إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

من سجينٍ في «رومية» إلى «أمير» في سوريا

رضوان مرتضى - الأخبار

نسخة للطباعة 2013-01-04

إقرأ ايضاً


لم تتكشّف خفايا تجنيد الشبّان اللبنانيين الذين قُتلوا في تلكلخ نهاية تشرين الثاني الماضي. الوقائع تكشف عن استمرار استقطاب الشبّان لإرسالهم إلى القتال في «أرض الجهاد»، وجديدها خروج المتّهم الأول باستدراجهم، القيادي في فتح الإسلام خالد المحمود، إلى ضوء اليوتيوب، معلناً تشكيل «جند الشام»

لم يطل كثيراً غياب القيادي في فتح الإسلام خالد المحمود. لم يكد يخرج من سجن رومية المركزي في شهر حزيران الماضي، حتى التحق بمجموعات المعارضة المسلّحة في سوريا. ستة أشهر مرّت، خرج بعدها المحمود، في فيديو مصوّر، معتمراً عمّة سوداء محاطاً بمسلّحين ليُعلن عن تشكيل تنظيم مسلّح حمل اسم «جند الشام». أطلق على نفسه لقب: «الأمير أبو سليمان المهاجر»، داعياً إلى «الجهاد لتمكين حكم الله في الأرض». هكذا تحوّل السجين السابق في لبنان إلى قيادي عسكري في سوريا.

يُتّهم المحمود بأنّه المسؤول الأوّل عن استقبال قسم من الشبّان اللبنانيين الذين يقصدون سوريا لـ«الجهاد»، علماً أن المذكور كان قد أوقف قبل بدء معارك مخيم نهر البارد، إذ أوقف نتيجة رصده من الأجهزة الأمنية، حيث كان يلتقي مسؤولي التنظيم في المخيم. وقد أُوقف داخل باب التبّانة، علماً أن أحد المقرّبين منه ألقى قنبلة صوتية داخل سيارة استخبارات الجيش لدى توقيفه، ما أدى إلى إصابته وعنصراً من الجيش. وخلال وجوده في السجن، زعم المحمود أنه أحد مفتي التنظيم، فصار يُصدر الفتاوى يمنة ويسرة، رغبة منه في الظهور.

وفي هذا السياق، تكشف المعلومات الأمنية أنّ أحد المقربين من خالد المحمود، يحيى ج.، يُعدّ المسؤول الأول عن تجنيد وإرسال مجموعات سلفية إلى سوريا، وتحديداً المجموعة التي قُتلت في تلكلخ نهاية تشرين الثاني الماضي. وتؤكد المعلومات أنّ يحيى، الموجود داخل باب التبّانة، ينشط إلى جانب كل من نادر ح. وبشير م. في مهمة تجنيد الخلايا السلفية، علماً أن المذكورين سبق أن اعتُقلا بتهمة الانتماء إلى فتح الإسلام قبل أن يُخلى سبيل الأول بعد سنة فيما بقي الثاني موقوفاً لمدة ثلاث سنوات قبل أن يخرج. وبالعودة إلى «الأمير»، تكشف المعلومات أن المحمود دخل إلى الأراضي السورية من منطقة مشاريع القاع، ثم انتقل إلى قلعة الحصن حيث أصبح أميراً على المجموعات المقاتلة في القلعة قبل أن يلتحق به عدد من السلفيين اللبنانيين الذين قدموا من طرابلس لمبايعته، عُرف منهم: سامر ر.، وئام ش.، أبو حمزة ع.، سعد أ.، إضافة إلى 15 شاباً آخرين من أبناء باب التبّانة.

في المقابل، تتحدث معلومات إسلامية عن علاقة متوترة بين المحمود وعدد من مشايخ السلفية، سببها ملاحظات هؤلاء على التزام المحمود الديني. وتذكر هذه المعلومات أن «أبو سليمان» يغالي في التشدد والتكفير، فضلاً عن أنّ بعضهم يرى فيه مرتزقاً أكثر منه جهادياً.

وتتطرق المعلومات إلى ربط الجاسم بالشيخ حسام الصبّاغ، متحدثة عن دور رئيسي للأخير في تجنيد الشبّان للجهاد في سوريا، لكن مصادر موثوقة مطّلعة تنفي أي علاقة للصبّاغ بمجموعة تلكلخ. ليس هذا فحسب، تؤكّد هذه المصادر أن الصبّاغ يعارض أصلاً ذهاب الشبّان إلى سوريا للجهاد، باعتبار «أنهم سيكونون عبئاً على المجاهدين الموجودين بكثرة والذين لا ينقصهم إلا السلاح».

من جهة أخرى، تتحدث المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية خلال تحقيقاتها في قضية تلكلخ عن تورّط شاب لبناني من طرابلس في تسهيل ذهاب الشبّان الذين قضوا في تلكلخ، كاشفة أن الشاب المذكور الذي سبق أنت أوقف في لبنان، دخل غير مرّة إلى سوريا لأداء قسطه من الجهاد.

في موازاة ذلك، يكشف شيخ سلفي جهادي لـ«الأخبار» أن معظم الشبّان اللبنانيين الذين يلتحقون بجبهات المعارك في سوريا، يتوزّعون تحت ثلاث رايات. فيشير إلى أنهم ينقسمون بين ثلاثة تنظيمات هي: «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «الفجر»، علماً بأن التنظيمات الثلاثة لا علاقة لها بـ«تنظيم القاعدة»، إنما منهجها شبيه جداً بمنهج التنظيم العالمي المتشدد. ويشير الشيخ السلفي، القريب من تنظيم «القاعدة»، إلى أنه في ما مضى، كان المقاتلون القادمون عبر تركيا يلتحقون فقط بـ«جبهة النصرة»، أما أولئك الآتون من لبنان، فينخرطون تحت راية «أحرار الشام» أو «الفجر». لكنه يلفت إلى أن الواقع تغيّر اليوم، فيشير إلى أنّ «جبهة النصرة» باتت موجودة بقوّة في كل من حمص والقصير، كاشفاً عن أنّ ذلك «بدأ منذ ستة أشهر بعدما حازت الجبهة تزكية كثير من الشباب الذين كان لهم باع طويل في الجهاد في أفغانستان والعراق». تجدر الإشارة إلى أن التنظيمات الأصولية الثلاثة تُعد أقرب فكرياً إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» بقيادة «الأمير أبو بكر البغدادي»، منها إلى «تنظيم القاعدة» الذي يتولى قيادته الشيخ أيمن الظواهري.

وفي سياق آخر، تكشف معلومات أمنية أنه لم تكد المعركة الأخيرة بين جبل محسن وباب التبانة تتوقف حتى أُدخلت إلى التبانة كميات كبيرة من أسلحة M4، عُلم أنّها مُرسلة من دولة عربية. كما وصلت كميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة، خاصة قواذف أر بي جي والهاون عيار 82. وأشارت المعلومات نفسها إلى أنّ هذه الأسلحة خُزّنت في عمق الأحياء الشعبية، كاشفة أنه جرى تخزين بعض الأسلحة والذخائر في عدة مساجد.

وتشير المصادر إلى أنّ «الأسلحة والذخائر التي دخلت إلى التبّانة كافية لفتح جبهة على مدى أشهر طويلة». وينشط على خط التمويل عقيدٌ متقاعد من الجيش، يُشرف شخصياً على توزيع الأسلحة وتزويد الشبان بها بشكل لم يسبق له مثيل. وتكشف أن «كميات من الذخيرة وصلت من عرسال بحافلات صغيرة لنقل الركّاب وأُخرى تُستخدم في توزيع الخضار».


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024