إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

في مواجهة "ثقافة" التعمية والتجهيل والتحريض

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-06-01

إقرأ ايضاً


نشرت جريدة "الحياة" الغراء في عددها الصادر يوم الجمعة 25 أيار 2012، مقالاً للسيد "حازم الأمين" بعنوان: "المولوي الذي اوقف لدعمه الثورة السورية عائداً إلى مدينته بسيارة الحكومة اللبنانية".

ولأن المقال المذكور احتوى على "وقائع" ومعلومات غير صحيحة، لا سيما فيما يتعلق باحتفال الحزب السوري القومي الاجتماعي في ذكرى مجزرة حلبا الوحشية، رأت الدائرة الاعلامية في الحزب القومي ضرورة إحاطة الرأي العام، وقراء "الحياة" خصوصاً، بحقيقة ما أراد كاتب المقال التعمية عليه لغايات معروفة.

إن السيد حازم الأمين، وفي سياق "ثقافة" التعمية والتجهيل والتحريض، قرر اعتباطياً، أن يربط احتفال الحزب القومي بذكرى شهداء مجزرة حلبا، مع ما اسماه "واقعتي الجعفري في مجلس الأمن والاعتقال الغريب للمولوي". وأصدر "حكمه المبرم" بأن الاحتفال القومي "لا يخلو من غرابة"، ومن ثم استبدل تاريخ ارتكاب المجزرة من 10 ايار 2008 إلى 8 أيار 2008، وصولاً إلى الزعم بان الحزب القومي يحيي ذكرى المجزرة للمرة الأولى "في عاصمة المحافظة السنية في لبنان" بحسب تعبيره!... ولم تفته الإشارة إلى ان احياء الحزب لذكرى مجزرة حلبا هذا العام لم يكن في نفس تاريخ وقوعها، وهي اشارة تنطوي على محاولة لتبرير مزاعمه.

وما هو لافت، أن الكاتب لم يكتف بما تقدم من اختراع وقائع خاطئة ومضللة، بل زعم بأن الإحتفال بذكرى مجزرة حلبا قد الغي!، وقد ورد ذلك حين لفت إلى "استجابة القوميين السوريين السريعة وغير المعهودة لطلب الجيش اللبناني الغاء مهرجانهم"!

طبعاً المقال يتضمن وقائع اخرى مغلوطة واستنتاجات غير ذات قيمة، ولا نريد مناقشتها مع الكاتب، الذي قرر أن يسيء للحزب القومي من خلال اختراع "وقائع مزيفة" لا تمت للواقع والحقيقة بصلة.

وانطلاقا من حرصنا على تثبيت الوقائع كما وقعت، نلفت إلى ما يلي:

ـ منذ وقوع المجزرة الوحشية بحق القوميين العزّل في حلبا، دأب الحزب السوري القومي الاجتماعي على احياء الذكرى كل عام، باحتفالات كبيرة في حلبا وعكار، وهذا موثق بالصوت والصورة في وسائل الاعلام، وذلك بهدف ابقاء قضية المجزرة حيّة ومطالبة القضاء بالاقتصاص من القتلة والمجرمين. لذا فإن زعم "الأمين" بأن الحزب يحيي المناسبة للمرة الأولى هو افتئات متعمد على الحقيقة.

ـ لا نعلم من أين استقى "الأمين" معلوماته حول الغاء الاحتفال القومي بذكرى المجزرة، علماً أن جريدة "الحياة" التي يفترض أن تشكل مصدراً له، نشرت خبراً عن احتفال الحزب في حلبا بذكرى المجزرة، كما أن وسائل اعلام مرئية ومسموعة ومقروءة بثت ونشرت عن احتفال الحزب القومي في ذكرى مجزرة حلبا، وقد عكست الصور حجم الحشود والحضور المتميز للجيل الجديد، في حين كانت الصورة في التجمع الاستفزازي الذي دعا اليه بعض النواب تجمعاً هزيلاً، عكس مشهدية عن حفنة من المجرمين وقطاع الطرق.

ـ أما الغرابة الحقيقية، فتكمن في توصيف الكاتب حازم الأمين لمدينة حلبا بأنها "عاصمة المحافظة السنية في لبنان"، فهو من خلال هذا التوصيف يتبنى خطاباً طائفياً ومذهبيا مقيتاً ومتطرفاً، وهو الأمر ذاته الذي اشار اليه خالد الضاهر حين وصف احتفال القوميين باحتفال الغرباء، متعامياً هو ومن يتبنى خطابه، أن شهداء مجزرة حلبا هم عكاريون شرفاء وابطال، وأن قاتليهم من فصيلة الأذلاء الذين يركبون الموجات الغادرة ويضربون بسيف السلطان وبسكاكين التطرف .

ـ يمكن للكاتب أن يحلل وأن يلجأ إلى الوقائع التي تفيده في تحليله واستنتاجاته، أما أن يقحم الحزب القومي ويحاول الاساءة إلى ذكرى شهداء مجزرة موصوفة، من خلال تحريف الحقائق وتزوير الوقائع، فهذا أمر غير مقبول، خصوصاً عندما يكون النشر في جريدة عريقة غايتها الحقيقة..

ختاماً: نؤكد بأن اطلاق الاتهامات والنظريات جزافاً أمر غير جائز، ونطمئن السيد حازم الأمين الى أن ما يعتبره هو "وجداناً سنياً"، ليس غاية القوميين، لا في عكار ولا في اي منطقة اخرى. ففي قاموس القوميين ليس هناك من "وجدان سني" أو "وجدان شيعي" أو "وجدان درزي" أو "وجدان ارثوذكسي" أو "وجدان ماروني" الخ... بل هناك وجدان وطني وقومي جامع، بوصلته وحدة المجتمع، والمقاومة من اجل تحرير فلسطين والجولان وما تبقى من ارض لبنانية محتلة، وغايته الكرامة والسيادة والحرية..

نشر هذا الرد مختصراً في "الحياة" يوم الأربعاء الواقع فيه 30 أيار 2012.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024