إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لهذه الأسباب كشف الابراهيمي عن حقيقته

معن حمية

نسخة للطباعة 2013-01-13

إقرأ ايضاً


برنامج الحل السياسي الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد في 6 كانون الثاني 2013 من دار «الأوبرا» في دمشق، ومسارعة الحكومة السورية إلى وضع آليات تنفيذية لترجمة هذا البرنامج، شكل مفاجأة من العيار الثقيل، للقوى الدولية التي دأبت خلال الفترة الماضية على تأويل بيان جنيف وتفسيره بخلاف مضامينه.

ما هو ثابت ومؤكد، أن خطاب الرئيس الأسد الذي تضمن برنامجاً متكاملاً للحل السياسي، أسقط من يد القوى الدولية النافخة في نار الأزمة السورية كل أوراق المناورة والمراوغة. فبيان جنيف الذي تعتبره روسيا الاتحادية سبيلاً للحل، وتزعم الولايات المتحدة الأميركية أنها لم تتنصل منه، كان حاضراً في سياق برنامج الحل الذي أعلنه الرئيس الأسد. وهذا الأمر شكل صدمة قوية أربكت القوى الدولية التي تدعم ما يسمى المعارضات السورية الرافضة مبدأ الحوار والتوصل إلى حل سياسي.

وعليه، فإن ردود الفعل الغربية والإقليمية على خطاب الأسد، جاءت متسرعة وانفعالية وهستيرية، ووُصفت من قبل العديد من المراقبين والصحافيين الغربيين بأنها هي «المنفصلة عن الواقع»، في حين خطاب الرئيس الأسد يرى الواقع على حقيقته وبكل تفاصيله وحيثياته ويرسم طريق الحل انطلاقا من فهم حقيقة الواقع.

حالة الهستيريا التي أصابت القوى الدولية والإقليمية والعربية التي تعرقل الحل السياسي وتدعم المجموعات الإرهابية المتطرفة في سورية، تجسدت بدفع المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الابراهيمي إلى القول بأنه لا يرى دوراً للرئيس الأسد في المرحلة القادمة.!

ورغم أن الابراهيمي عاد واعتذر عن توصيفه لخطاب الأسد ومن ثم تنصل من حرفية كلامه حول تفسير بيان جنيف، إلا أن ما صدر عنه ليس له أي تبرير، حتى ولو وضعت أقواله في خانة «الخرف». وبالتالي ليس كافياً أن يُصنف الابراهيمي كشخص منحاز بصورة فاضحة للمجموعات الإرهابية المتطرفة ورعاتها، الذين يتحملون مسؤولية آلام ومعاناة السوريين من خلال أعمال القتل والإجرام والتدمير التي يقومون بها، بل يجب التنبيه من خطورة المهمة التي يقوم بها والتي يريد من خلالها تنفيذ أجندة غربية ترمي إلى إضعاف سورية وتفكيك وحدة نسيجها الاجتماعي.

ليس خافياً أن الإبراهيمي برع في تنفيذ مهام أوكلت إليه سابقاً، لكن كل مهامه السابقة كانت في سياق تكريس معادلات وصيغ طائفية ومذهبية، كما هو الحال في لبنان وإلى حد ما في العراق، وحتى الصومال. وحتى تنجح مهمته في سورية، يحاول الإبراهيمي بدعم غربي تجويف بيان جنيف من مضمونه الحقيقي وإعطائه مضموناً يساهم في إنتاج حل يضعف الدولة السورية ويشظي وحدة نسيجها الاجتماعي.. وهو الأمر الذي ترفضه سورية ولا يقبله السوريون.

من هنا فإن خطاب الرئيس الأسد جاء في لحظة مفصلية، تحتاج فيها سورية إلى «سورنة» الحل بما يضمن بقاءها قوية صلبة واحدة موحدة بكل نسيجها الاجتماعي، وهذا ما شكل صفعة موجعة للذين يريدون لسورية مصيراً أسود.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024