شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-03-31
 

العلم السوري كان حاضراً في كلّ القمم

الياس عشّي - البناء

نادراً ما خرجت جامعة الدول العربية بقرارات توازي حجم الانهيارات التي يتعرض لها العالم العربي، والسبب أن جدول عملها يطبخ في عواصم القرار، وأنّ بعض خطبائها تخرّجوا من جامعات عبرية عملت، طوال سنوات، على محو المسألة الفلسطينية من ذاكرتهم!

تصوّروا هزال الجامعة وتفاهتها وعقمها وهي منهمكة في الانقضاض على سورية، فيما فلسطين تُهوّد، وغزّة تقصف، وليبيا تقسّم، والسودان اثنان، والصومال دامعة بعدما جفّ الحليب في أثداء الأمهات، والإنسان العربي تائه بين مذهبية متعصّبة وجوع كافر، بين ملوك وأمراء يموتون من التخمة ورعايا يموتون من الجوع.

اختموا أيها السادة أبواب الجامعة بالشمع الأحمر، وأفواه "قوّادها" بمنابع النفط.

صحيح أن هذا الاسبوع كان حافلاً بمؤتمرات القمم، بدءاً من كوريا الجنوبية، مروراً ببغداد وطهران، وانتهاءً بالهند. والصحيح أيضاً، كما أجمع كلّ المراقبين، أن العلم السوري كان حاضراً بكلّ كبرياء في هذه المؤتمرات، حتى ليمكن القول إنّ العالم كله توقّف أمام بوّابات دمشق السبع الشاهدة على أنها أول عاصمة في التاريخ. وازداد المشهد تألّقاً وقوّةً في الرسالة - الوثيقة التي وجّهها الرئيس الأسد إلى مجموعة "البريكس" المنعقدة في نيودلهي، مخاطباً، من خلالها، أربعين في المئة من سكان العالم، غير عابئ بالأسلوب الإنشائي المملّ الذي طغى على خطب "الموفدين" الى القمة العربية.

الآن، وقد أنهت جامعة الدول العربية أعمالها، وعاد المؤتمرون إلى عواصمهم، لا بدّ من التعبير أوّلاً عن فرحتنا بعودة العراق إلى ممارسة دوره القومي في مواجهة العدو الصهيوني، وثانياً اعتزازنا بالدور الذي لعبه الوفد العراقي في إصدار بيان ختامي لا يلبّي الطموحات السعودية والقطرية والتونسية ومن لفّ لفّهم، في أخذ سورية إلى المجهول.

كلمة أخيرة، ما زال العرب يذكرون بفخر اللاءات الثلاث التي صدرت عن القمة العربية التي انعقدت سنة 1967: لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بـ"إسرائيل". كانت أهمّ القمم لأنها ما برحت في الذاكرة. تُرى كم عربي سيتذكّر، في الأيام التالية، قمة بغداد الأخيرة التي لم تكن سورية ممثلّةً فيها؟



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه