إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إنها حرب تشرين ثانية.. ظافرة

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-03-05

إقرأ ايضاً


في الأشهر الأولى للمؤامرة على سورية، تلطى سيئو النية وراء شعارات السلمية والحرية والإصلاح ووجدوا فيها ضالتهم لتحقيق غايات رخيصة، وبعض آخر انحاز لهذه الشعارات، معتقداً أن من يرفعها له مطالب محقة.. وبين هذا وذاك، فإن دفة التآمر كانت تُدار من الأخطبوط الأميركي- الصهيوني، بهدف إشاعة الفوضى وخلق بيئة سورية غير مستقرّة.

ولتحقيق أهدافه، استعان هذا الأخطبوط، بعناصر وجهات إرهابية، وبحكومات غربية وإقليمية وعربية جندت طاقاتها ووسائل إعلامها في أشرس حملة إعلامية- سياسية غير مسبوقة في التحريض والتحريف والتضليل.

الصورة الآن تبدو جلية، فما حصل في سورية طوال الأشهر الماضية، لم يكن له أي صلة بالإصلاح، بل أعمال فوضى وتخريب وجرائم قتل ضد المدنيين والعسكريين دونما تمييز.

اليوم، يدرك الرأي العام، أن سورية تواجه أشرس مؤامرة في التاريخ، وأن من تلطى وراء «السلمية والحرية» هم حفنة إرهابيين يتلقون الدعم والمؤازرة من عرب النفط والغاز، ومن دول أجنبية صديقة لـ«إسرائيل»، وهؤلاء لا يخجلون من الإعلان أمام الملأ عن دعمهم للإرهابيين ودعوتهم لتسليحهم.

في المقابل، لا أحد يستطيع القول إن القيادة السورية تأخرت عن وضع برنامج كامل ومتكامل للإصلاح والتطوير والتحديث، فهذه القيادة ورغم التحدّي الإرهابي الذي واجهها، حققت خطوات متقدمة وأموراً جوهرية، فأقرت مجموعة قوانين تسهم في ترقية الحياة السياسية والديمقراطية، ووضعت دستوراً جديداً كفل التعددية وشكل الاستفتاء عليه، استفتاء على الخيارات الإستراتيجية لسورية المتجدّدة.

واقع الحال، أن الرئيس بشار الأسد لم يخلف بوعده للسوريين، فهو أكد مراراً وتكراراً تلازم الإصلاح والتطوير مع الحفاظ على أمن الناس واستقرار البلد، وهذا المسار شكل على مدى الأشهر الأخيرة، خياراً استراتيجياً لتجاوز الأزمة، وبهذا الخيار نجحت سورية في تحقيق مجموعة الخطوات الإصلاحية من جهة، ومن جهة أخرى في إطباق الخناق على المجموعات الإرهابية المتعددة الجنسيات والإيديولوجيات. لذا، لم يعد مقبولاً الزعم بأن «حراك السلمية والحرية» كان حراكاً عفوياً، فهذا الزعم ينطوي على تبرير لحالة شاذة وخطيرة استهدفت سورية بالتخريب والفوضى والقتل والإرهاب. كما ليس مقبولاً أن يتحدّث أحد عن حوار سوري- سوري تشترك فيه معارضة خائنة وعميلة، وخصوصاً بعدما تكشفت حقيقة ارتباطات عدد كبير ممّن يسمّون أنفسهم معارضين بالعدو «الإسرائيلي»، عبر الاتصالات المستمرة واللقاءات المباشرة وغير المباشرة.

منذ البداية كانت خيوط المؤامرة واضحة، فالقوى الدولية والإقليمية والعربية التي آزرت الإرهاب والتطرف الوافد إلى سورية، كلها دول تعمل لمصلحة «إسرائيل». وأمن «إسرائيل» هو كلمة السر السحرية التي تجمع القاعدة وأميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وقطر والسعودية وأكثر من مئة وعشرين دولة غربية وعربية وعشرات لجان حقوق الإنسان ووسائل الإعلام، في خندق واحد ضد سورية والمقاومة.

لكن سورية المُمسكة بزمام اللحظة والمبادرة، استطاعت أن تدير معاركها السياسية والدبلوماسية بحنكة كبيرة، وهي برصانتها ومرونتها ضمنت تأييد دول وازنة تشكل أكثر من نصف العالم. بموازاة خوضها معركة حاسمة ضدّ المجموعات الإرهابية.

وخلاصة القول: إن ما واجهته سورية، هو حرب حقيقية خاضتها «إسرائيل» بأدوات غربية وإقليمية وعربية وبمجموعات إرهابية متطرفة، وأن تصدي سورية لهذه الأدوات، وتحقيق نجاحات كبيرة في اجتثاث الإرهاب، يشكل انتصاراً حقيقياً، وهو بمنزلة حرب تشرين ثانية ظافرة، بعدها، ستكون سورية صاحبة الكلمة الفصل في المنطقة والإقليم.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024