إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بعد دعوة ماكين لإنشاء منطقة عازلة وانتشار المسلحين بكثافة في عكار المطلوب خطوات لبنانية سريعة لإحتواء رد فعل الدولة السورية المشروع

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-07-10

إقرأ ايضاً


الموقف الرسمي للدولة اللبنانية لا يزال يقول بعدم السماح باستخدام الأراضي اللبنانية ممراً او مقراً للإضرار بالأمن السوري، وهذا ما يعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والعديد من المسؤولين في الحكومة اللبنانيــة!

لكن، واقع الحال، أن الأراضي اللبنانية تستخدم مقراً وممراً للإضرار بأمن سورية واستقرارها. فمنذ بدء مسلسل الأعمال الارهابية في سورية، كُشف النقاب عن تسلل مسلحين وتهريب أسلحة من لبنان إلى سورية، وعُرضت تقارير صحافية مصورة حول هذه الوقائع، وضعها صحافيون أجانب دخلوا لبنان وتمكنوا بمرافقة المسلحين من الدخول إلى الأراضي السورية، وكذلك العودة. كما أن حرس الحدود السوري، أحبط عشرات محاولات التسلل من لبنان، وكل الحوادث التي حصلت عند النقاط الحدودية، مرتبطة بما تقوم به المجموعات المسلحة التي تتخذ من لبنان منصة انطلاق لتنفيذ أعمال ارهابية في سورية.

اللافت، أنه في كل مرة تتجه فيه الحكومة اللبنانية لضبط الحدود، تطبيقاً لشعار "النأي بالنفس"، تواجه بحملة شعواء من قبل فريق 14 آذار الذي يتلقى تعلمياته من السفارة الأميركية في بيروت، وتحصل حوادث مفتعلة، لدفع انصار هذا الفريق إلى اعمال الفوضى وقطع الطرقات في مواجهة القوى العسكرية الأمنية اللبنانية. تماماً كما حصل يوم حادثة منطقة الكويخات ـ عكار في أيار المنصرم، والتي استثمرها فريق 14 آذار، في إطار سعيه المحموم لإخراج عكار من تحت سلطة الدولة اللبنانية وتحويلها إلى منطقة عازلة تعج بالمسلحين ضد سورية.

بعد حادثة الكويخات، وُضع الجيش اللبناني في مرمى سموم التحريض، وهذا ما وفّر للمجموعات المسلحة فرصاً اضافية من أجل التحرك بسهولة، وما حصل منذ أيام قليلة، من انتشار كثيف للمسلحين في مناطق عكار، واقامة الحواجز وقطع الطرقات والتدقيق في هويات المارة، هو بمثابة "بروفة" تؤكد الجهوزية لتنفيذ سيناريو المنطقة العازلة. واللافت أن هذه "البروفة" جاءت ترجمة سريعة لدعوة السيناتور الأميركي جون ماكين من معراب بإنشاء منطقة عازلة في شمال لبنان تكون منطلقاً وقاعدة للعدوان على سورية.

إن ما حصل في مناطق عكار قبل ايام قليلة، ليس من قبل الصدفة، وتداعياته خطيرة على لبنان. والسؤال لماذا يؤدي إنفجار عبوة كانت قيد الإعداد من قبل المجموعات الارهابية داخل الاراضي اللبنانية، إلى كل هذا الاستنفار المسلح، واطلاق النار والقذائف من المناطق اللبنانية باتجاه الجانب السوري؟؟؟

الواقع كما هو، يؤكد بأن هناك تهديداً لأمن سورية تشكله المجموعات المسلحة التي تتخذ من الأرض اللبنانية مرتعاً لها. وهناك دعوة أميركية صريحة لجعل شمال لبنان منطقة عازلة تجد صداها لدى فريق سياسي لبنان والمجموعات المسلحة. وهناك دلائل موثوقة حول عمليات ارهابية تستهدف سورية من لبنان.

فماذا عن موقف لبنان الرسمي؟

واقع الحال كما هو الآن، أن لبنان الرسمي لا يطبق ما نص عليه اتفاق الطائف لجهة عدم جواز استخدام الأرض اللبنانية مقراً وممراً ضد سورية. وحكومة لبنان لا تترجم موقف "النأي بالنفس".

وواقع الحال، ليس معادلة لبنانية صرفة حتى تطبق عليه قاعدة 6 و6 مكرر، بل هو معادلة مرتبطة بدولة أخرى، ما يرتب على لبنان تحمل مسؤولياته، واتخاذ الاجراءات والخطوات السريعة لاحتواء رد فعل الدولة السورية المشروع حيال الخطر الذي يتهددها من الجانب اللبناني. والدولة السورية التي تقيم هذه الأيام مناورات مهمة لتأكيد جهوزيتها في ردع أي عدوان، لا تبدو متساهلة مع أي اعتداء ارهابي أو أي مس بسيادتها من خارج الحدود.

إن أولى الخطوات المطلوبة، هي أن تستجيب الدولة اللبنانية لمناشدات أهل عكار بنشر الجيش والقوى الأمنية في كل المنطقة، لتخليصها من سطوة المسلحين، والقضاء على فكرة المنطقة العازلة، التي تعشعش في نفوس فريق لبنان يمعن في أخذ لبنان نحو المجهول.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024