إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

من «الانفعال الإنساني» إلى الفعل الإجرامي.. للإرهاب أم اسمها التطرف وآباء كثر

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-02-22

إقرأ ايضاً


منذ انطلاق أعمال التخريب والفوضى والإرهاب في سورية، التي تظللت بداية بمطالب إصلاحية وبشعارات الحرية والسلمية، دأب المسؤولون الأميركيون والغربيون على الإدلاء يومياً وعلى مدار الساعة، وفي سياق درامي، بتصريحات يعبرون فيها عن «انفعالاتهم الإنسانية» حيال أعمال القتل في سورية؟!

ومواكبة لهذا السياق، انهمكت دوائر القرار الرسمي في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى، بما فيها تركيا، بإعداد صيغ شبه موحدة للتصريحات الصحفية اليومية، لتكون كلها متناسقة وتخدم «فكرة» محددة، ترمي إلى تشكيل رأي عام ضد القتل، بعد تخدير هذا الرأي العام وتدجينه بوساطة وسائل الإعلام، من أجل تجهيل هوية القتلة والمجرمين وإلصاق التهمة بالدولة السورية ومؤسساتها المدنية والعسكرية.

مؤخراً، تراجعت دراما «الانفعالات الإنسانية» التي كانت تصدر صبح مساء عن المسؤولين الأميركيين والغربيين، وذلك بعد أن دعا أكثر من مسؤول أميركي وأوروبي إلى تسليح المجموعات الإرهابية في سورية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها، وهذا مؤشر على استنفاد كل النظريات والصياغات والقوالب التي وضعت في خدمة «السلمية» و«الإصلاح»، خصوصاً بعدما سجلت المجموعات الإرهابية رقماً قياسياً فريداً في قتل المدنيين والعسكريين وممارسة أعمال الخطف والترويع والتعدّيات واستهداف أنابيب النفط والغاز.

هذا الأمر المستجد، الذي تمثل بالانتقال الغربي من موقع «الانفعال الإنساني» المتضامن مع «السلميين» إلى موقع الفعل الإجرامي من خلال المجاهرة علانية بدعم المجموعات الإرهابية، يؤكد أن المجموعات المسلحة في سورية، ليست يتيمة، بل لها أم ترعاها، وآباء كثر ينفقون عليها المال والسلاح وكل ما تيسر من مال الملك والسلطان.

لقد ظهر جلياً وللملأ، أن الأم التي ترعى المجموعات الإرهابية، هي كالتي يرد اسمها في الحكايات القديمة، يدها اليمنى كناية عن منجل حاد، ويدها اليسرى كناية عن فأس قاطع، واسمها الحقيقي «التطرف»، وهي حين تجوع تأكل من حولها.

أما آباء المجموعات الإرهابية، فليس هناك إحصاء دقيق لعددهم، فهناك أب أميركي اسمه باراك أوباما، وهناك أب ثان فرنسي اسمه نيكولا ساركوزي، وثالث بريطاني في منصب رئيس الوزراء، ورابع تركي اسمه رجب طيب أردوغان، وخامس صهيوني لا يعرف إن كان إيهود باراك أم أفيغدور ليبرمان، وسادس هو حمد بن خليفة شيخ مشيخة قطر ومعه السابع حمد بن جاسم، ينافسهما سعود الفيصل الثامن، وتاسع هو أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، وعاشر أب اسمه المنصف المرزوقي الذي يستضيف و«أخوانه» المتطرفين في تونس مؤتمر أعداء سورية.. وآباء كثر آخرون، وكلهم ساكنو «التطرف» وتعاقدوا معه على نشر الرذيلة والفوضى والخراب والدمار والقتل والحرام.

لقد تكشفت حقيقة العلاقة القذرة بين هؤلاء الآباء وبين «التطرف» بكل مسمياته، لذا، ليس هنالك من داع للرد على مواقف سخيفة يتفوه بها بعض السخفاء من اللبنانيين، الذين اعتادوا الغدر والطعن في الظهر، ومعروف عنهم أنهم ينامون على موقف ويصبحون على آخر، وهم على ما يبدو باتوا يواجهون العتمة المستمرة في كل صباحاتهم، بعدما أعمت عيونهم أموال النفط الخليجي والاستثمارات في مناطق النفوذ «الإسرائيلي»!

ويبقى أن الإرهاب الحرام، لا يستطيع النيل من سورية الشامخة بالعز والكرامة والعنفوان.. ومهما طال ليل الجريمة فإن سورية الصامدة الممانعة على موعد مع صبحها الجميل لا محال.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024