شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-12-01 |
العبور من صبرا وشاتيلا إلى غزّة! |
لم أرَ مشهداً يثير البكاء والاشمئزاز معاً أكثر من مشهد النائب أنطوان زهرة، وهو « يقدّم»، إلى السيّد هنيّة ، أوراق اعتماده كسفير فوق العادة لجمهوريّة « الحكيم» الافتراضية . تُرى ما الذي حملته تلك الأوراق ؟ ببساطة : - أرشيفاً موثّقاً عن بوسطة عين الرمّانة - لائحة بأسماء الفلسطينيين الذين قُتلوا في تل الزعتر ، وصبرا، وشاتيلا ، وعلى الحواجز . - تقريراً مفصّلاً عن الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختطفوا على حاجز البربارة . - ملخّصاً عن زيارات الحكيم الإقليمية المعلنة وغير المعلنة - ملخّصاً آخر عن مواقف فريقه العدوانية من الأزمة السورية . - كلمات حبّ «الإخوان المسلمين» ، وكلمات اعتذار من المسلمين كافة لما حدث في ذلك السبت الأسود الطويل . - إصراراً على « مصادرة » سلاح المقاومة اللبنانية وإيصالها إلى غزّة على متن سفينة مرمرة . - ملحقاً غاية في السريّة ، يتعلّق باغتيال الرئيس رشيد كرامي ، وطوني فرنجية وداني شمعون مع عائلتيهما ، وكثيرين غيرهم ؛ مرفقاً ببراءة ذمّة من قريطم . قرأ هنيّة الأوراق ، وربت على ساق أنطوان زهرة الذي كان يجلس إلى يساره ، ورافقت ربتته ابتسامةٌ عريضة كدت أسمع صوتها . صورة كاريكاتورية بامتياز ! وبدأ « الفرسان الثلاثة » ، ومعهم الفريق الصحافي ، بتفقّد غزّة المدمّرة . قرأوا، باللهجة العبرية ، الفاتحة على روح الشهداء . وقفوا وراء الميكروفون . هاجموا سورية . انضموا إلى القافلة . عادوا إلى بيروت . انتصر فريق الرابع عشر من آذار. مبروك لهم هذا الانتصار ! بلى، لقد انتصروا بتجاوزهم هاجس الخوف من الاغتيالات ، ففريق الرابع عشر من آذار قاطع الندوات البرلمانية ، وجلسات الحوار، لدواعيَ أمنية كما يقولون ، ولكنهم دخلوا غزّة ، وعلى رأسهم أنطوان زهرة المسؤول العسكري لحاجز البربارة ، بكثير من الاسترخاء، رغم معرفتهم أنّ مئات من الغزّاويين فقدوا إمّا إبناً ، أو أباً ، أو أمّاً ، أو أخاً ، أو نسيباً ، أو صديقاً، في مسلسل المجازر التي ارتكبت بحقّ الفلسطينيين، من دون أن يرفّ ، لمن أمر بها ، جفن. تُرى من أمّن لهم الحماية من غضبة أهل غزّة الذين لا ينسون شهداءهم ؟ ومن أيّ نفق عبروا ؟ وكيف لم يُرمَ حجر واحد ، ولا رُفعت يافطة واحدة ، ولا علا صوت واحد، احتجاجاً على وفد يضم نائباً عن «القوات اللبنانية» ؟ هل دُجّنت غزّةُ ؟ هل فُتحت أمامها معابر أخرى للوصول إلى « أوسلو» آخر ؟ هل باعت شهداءها ببئر واحدة من النفط ؟ لا أظنّ ... لا أظنّ ، وإنّ « غداً لناظره قريبُ» . |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |