إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

السياسات الأميركية المنتجة للإرهاب.. 11 أيلول جديد

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-09-20

إقرأ ايضاً


أن يُقتل سفير الولايات المتحدة الأميركية ومعه ثلاثة أميركيين آخرين في هجوم استهدف القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية، فهذا ليس أمراً عابراً أو عادياً. ففي هذه المدنية بالتحديد، تجمّع كل الدعم الأميركي لإسقاط النظام الليبي السابق، واعتقد الأميركيون أن دعمهم لما يسمى «ثوار بنغازي» يجعلهم حلفاء، والمدينة «بيئة آمنة» لهم، لكن الهجوم على القنصلية الأميركية أثبت العكس، وأكد صحة القول إن: «طابخ السم آكله».

بعد مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا ضمن نطاق ما يسمّى «البيئة الآمنة»، لا بد أن ترتفع أصوات الشعب الأميركي لتسأل عن جدوى سياسات الإدارة الأميركية في التعاطي مع شؤون المنطقة وقضاياها. ولتسأل أيضاً هل أن تداعيات هذه السياسات ستقتصر على هجوم بنغازي، أم أنها تشكل مصدر تهديد دائم لحياة الأميركيين أينما وجدوا؟

بالتأكيد الشعب الأميركي ليس مدركاً لحقيقة أن سياسات إدارته منتجة للإرهاب وداعمة له، لكن بعد هجوم بنغازي، لا بد أن الرأي العام الأميركي اكتشف هذه الحقيقة، لاسيما أن توقيت هذا الهجوم في 11 أيلول 2012 يستحضر في ذاكرة الأميركيين هجوم 11 أيلول 2001، الأمر الذي سيؤجّج الرأي العام الأميركي ضد سياسات إدارته.

ما قبل هجوم بنغازي ليس كما بعده، فالإدارة الأميركية مضطرة في موسم الانتخابات إلى تقديم أجوبة للشعب الأميركي، فهل تذهب الإدارة الأميركية باتجاه تبرير تحول مجموعات متطرّفة تترعرع في كنف الدعم الأميركي إلى وحش قاتل يستهدف الأميركيين أنفسهم؟ أم سيكون لها موقف آخر؟

إن تنظيم «القاعدة» الذي دعمته أميركا بكلّ الوسائل ضدّ الاتحاد السوفييتي سابقاً، هو من تبنى المسؤولية عن تفجيرات 11 أيلول 2001. كما أن المجموعات المتطرفة التي وفرت لها الإدارة الأميركية كلّ أشكال الدعم للإطاحة بالنظام الليبي هي المسؤولة عن هجوم 11 أيلول 2012 في بنغازي، وهذا دليل على أن سياسات الإدارة الأميركية هي المسؤولة عن كلّ تهديد يطال حياة الأميركيين.

هجوم 11 أيلول الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية، لا يقع في سياق ردود الأفعال الشاجبة على الفيلم الأميركي الذي يسيء إلى رسول اللـه محمد، فقد شهدت البلدان الإسلامية احتجاجات غاضبة ومنددة بالإساءة إلى الرسول، وفي بعض البلدان حوصرت السفارات الأميركية وتم اقتحامها، لكن ما حصل في بنغازي كان مختلفاً، لأنه كشف عن غريزة الإرهاب التي تعشعش في نفوس المجموعات المتطرفة التي تحظى برعاية أميركية غير مسبوقة.

وعليه فإن هجوم بنغازي، وضع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام مأزق كبير، وتشظيات هذا المأزق ألحقت ضرراً بالغاً بحملة أوباما الانتخابية، وليس أمام حملة أوباما إلا إلى العمل على احتواء تداعيات هجوم بنغازي والتخفيف من آثاره، لكن ذلك يتطلب خطوات ومقاربات مرحلية تتبناها الإدارة الأميركية، قد تفضي إلى تعديل أو تأجيل بعض الأهداف والأولويات التي ينطوي عليها المشروع الأميركي- الصهيوني المعدّ للمنطقة، وهذا بالتأكيد سيفيد سورية لجهة تسريع زمن العملية التي تنفذها لوأد المؤامرة.

باختصار أن ما حصل في بنغازي دليل على أن السياسات الأميركية المنتجة للإرهاب والداعمة للتطرف، لا يمكن إلا أن تحصد 11 أيلول جديداً.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024