شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-05-10
 

من سعاده

قد تبين من هذا الدرس المختصر (1)، على طوله، أن الدعوة الرجعية إلى دولة الدين المحمدي هي فاسدة ومستندة إلى جهل في الدين والدنيا، كما أن الدعوة الرجعية إلى دولة الدين المسيحي هي فاسدة ومستندة إلى جهل في الدين والدنيا.

واتَّضح أن التعصبات الدينية والحزبيات الملية هي بلاء هذه الأمة السورية الذي لا بلاء بعده، وأن لا دافع لهذا البلاء وغيره عن الأمة غير دواء القومية السورية التي جعلها الحزب السوري القومي الاجتماعي دين الدنيا للسوريين. وقد توفرت الأدلة والبراهين النظرية والعملية على صحة هذا الدين القومي الذي يجعل السوريين عصبة واحدة لا تفرِّق بينهم أية فكرة محلها في الآخرة، ولا يتميز بينهم أحد إلاّ بمقدار ما يجاهد ويبذل لخير الأمة جميعها.

إن النتائج الفعلية التي حصلت بنشوء القومية السورية وسير الحركة السورية القومية الاجتماعية هي نتائج أكيدة لا ينقصها إلاّ أن تعمَّ الشعب لينهض كله نهضة واحدة بعقيدة واحدة وإيمان واحد، فيصير قادراً على الصبر والثبات في معترك الأمم والتقدم في مضمار الحياة. والوصول إلى هذه الحالة السعيدة، التي لا يشتهيها عدوٌّ لسورية، يقتضي تلبية واسعة سريعة من الأوساط والعناصر المدركة التي رأت صحة الرسالة القومية الاجتماعية، لإمداد الحركة السورية القومية الاجتماعية لنشر رسالتها وإذاعة مبادئها ونظرياتها وتلقين تعاليمها للجماعات العطشانة إلى المعرفة المشتاقة إلى نور اليقين، ولتأييد هذه الحركة المباركة معنوياً ومادياً ومساعدتها على مهاجمة الدعاوات التضليلية، ومحاربة الأفكار الساقطة والمذاهب الانحطاطية، فيكون من وراء ذلك تغيير الأمة من حال الانشقاق والتخاذل والتحاقد والضعف إلى حال الاتفاق والتعاون والتعاضُد والقوة والتغلُّب والمجد.

إن القضاء على التضليل والمضلِّلين، وجلب سواد الشعب إلى صراط الحقيقة والحق يحتاج لِبَثِّ المعرفة في جميع الأوساط، وهذا عمل كبير في حد ذاته يقتضي وسائل كثيرة من الإذاعة الخطابية والكتابية. والتفكير في هذا المشروع وحده ومقتضياته يجعلنا ندرك كم هو ضروري الإقبال على مناصرة الحركة السورية القومية الاجتماعية مادياً ومعنوياً. ولو أن التلبية الفعلية امتدت بسرعة في الوطن والمهجر وحصلت للحركة المقوِّمات المادية الكافية لإذاعة واسعة، وبثَّ الكتّاب والخطباء في جميع الأنحاء، وطبع الكتب والمناشير وتوزيعها بعشرات الألوف، وإنشاء الجرائد والمجلات لإمداد الناس بالمعلومات الوثيقة والتوجيهات الصحيحة، لكان من المحتمل أو المرجح أن يكون موقف سورية في هذه الحرب غير موقف الشلل الذي تقفه بسبب كثرة الدعاوات والإذاعات المضلِّلة التي تقوم بها عناصر السياسة الشخصية والرجعية وتغذيها الإرادات الأجنبية التي، أياً كان مصدرها، لا ترغب في أن ترى الأمة السورية موحَّدة العقيدة والإرادة لكيلا تفوتها مطامعها فيها.

إن كل سوري وسورية يغاران فعلاً على شرف قوميتهما ومصلحة شعبهما ورفاهية وطنهما يجب أن يعلما أن أمانيهما لخير أمتهما ووطنهما لا تتحقق بالكسل واللامبالاة ولا بمجرد التمني، بل بدرس القضية القومية الاجتماعية المقدسة درساً صحيحاً في مبادئها التي نشأت عليها، وبالقيام بالواجب نحو هذه القضية، وبمحاربة دجَّالي الوطنية والأدب ومشعوذي العلم والفن.

بهذه الطريقة يتمّ الوعي القومي وتخلص الأمة السورية من قضية الحزبيات الملية ومن مظالم الإقطاعية، فتقف صفوفاً واحدة مرتبة بين صفوف الأمم الباقية وفي مقدمة هذه الأمم جميعها بما لها من مثُل عليا فائقة الجمال وفضل على الثقافة والتمدُّن الإنسانيين.

إن القواعد الصحيحة لنهضة سورية قومية اجتماعية عظيمة قد وُضعت، والنهضة العظيمة قد ابتدأت بالفعل منذ نحو عشر سنين، فلم يبقَ إلاّ أن تحصل التلبية الفعلية الواسعة لتسير سورية إلى المجد الذي ينتظرها.

فيا أيها السوريون المقيمون والمهاجرون ارحموا أنفسكم وعيالكم وذريتكم يرحمكم الله. انبذوا الذين يريدون بكم شقاقاً، والتفُّوا حول الذين يريدون بكم وفاقاً، واتركوا قضايا الأخرى للأخرى، وتعالوا إلى كلمة سواء تجمع شملنا وتُعيد إلينا وطننا وأهلنا وعزّنا وكرامتنا وحقوقنا ومصالحنا: إلى القومية الاجتماعية، التي هي رابطة كل سوري وسورية بكل سوري وسورية، ورابطة الأجيال السورية الماضية والحاضرة والمقبلة.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع