إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

فائض الإرهاب ضد سورية يستخدم ضد الجيش اللبناني

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-09-24

إقرأ ايضاً


قبل 9 أشهر دق وزير الدفاع اللبناني فايز غصن ناقوس الخطر بإعلانه عن وجود مجموعات مسلحة في منطقة عرسال بعضها يتبع لتنظيم «القاعدة»، ففاعت دبابير قوى 14 آذار في لبنان، متهمة الوزير غصن بالافتراء وبتشويه صورة عرسال، ونظمت هذه الدبابير أكثر من «سيران» إلى عرسال للزعم بأن هذه المنطقة خالية من أي وجود للمجموعات المسلحة!

بعد مضي تسعة أشهر من التغطية التي وفرتها قوى 14 آذار للمجموعات المسلحة في تلك المنطقة، أصبح لدى تلك المجموعات فائض إرهاب، وهي بدأت منذ مطلع شهر أيلول الجاري باستخدام هذا الفائض من خلال سلسلة اعتداءات على مراكز الجيش اللبناني وعناصره. وناهيك عما أعلنته قيادة الجيش اللبناني عن تعرض مواقعها في عرسال لاعتداءين متتاليين خلال أسبوع من قبل ما يسمى «الجيش السوري الحر»، تؤكد مصادر موثوقة حصول اعتداءات أخرى خطيرة استهدفت عناصر الجيش اللبناني. وبغض النظر عن ما أكدته المصادر الموثوقة حول حصول اعتداءات خطيرة طالت الجيش اللبناني ولم يتم الإعلان عنها، فإن بيان قيادة الجيش اللبناني عن تعرض أحد مراكزه في عرسال لاعتداءات إرهابية من قبل «الجيش السوري الحر»، يقطع الشك باليقين لجهة إثبات وجود مسلحين وإرهابيين، كما يؤكد بالدليل القاطع والدامغ، صحة ودقة وموضوعية ما كان أعلنه وزير الدفاع اللبناني قبل تسعة أشهر عن وجود مجموعات مسلحة في عرسال بعضها تابع للقاعدة.

بعد بيان قيادة الجيش اللبناني، حُسم أمر وجود مجموعات مسلحة تتخذ من عرسال مقراً وممراً لتنفيذ عمليات إرهابية ضد سورية، وهذا لم يعد سراً، خصوصاً بعدما استخدمت المجموعات المسلحة فائض الإرهاب لديها ضد الجيش اللبناني. لكن وعلى قاعدة «خذوا أسرارهم من صغارهم» فإن إعلان رئيس بلدية عرسال عن سيطرته بواسطة المجموعات المسلحة «على الحدود من القاع إلى عرسال، وصولاً إلى ريف الزبداني»، هو بمثابة إعلان صريح بأن منطقة هذه الحدود خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية.! علماً أن مثل هذا الإعلان الخطير لا يمكن أن يصدر عن رئيس بلدية، إلا إذا كان له وظيفة أخرى!. والسؤال الأهم من هي الجهات التي تقف خلف هكذا إعلان... أهي دول معينة أم تنظيمات إرهابية؟

إذاً المسألة الآن ليست حول صحة أو عدم صحة وجود المجموعات المسلحة والمتطرفة في منطقة عرسال وجرودها، فقد ثبت بالوقائع والدلائل والبراهين وجود هذه المجموعات، وبأن العشرات من أفرادها قتلوا عند الحدود وداخل الأراضي السورية، وبعض القتلى هم من نفس منطقة عرسال. لكن جوهر المسألة هو حول حقيقة الدور الخطير الذي مارسته دبابير قوى 14 آذار في التعمية على وجود المسلحين وتوفير التغطية على أعمالهم الإرهابية ضد سورية.

المسؤولية الآن تقع على عاتق الدولة اللبنانية، فبيان قيادة الجيش اللبناني واضح وصريح. فهو يؤكد حصول اعتداء متكرر على عناصر الجيش اللبناني من قبل «الجيش السوري الحر» ضمن الأراضي اللبنانية. ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أكد مراراً بأنه لن يسمح بأي مس للسيادة اللبنانية، وذلك على خلفية مطاردة الجيش العربي السوري للمجموعات المسلحة عند الحدود مع لبنان، لذلك فإن السؤال المطروح الآن، هل ستتخذ الدولة اللبنانية إجراءات حاسمة ضد المجموعات المسلحة التي تسيطر على الحدود من جهة لبنان، طبقاً لما ورد في بيان قيادة الجيش ولما يكرره دائماً رئيس الجمهورية حول ضرورة عدم استخدام لبنان ضد سورية؟

وبالمناسبة، فإن الإجراءات الحاسمة ضد المسلحين يجب أن تتخذ بمفعول رجعي، فتطول ليس المسلحين وحسب، بل الجهات اللبنانية التي وفرت الغطاء لهم.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024