إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نعم.. هذه هي سورية المتجددة.. تضع قواعد اللعبة.. تصون المنجزات.. وتهزم الإرهاب

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-02-26

إقرأ ايضاً


اليوم، يتوجه السوريون إلى مراكز الاستفتاء، وكل التوقعات تشير إلى أن الدستور الجديد سيحظى بـ«نعم» كبيرة، رغم ما أثير حول بعض مواده، وتحديداً حول المادة الثالثة.

صحيح أن المادة التي دار لغط حيالها، تعتبر بنظر البعض مادة نافرة في متن دستور عصري لسورية المتجددة، لكن هناك من يرى أنها لا تُفسد في الوصول إلى المرتجى قضية.

وإذا كانت الحجة قوية لدى من يرى في المادة الثالثة أنها تخالف فلسفة الدستور الجديد القائم على التعددية الحزبية والسياسية والاصلاحات على المستويات كافة، والمساواة بين الجميع، فإن البعض الآخر لديه براهين عديدة تؤكد أن إرادة تحديث وتطوير الدولة هي الأساس، فالدستور الذي سيصبح سابقاً، اعتمد الفقه الإسلامي مصدراً أساسياً للتشريع ونص على أن دين رئيس الجمهورية الإسلام، لكن ذلك، لم يمنع سورية من السير باتجاه تثبيت دعائم الدولة على أسس مدنية وعلمانية.. ومن يدع غير ذلك، فهو يحاكم بغير وجه حق، مرحلة سابقة، تمكنت خلالها سورية من أن تصبح دولة قوية في كل المعادلات القومية والعربية والإقليمية والدولية.. وتمكنت أيضاً من القضاء على كل مظاهر الفئوية والطائفية المفتتة، وشكلت بيئة متضامنة مرتكزها الأساس، الوحدة، والإخاء القومي، وهذه حقيقة يشهد بها العدو قبل الصديق.

سورية القوية، بدأت مع دستور التصحيح، وهو الدستور الذي شكل أساساً صلباً لبناء الدولة السورية القوية المستقرة، وقطع نهائياً مراحل اللااستقرار التي شهدتها سورية سابقاً، والصراعات الداخلية التي أضعفت حضورها ودورها.

على مدى أربعة عقود، والتشريع السوري يدفع في الاتجاه المدني العلماني، ولم يحدث أن طعن أحد في هذا المسار، وهذا دليل على أن جوهر دستور أي دولة، يتجسد بإرادة بناء الدولة المنتجة والمستقرة والقوية، وهذا ما فعلته سورية خلال أربعة عقود.

سورية المتجددة، ستبدأ مع دستور جديد، وجوهر هذا الدستور، برنامج الإصلاح والتحديث والتطوير، وإن «نعم» كبيرة لهذا الدستور، هي ترجمة فعلية لإرادة السوريين العازمة على الوصول إلى سورية متجددة.

الذاهبون إلى صناديق الاستفتاء اليوم، يذهبون من أجل تثبيت ما أكدوه خلال الأشهر الماضية. فهم بالملايين كانوا في الساحات العامة يعلنون رفضهم للمؤامرة والتفافهم حول دولتهم وقيادتهم، وهم اليوم يعلنون أنهم مع سورية المتجددة من خلال دستورها الجديد.

سورية المتجددة، لن تكون على صورة الدول التي تتشدق بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، بل ستكون دولة الإنسان السوي الذي يتمتع بكامل حقوقه ويدرك كل واجباته.

سورية المتجددة، هي تلك القوة العظمى، التي تخرج منتصرة في مواجهة أكثر من مئة دولة وشبه دولة عربية وإقليمية وغربية تقودها أميركا و«إسرائيل»..

سورية المتجددة، هي التي ستعيد صياغة المستقبل العربي برمته، وفق أولوياتها الإستراتيجية، حيث ستكون فلسطين في المقام الأول، وتحريرها هدفاً أول، وليست على مذبح التصفية كما وضعها عرب الاعتلال والتآمر والتخاذل.. وهي من سيضع قواعد اللعبة ويحدد قاعدة الصراع..

سورية المتجددة، هي من سيضع شروط عضوية العروبة، وستُخضع الناطقين بالعربية، لامتحانها، وخصوصاً أولئك الذين تواطؤوا على سورية وتآمروا ضدها وشكلوا أداة بيد الأجنبي.

سورية المتجددة، هي التي ستصون المنجزات التي تحققت وستهزم الإرهاب والعدوان بكل صنوفه وتؤسس للمستقبل الواعد الجديد. فإلى سورية متجددة، بإرادة الإصلاح والتحديث والتطوير.. وبـ«نعم» كبيرة للدستور الجديد.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024