إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عناقيد غضب "14 آذار"...استعداء سوريا وتغطية الإرهاب

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-09-07

إقرأ ايضاً


الحملة الشعواء التي تشنها قوى 14 آذار في لبنان على سورية، لا يمكن إدراجها في خانة استعداء سورية سياسياً فحسب، بل هي بمنزلة عملية «عناقيد غضب» ترمي إلى تحقيق جملة أهداف تقع خارج منطوق الموقف السياسي، وأخطرها ترسيخ فكرة الاستعداء بالمطلق التي أطلقتها قوى 14 آذار في العام 2005، وهذا بحد ذاته يؤكد أن سعي هذا الفريق يتركز على توفير غطاء لاستخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأعمال إرهابية عدائية تستهدف الاستقرار في سورية.

فكرة الاستعداء المطلق لسورية، هو بالضبط ما عبرت عنه مذكرة قوى 14 آذار المرفوعة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية. فما تضمنته المذكرة من نقاط وعناوين، يشكل نسفاً للعلاقة المميزة بين سورية ولبنان، وهذا اتجاه لا يعكس «غيرة وطنية» على السيادة اللبنانية، بل هو خطوة على طريق نقل لبنان من ضفة العروبة المقاومة التي تشكل سورية نجمة قطبها، إلى الضفة الأخرى المحكومة بالمشيئة «الإسرائيلية».

إذن، الحملة في عمقها وجوهرها وأبعادها، ليست تعبيراً عن انزعاج «سيادي» من تدخلات مزعومة يُتهم بها السفير السوري في لبنان، وليست من قبيل الحرص على سيادة لبنانية تُتهم سورية زوراً بانتهاكها، في حين هي منتهكة من قبل مجموعات إرهابية مسلحة معادية لسورية، بل إن جوهر الحملة ضد سورية هو تنفيذ أجندة خارجية بدأ العمل بها منذ صدور القرار 1559، والذي شكل سبباً رئيساً لخلق بيئة فتنوية تؤدي بحسب واضعي القرار إلى تصفية المقاومة وإسقاط مواقع الصمود في المنطقة.

إن عودة سريعة إلى خطاب بعض قوى 14 آذار في العام 2005، الذي وصل يومها إلى حد اعتبار سورية عدواً للبنان، تفضي إلى أن الهجوم راهناً على سورية، إنما هو تبن صريح لموقف الاستعداء، وهذا أمر خطير يرتب على لبنان تداعيات خطيرة جداً، وهو يشكل عملية انقلابية كاملة على الدولة اللبنانية التي اعتمدت سياسة «النأي» حيال الأحداث في سورية.

ما هو مؤكد، أن قوى 14 آذار تسعى من وراء هجومها على سورية إلى تأكيد التزامها بتنفيذ الأجندة الخارجية، من خلال عملية «عناقيد غضب» تستهدف تقويض العلاقات المميزة بين لبنان وسورية، وجعل لبنان منصة استهداف لأمن سورية واستقرارها.

وأمام الهدف الذي تسعى إليه قوى 14 آذار، فإنه يجدر بالدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها لجهة الالتزام بما يترتب عليها من أجل صون وحماية العلاقة المميزة مع سورية، وأن تتخذ كل الإجراءات العملية والميدانية، لمنع أي اعتداء على سورية مصدره الأراضي اللبنانية، ومحاسة كل جهة توفر الملاذ والاحتضان والدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة.

إن ممارسة الدولة اللبنانية لواجباتها والتزاماتها، يستلزم إفشال عملية «عناقيد الغضب» التي تشنها قوى 14 آذار، وهذا يشكل مصلحة لبنانية بالدرجة الأولى، وصمام أمان لاستقرار لبنان وسلمه الأهلي، وتحصيناً لعناصر القوة في مواجهة العدو الصهيوني.

وأمام الهدف الذي تسعى إليه قوى 14 آذار، فإنه يجدر بالدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها لجهة الالتزام بما يترتب عليها من أجل صون وحماية العلاقة المميزة مع سورية، وأن تتخذ كل الإجراءات العملية والميدانية، لمنع أي اعتداء على سورية مصدره الأراضي اللبنانية، ومحاسة كل جهة توفر الملاذ والاحتضان والدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة.

إن ممارسة الدولة اللبنانية لواجباتها والتزاماتها، يستلزم إفشال عملية «عناقيد الغضب» التي تشنها قوى 14 آذار، وهذا يشكل مصلحة لبنانية بالدرجة الأولى، وصمام أمان لاستقرار لبنان وسلمه الأهلي، وتحصيناً لعناصر القوة في مواجهة العدو الصهيوني.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024