلح..

وهنا يجدر التذكير بتصريحات صدرت عن مسؤولين في العراق والأردن ولبنان وحتى تركيا.. وبوقائع تؤكد أن هناك تسللاً لعناصر إرهابية وتهريب أسلحة إلى سورية عبر الحدود. وآخر ما معلومة تم الحصول عليها، أن هناك مئات العناصر الإرهابية من جنسيات عربية وزعت على فنادق في إحدى الدول المجاورة تمهيداً لنقلها إلى داخل سورية؟!

كل ذلك يؤكد تحالف أميركا والغرب و«إسرائيل» مع القاعدة وعرب التخاذل.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024