إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

على رصيف الويمبي... الحمرا قوميّة

فراس الشوفي - الاخبار

نسخة للطباعة 2012-09-22

إقرأ ايضاً


أحيا الحزب القومي يوم أمس ذكرى عمليّة الويمبي. خطابات وحاضرون وأعلامٌ وصور للشهيد خالد علوان ضجّت بها الحمرا. وما سيعلق في ذاكرة الناس صباح اليوم، انتشار أمني كثيف نفذه عناصر من الحزب بلباس أسود

قومي على عنقه كوفيّة حمراء. قوميّة في يدها «فولار» زوبعة، وآخر على صدره زرّ علم حزبه. على كلّ عمود زوبعة، فوق كلّ شارع لافتة كبيرة عليها زوبعة. امتلأت الحمرا بالزوابع. بدا الحزب السوري القومي الاجتماعي بالأمس، كمن يقول: الحمرا لي. ما حصل قبل أسابيع بين فرع المعلومات وشبّان من الحزب، كان حاضراً بقوّة في ذهن من جاء ليشارك في تجمّع ذكرى عمليّة الويمبي.

لخالد علوان لوحة تذكاريّة تحمل اسمه وتحفظ ما بقي من ذاكرة بيروت عن اجتياح 1982. يومها، خرجت المقاومة الفلسطينية، ودخل الجيش الإسرائيلي بيروت بعد حصار دام أكثر من ثلاثة أشهر. وعلى رصيف مقهى الويمبي «سابقاً»، ظنّ نقيبٌ وملازم وجندي من جيش الاحتلال أن بيروت آمنة، فجلسوا يحتسون القهوة. كان خالد يبحث عن العميل وليد الجمل لتنفيذ مهمة قتله، حين رأى الجنود. اقترب خالد بلحيته الشقراء، ومسدّسه «سميث أند ويسون» الذي أهداه إياه رئيس الحزب آنذاك عبد الله سعادة، وأردى النقيب والملازم وجرح الجندي. ولخالد اليوم بعد 30 عاماً رفاق يحيون ذكرى عمليته. لا لشيء، سوى أن المقاومة هي ما يشدّ عصب هؤلاء. حتى أولئك المعتكفون والمبتعدون عن التنظيم الحزبي لأسباب لا تعدّ ولا تحصى، تراهم يخرجون في ذكرى الشهداء، ينعشون «نوستالجيا» المشروع، ثمّ يعودون إلى البعد. على الرصيف الجنوبي من ساحة علوان، ارتفعت صورة ضخمة له وفي حضنه بندقية كلاشنيكوف. وتحت الصورة، ثُبت منبر الخطابة. في الجهة المقابلة، بثّت شاحنة محمّلة بمكبّرات الصوت، أناشيد قوميّة وأغاني وطنيّة. ورغم رداءة الصوت، بدت الأناشيد تدبّ حماسةً في قلوب الحاضرين. اجتمع قوميون من بيروت والمتن الجنوبي، وقوميون آخرون أتوا فرادى، ليكذبوا ما سمعوه قبل فترة عن أن «فرع المعلومات انتزع الحمرا من حزبنا»، يقول أحدهم. عدسات الكاميرات لا تهدأ، فصورة «المحور السوري ــ الإيراني» في بيروت «جذّابة». الوزير علي قانصو ورفيقه القيادي القومي محمود عبد الخالق، عميد الأسرى سمير القنطار، العميد مصطفى حمدان ومعه قيادة حركة المرابطون، مسؤول الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز، رئيس تجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشّور، رئيس التيار العربي شاكر البرجاوي. أكثر من حاز تصفيق الحاضرين كان القنطار، «تحيّة إلى البطل حبيب الشرتوني» كانت كافية لتصير الأكف جمراً. ولم يستطع نائب رئيس القومي توفيق مهنا أن يخطف الجمهور لسماعه يتحدّث عن «الاستراتيجيا والسياسات العليا» وعن المعارك الكبيرة. أثناء الكلمات، الصاخبة منها والمملّة، كان عميد التربية والشباب صبحي ياغي يتفحصّ أحوال «الأشبال». الصغار ينتظمون في الصفوف، على ملابسهم البيضاء زوابع حمراء، ويجول بينهم شبّان وشابات «للحفاظ على الترتيب». عميد الإذاعة والإعلام حسان صقر بدا سعيداً بالحشد، يحاول إحصاء الموجودين بعينيه. «قدّيش بتقول؟» يسأل صقر رفيقه، يتناقش الرفيقان في مساحة الساحة، «1800؟ 2000؟ هلق بعد شوي منعرف». انتهت الكلمات، وبدأ الحشد بالتلاشي، وحدهم رجال الأمن المدنيون (يقول الحاضرون إنهم من فرع المعلومات) في الزاوية المقابلة لـ«كافيه دي باريس» (سابقاً) لا يرحلون حتى تفرغ الساحة.

على هامش التجمّع، نشر القومي أكثر من 300 شاب بلباس أسود على مداخل شارع الحمرا والشوارع المتفرّعة منه، كما سيّر دوريّات بسيّارات رباعيّة الدفع في الشوارع المحيطة.

ومن يصدق ما قد يعلّق به مسؤول في الحزب عن أن هذا الانتشار هو لحماية التجمّع؟ في بازار الرسائل المتبادلة، ثمّة من يريد القول إن رأس بيروت لا تزال كما كانت، معقلاً لقوى الثامن من آذار، والقومي تحديداً.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024