إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

فرع المعلومات في الحمرا: نهاية 7 ايار؟

فراس الشوفي - الاخبار

نسخة للطباعة 2012-09-01

إقرأ ايضاً


حولت حادثة اعتداء شبان قوميين على عنصر في فرع المعلومات منطقةَ الحمرا إلى ثكنة عسكرية كبيرة. انتهت تداعيات الحادث على خير، بعدما سلّم «القومي» شابين للمعلومات

قبل منتصف ليل أول من أمس، وقع خلاف بين شبانٍ قوميين يقطنون في رأس بيروت وعنصر من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بزيٍ مدني مقابل أوتيل كراون بلازا في شارع الحمرا الرئيسي. سرعان ما تطور الخلاف، فضرب الشبان القوميون رجل الأمن الذي كان خارج دوام عمله، وانتزعوا منه مسدّسه الأميري.

يتّكئ عنصر من فرع المعلومات على عمود الكهرباء الملاصق لمبنى «موستاش» في شارع المقدسي. في جيب رفيقه أشياء أخرى غير ولّاعة ليبحث بينها، والسيجارة تتدلّى من فمه تنتظر الاشتعال. الشباب لم يناموا منذ الليل الفائت (الخميس ــ الجمعة). هو وزملاؤه في الفرع والقوى السّيارة التابعة لقوى الأمن الداخلي لا يستطيعون إخفاء ملامح التعب والملل من العيون. «شو في؟» يرمي المارة المذهولون سؤالهم، ولا مجيب.

على بعد أمتار من «موستاش» يقع سنتر فرح، الذي تسكن منفذية الطلبة الجامعيين في الحزب السوري القومي الاجتماعي طابقه الأول. وقف ستة قوميين بلحاهم الخفيفة أمام مدخل السنتر الكبير. فوقهم علم حزبهم، وعيونهم تراقب أكثر من مئة عنصر أمني يبادلونهم المراقبة.

لا مجموعة إرهابية في الحمرا تخطّط لعملٍ يهزّ السلم الأهلي ويزرع الفتنة بين مكوّنات المجتمع اللبناني. ولا من يقطع الطريق بالإطارات المشتعلة مطلقاً النار بالهواء، أو من شكّل جناحاً عسكرياً لتنفيذ أعمال خطف. ومع ذلك، نشر فرع المعلومات بعد الحادثة أكثر من مئتي عنصر بالزي المدني والعسكري على كلّ المفارق والمخارج بين شارعي المقدسي والحمرا الموازي له، بدءاً من ساحة الشهيد خالد علوان وحتى تقاطع «أ. بي. سي.»، ما أثار حالةً من الهلع بين القاطنين وروّاد المقاهي المحيطة.

ومنذ ساعات الصّباح الأولى، خرجت وسائل الإعلام بأخبارٍ عاجلة عن محاصرة مركز القومي في المقدسي. وراح بعضها بعيداً في القول إن في نيّة فرع المعلومات اقتحامه بحثاً عن مطلوبين. غير أن القناة المعتمدة بين الحزب وفرع المعلومات كانت قد بدأت بالاتصالات بعد الحادثة بقليل. وبحسب ما أعلنه عميد الدّفاع في القومي وائل الحسنية أن القوى الأمنية طالبت الحزب بدايةً بتسليم المسدس لحل المسألة. وأشار الحسنية في مؤتمرٍ صحافيٍ عقده في منفذية الطلبة إلى أن الحزب «ساهم بمساعدة المعلومات على استعادة المسدس، قبل أن تطالب القوى الأمنية بتسليم شخصين». وأوضح الحسنية أن «لا قرار لدى الحزب بالاشكال مع القوى الأمنية، فالحادث فردي، وسنساعد بالتعاون مع أهالي المطلوبين على تسليمهم إلى القوى الأمنية».

وقالت مصادر القومي إن «الخلاف وقع بعدما ظن الشبان أن رجل الأمن يلاحقهم، ولم يكونوا على علم بأنه رجل أمن». من جهةٍ ثانية، أكّد مصدر أمني لـ«الأخبار»، أن المعتدى عليه «كان خارج دوام عمله الرسمي بانتظار صديقته، حين فاجأه شبّانٌ بالضرب وهو أعلن عن كونه عنصراً أمنياً، لكن الشبان لم يعيروا الأمر اهتماماً».

وعند الظهر، جرى الاتفاق بين وزير الداخلية والبلديّات مروان شربل والوزير علي قانصو بعد زيارة الأخير إلى الداخلية، على تسليم المطلوبَين «م. ع.» و«ر.ع.» إلى مخفر حبيش، «على أن يتمّ الإفراج عنهما في المساء أو صباح اليوم»، على حد قول مصادر القومي. فرع المعلومات يعتبر نشر العساكر رداً عادياً للحفاظ على معنويات عناصره، والحفاظ على هيبة القانون. بينما لا يبدو «رد الفعل المضخّم» عادياً بالنسبة إلى مصادر في قوى 8 آذار التي تعتبر الأمر «صيفاً وشتاءً تحت سقفٍ واحد». هيبة الدولة في الحمرا فقط؟ ماذا عن الشيخ أحمد الأسير ومسلحي طرابلس والأجنحة العسكريّة للعشائر؟ ترى المصادر أن الفرع «بالغ برد فعله على حادث عادي قد يحصل في أي وقت، ولا يستأهل الأمر نشر جنودٍ بهذا العدد الكبير، كأن ثمّة من يقول: الأمر لي». وتتساءل هذه المصادر عن سبب «التسريب الإعلامي المضخّم»، كما «التجمّع الأمني أمام مكتب طلابي للحزب»، حيث يقع منزل أحد المطلوبين على بعد مئتي متر من المكتب، ولم يقترب منه أحد، «هل يقول لنا العميد وسام الحسن بأن مفاعيل 7 أيار قد انتهت؟».


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024