إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الكلمة الفصل في الميدان

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-07-27

إقرأ ايضاً


التفجير الإرهابي الذي استهدف عدداً من القيادات الوازنة خلال اجتماعهم في مكتب الأمن القومي بدمشق، يكشف بالدليل القاطع بأن الدول التي ترعى الإرهاب ضد سورية، قد دخلت في مواجهة مباشرة ومكشوفة مع الدولة السورية. ولاسيما أن العمل الإرهابي المشار إليه، يحمل بصمات دول تتمتع بقدرات عالية ومتمرسة في التخطيط لأعمال من هذا النوع.

بلا شك، استشهاد قيادات سورية بارزة بالتفجير الإرهابي يشكل خسارة كبيرة، نظراً إلى ما كان يتمتع به القادة الشهداء من مكانة كبيرة وأدوار مهمة. لكن قياساً على دولة مثل سورية، فإن هذا النوع من الخسائر الكبيرة لا يهز بنيان الدولة، بل يزيدها قوة وتماسكاً، في مواجهة محاولات إسقاطها.

العارفون لحقائق التاريخ السوري، يدركون أن استشهاد قادة كبار على مذبح الدفاع عن سورية التاريخ والحضارة والكرامة، يمنح سورية، الدولة والشعب، مزيداً من عناصر القوة وصلابة الإرادة. هكذا كان الحال بعد استشهاد وزير الحربية السوري البطل يوسف العظمة في معركة ميسلون، حيث ثارت سورية ضد المحتل الفرنسي، وهذا ما هو الحال عليه بعد استشهاد كوكبة من القادة السوريين الكبار، حيث بدأ الجيش العربي السوري تنفيذ عمليات نوعية لاجتثاث الإرهاب والتطرف من ربوع سورية.

الدول التي خططت لتفجير مكتب الأمن القومي، صُعقت بقوة الهجوم السوري المعاكس، والذي كشف عن أن لدى سورية عناصر قوة لم تلجأ إليها كلها بعد. فالحسم السريع في حي الميدان الدمشقي وفي غير مكان، على امتداد الجغرافية السورية، شكل رداً بالغ القساوة على الدول المشتركة في الحرب ضد سورية.. ومفاد الرسالة، أن سورية ثابتة على مواقفها وخياراتها، ومصممة على اجتثاث الإرهاب والتطرف، مهما كان حجم الدول التي ترعى هذا الإرهاب وهذا التطرف.

الانجازات الميدانية السريعة التي حققها الجيش السوري بسحق العديد من المجموعات الإرهابية المُموّلة والمسلحة والمُوّجهة من دول غربية وإقليمية وخليجية، أقضت مضجع هذه الدول، التي بدت مرتبكة ومتوترة. فبعد أن كانت هذه الدول تمارس صلفاً في تقديم مشاريع القرارات تحت الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي ضد سورية، ظهرت عاجزة أمام الفيتو الروسي- الصيني المزدوج، وعلامات العجز ظهرت بإذعانها لمشروع قرار وافقت عليه روسيا يقضي بتمديد مهمة المراقبين في سورية. بناء على ما تقدم، وبعد أن أكدت الدولة السورية قوة بنيانها المؤسساتي من خلال سلة التعيينات السريعة، فإن الكلمة الفصل الآن، هي للقوات المسلحة السورية. فالحسم السريع على الأرض، لاسيما في «الميدان» ومناطق أخرى، هو الذي فاجأ أعداء سورية، واستمرار عملية الحسم سيسرع في إعلان انتصار سورية على المؤامرة، وثباتها في موقعها، مرجعية لمشروع المقاومة في كل المنطقة في مواجهة «إسرائيل» والقوى الغربية والإقليمية ورعاع مشيخات النفط.

على أي حال، فإن العملية الإرهابية التي استهدفت قادة سوريين، هي نموذج يعبر عن غريزة الإجرام والتطرف التي يمارسها الإرهاب وداعموه. وقد بات واضحاً أن الدول التي تدعم هذا الإرهاب، هي المسؤولة عن انتشاره، وعن نشر الفوضى، وبالتالي لن تسلم ساحاتها من تداعياته والفوضى.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024