شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-08-15
 

عـنـفـوان الـحـرف (*)

للشاعرة إكرام قديح مكي

مُـهـداة إلـى الـشـاعـر جـان كـمـيـد

سكبتُ حروفي في دِنانكَ من جامي

نبيذاً يرقُّ الكأسُ من وهجِه الظامي

وأبحرتُ في الأحلام نشوةَ ناسكٍ

يرى في ضمير الله إلهامَه السامي

أشدُّ جذور الأمسِ، باقيةٌ هنا

ففي أرض أجدادي عراني الهوى الدامي

كُمَيْدٌ لَيَرعاكَ الإلهُ رفعْتَني

إلى خاطرِ السُّعْدى، تحيَّةَ إنعامِ

بروحٍ سخاءُ اللهِ يغمرُ فَيْأها

لتبقى على الأيام فيضاً لإلهامِ

عروسٌ تجلَّتْ، من يديكَ بهاؤها

قوافيكَ تبني السحرَ هاماً على هامِ

تقطَّر خصباً في اليَراع فينتشي

بها قلمٌ ينشكُّ في حبرك الطامي

فيسّاقطُ الرطبُ الجنيُّ سكائباً

من الطيبِ فوّاحاً على روْضِكَ النامي

وألهمْتَني معنى القوافي برفعةٍ

تظلُّ على الأيام معنىً لإكرامِ

بها أحتمي خلْفَ الحروف بظلِّها

وبالكلمة العصماءَ تُشرِق أحلامي

شُغِفتُ أنا بالحرف يزهو كأنه

ذرى النجم آخاني على نوره الهامي

ويُشرِق منه الضوء، يسألني الغوى

أبِالورد أم بالشعر يرشق أنغامي

وهمّيَ رشْقُ الحرف في عنفوانه

تتيه به النُّعْمى، بريشة رسّام

لأنتَ السنا في لفتةٍ منكَ أورقَتْ

على الروض فاخْضَلَّتْ أفانين أقلامي

وأنتَ الذي وافَيْتَ حقي فأشرقت

به من سناء الشمس بهجة أيامي

حملتَ من الأرز المفدّى أريجَه

به تستظلّ الروح، في طيب أنسامِ

وخلَّفتَني أرعى المعاني، أشيلُها

أُقَصِّبُ منها للرؤى حلمَ أوهامي

نُكابِدُ همَّ الشعرِ في حومة الوغى

ونلهثُ ما دمنا بمعترَكٍ دامِ

(*) عن "الأنوار 13/08/2012



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه