إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أزمة سورية تنحسر.. ومفتعلوها الخارجيون في أزمة

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-04-04

إقرأ ايضاً


مجمل القراءات والتحليلات المستقلة لتطورات الوضع السوري، تُجمع على أن سورية تخطت المراحل الأصعب من الأزمة، وأن ما بقي من هذه الأزمة، فقاعات صغيرة لا تؤرق، ولا تقف حائلاً أمام جهود الدولة في استعادة الأمن والاستقرار بصورة تامة.

بموازاة ذلك، فإن الحلف الأميركي- الغربي- التركي- «الإسرائيلي» وأدواته من عربان النفط والمجموعات المتطرّفة، الذي ينفخ بنار الأزمة، يشعر بقلق وارتباك شديدين بعد إخفاق مخططه المُستهدف إسقاط الدولة السورية، ومواقفه الهيستيرية في «مؤتمر اسطنبول»، إنما هي محاولة للتخفيف من حجم التداعيات والانعكاسات السلبية التي ستصيبه، لأن إخفاق مخطط إسقاط الدولة السورية، لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الهجوم توقف.. فاستمرار الهجوم، هدفه التقليل قدر الإمكان من خسائر الحلف المعادي.

ما هو مؤكد، أن الوضع في سورية، لم يعد كما كان عليه منذ بداية الأزمة. فشعارات السلمية والحرية والإصلاح، لم تصمد طويلاً، لأنها منذ الأساس، شكلت غطاء لأعمال الفوضى والتخريب والإرهاب.. وقد تكشف زيف تلك الشعارات حين أعلنت القيادة السورية برنامجاً شاملاً للإصلاح، ولم يلاقها رافعو الشعارات، الذين جاهروا برفع السلاح في وجه الدولة.. وأداة لقتل الناس وترويعهم.

والآن هناك مشهد عام لم يعد خافياً. فالدولة السورية تواجه مجموعات إرهابية مسلحة مدعومة من قوى خارجية، والقوى الخارجية المعادية لسورية لا تُنكر وجود هذه المجموعات المسلحة، لا بل هناك دعم علني لهذه المجموعات، كما أن قطر والسعودية أعلنتا صراحة عن تسليح هذه المجموعات، وكذلك، رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الذي تبنى ضمناً تسليح المجموعات الإرهابية تحت ذريعة «الدفاع عن النفس»!!

رغم ذلك، فالأزمة السورية، وبعد سنة من النفخ في نارها، بدأت تنحسر رقعتها في الداخل السوري، وتتوسع استعاراً على مدى الساحات العربية والإقليمية والدولية، وهذا أمر تدركه جيداً الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون، الذين شعروا بوقع وتأثير الفيتو الروسي- الصيني حول الموضوع السوري. والمعادلة باتت ثابتة الآن وهي تقوم على أساس أن تمارس الدولة السورية واجباتها في حفظ الأمن والاستقرار، تزامناً مع تسويات كبرى تعيد تشكيل اللوحة الدولية وفق اعتبارات وموازين وقوى جديدة.

حلف أعداء سورية قال ما عنده في مؤتمر اسطنبول، وروسيا أدلت بدلوها حول مقررات المؤتمر، ولذلك، فإن وظيفة المبعوث الأممي كوفي عنان، لن تكون مطلقة الصلاحيات، ونقاطه الست محكومة بآليات تضمن عدم المسّ بسلطان الدولة السورية، ولاسيما حق الدولة في حفظ الأمن والاستقرار، وهذا ما كان أكده عنان نفسه في وقت سابق.

وعليه، فإن منصة مجلس الأمن الدولي لن تكون مشرّعة لعنان، إذا ما أراد تبني مندرجات بيان مؤتمر اسطنبول، وهو سيفاجأ بأن ذات المنصة ستشهد ردوداً قاسية وقوية، لأن مؤتمر اسطنبول يشكل انقضاضاً على مهمته، فكيف إذا تبنى الأخير مقرّراته؟! وهذا أمر لفت إليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حين أكد أن خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية تخضع لتقييم مجلس الأمن وليس لاجتماع «أصدقاء سورية» وأن موسكو تعارض إدراج أي مهلة أو إنذار في خطة أنان بشأن سورية.

على أي حال، اللعب الآن بات على المكشوف، فـ«مؤتمر اسطنبول» اعترف بـ«مجلس اسطنبول» وغمز من قناة رشوة بعض الدول العربية حين أشار إلى النظر بتأثر هذه الدول بالعقوبات على سورية، والغليون أعلن أنه سيدفع رواتب للإرهابيين، وقطر والسعودية قررتا تسليح المجموعات الإرهابية، وأمين عام جامعة الدول الناطقة بالعربية نبيل العربي يستدعي التدخل الدولي تحت الفصل السابع، ووزير خارجية تركيا داوود أوغلو لا يزال في غيبوبة الحديث عن فرصة أخيرة.. على حين تتشكل لوحة عربية، من أبرز تعبيراتها ما أعلنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أكد أن سورية لن تسقط.. إضافة إلى اللوحة الدولية التي ستفضي إلى معادلات ووقائع جديدة ومختلفة.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024