إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحرب النفسية ضدّ سوريا.. خاسرة أيضاً

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-08-13

إقرأ ايضاً


قياساً على أعداد الدول الداعمة للإرهاب والمشتركة في العدوان على سورية، وما تتمتع به هذه الدول مجتمعة من طاقات كبيرة وإمكانيات هائلة على المستويين العسكري والمالي، فإنه من الجائز لبعض المحللين والمراقبين توقع سيناريوهات معركة طويلة تمتدّ لسنوات عديدة.

لكن ما هو مؤكد، فإن معطيات الأرض حول مسار وطبيعة الأحداث الحاصلة في سورية تدل بأن عمر الأزمة لن يستمرّ وقتاً طويلاً. وأنّ كلّ الضجيج الإعلامي والسياسي الذي تحدثه القوى الغربية والإقليمية والخليجية هو لنشر القلاقل والبلبلة والفوضى، وهذا لن يكون له أي تأثير على وعي السوريين وإرادتهم.

بحسب المواقف والوقائع، فإن القوى الغربية والإقليمية والخليجية فتحت مخازن الأسلحة وخزائن المال للعناصر الإرهابية المتعدّدة الجنسيات، والتي يتمّ استخدامها في الحرب على سورية، وأكثر من ذلك، فإن بعض الدول الإقليمية والخليجية دفعت بأعداد من ضباطها وجنودها لتنسيق العمليات الإرهابية ضدّ الجيش العربي السوري.

بالتوازي، فإن أجهزة المخابرات الغربية تتولى تنفيذ أعمال إجرامية معقدة، وهي استهدفت مؤخراً مكتب الأمن القومي بتفجير إرهابي أودى بحياة عدد من القيادات السورية المهمة. وتشرف أجهزة المخابرات الغربية بشكل مباشر على عمليات «انشقاق» بعض المسؤولين، ليس لأهمية هؤلاء المنشقين، بل في إطار حرب نفسية تستهدف إشاعة مناخ من الشك والبلبلة، يمهّد لإسقاط الدولة.

في المقابل، فإن الدولة السورية وبعد مضيّ أكثر من سنة ونصف السنة على بدء الأحداث، نجحت بقوّتها الذاتية في تجاوز قطوع المراحل الصعبة، وأثبتت أنها دولة مؤسّسات، وتتعامل مع قضاياها الداخلية بروحية الاستجابة للمطالب المشروعة في الحرية والإصلاح.

أما في مواجهة المجموعات الإرهابية المتطرفة والمتعدّدة الجنسيات، فلم يكن أمام الدولة السورية من خيار سوى خيار الحسم في الميدان، خصوصاً بعدما فجّر الإرهابيون أحقادهم الإجرامية بقتل السوريين الآمنين وتخريب وسرقة ممتلكاتهم.

وإنّ الإنجازات التي حققها الجيش السوري باجتثاث المجموعات الإرهابية في أكثر من منطقة سورية، وخصوصاً في عدد من أحياء دمشق والمدن السورية، وهذا ما شكل صدمة قوية للقوى الغربية والإقليمية والخليجية التي دعمت المجموعات الإرهابية المتطرفة بالمال والسلاح وراهنت عليها في تقويض الدولة السورية.

لم يتبقّ أمام الجيش العربي السوري الكثير قبل أن يصل إلى المرحلة النهائية في اجتثاث كلّ العناصر الإرهابية المتطرفة. ولن تكون معركة حلب الأخيرة، بل هناك معارك ومهمّات أخرى، لكن بعد تطهير حلب من الإرهابيين، سيكتشف محور العدوان على سورية أن مشروعه قد سقط.

ما هو مؤكد أن سورية تواجه بصلابة واقتدار وقدرة ذاتية حرباً كونية غير مسبوقة. هذا على أرض الميدان. أما في السياسة، فلدى سورية حلفاء صادقون، وبالنسبة لهؤلاء الحلفاء، سقوط سورية خط أحمر.

منذ أيام قليلة أشار الكاتب والإعلامي والسياسي الروسي المعروف ألكسندر بروخانوف إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وقع قراراً سرياً يجيز لوكالة المخابرات المركزية تقديم العون إلى المعارضة السورية.. مستغرباً كيف أن روسيا لم تقدّم مساعدة عسكرية لسورية، بخلاف الولايات المتحدة التي تزوّد المعارضة السورية بكلّ ما من شأنه تعزيز قوتها.

كلام السياسي الروسي، دليل إضافي على أن سورية تمسك بزمام المبادرة في الميدان.. ولم تستنفد أي ورقة من أوراق الدعم.. لأنها بقوتها الذاتية قادرة على هزيمة الإرهاب وداعميه.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024