شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-07-01
 

الحملة ضدّ الجيش.. تموضع في «مربّع الأسير»

معن حمية - البناء

ما هو مؤكد أنّ الجيش اللبناني حقق إنجازاً كبيراً بإسقاط مربع أحمد الأسير في منطقة عبرا. ولو أنّ الجيش تباطأ في اتخاذ القرار الحاسم بالاقتصاص من الإرهابيين قتلة ضباطه وجنوده لكان مربّع الأسير أصبح «تورا بورا» جديدة في لبنان.

في معركة إسقاط مربّع الأسير دفع الجيش اللبناني ثمناً كبيراً باستشهاد نخبة من ضباطه وجنوده لكنه كرّس معادلة ثابتة وراسخة مفادها أنّ أي مجموعة تعبث بالأمن وتسعى الى زعزعة الاستقرار ومهما كان عديدها وعتادها وسلاحها وتحصيناتها وغطاؤها السياسي لا يمكن أن تصمد في مواجهة الجيش اللبناني عندما يتخذ قراره بالحسم.

إنّ ما تكشف من تحصينات وأنفاق وأسلحة في مربّع أحمد الأسير يشي بأنّ هذا المربّع أنشئ حتى يشكل قاعدة إرهابية تعيد استنساخ «نهر بارد» جديد وذلك لتحقيق هدفين أساسيّين الأول: إحداث فتنة داخلية والثاني: استنزاف الجيش لفترة طويلة وتكبيده خسائر كبيرة.

أما وأنّ هذا المربّع قد سقط سريعاً بيد الجيش اللبناني فهذا لا يقلل من كونه كان بمثابة بؤرة إرهابية شديدة الخطورة لكنّ المستجد والذي ظهر جلياً هو مقدار القوة والبأس الذي يتمتع بها الجيش اللبناني وقوة هذا الجيش المغوار وقدرته على الحسم السريع شكلت «القشة التي قصمت ظهر البعير» وهذا أضاف مشهداً جديداً ناتئاً تمثل بإصرار بعض القوى المعروفة على التموضع في «مربّع الأسير» ذاته.

المشهد الناتئ والمقزز هو في المواقف والأصوات والوسائل الإعلامية التي أخذت على عاتقها التعمية على الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش اللبناني باجتثاث ورم تكفيري إرهابي من قلب عاصمة الجنوب اللبناني المعروفة بوحدة نسيجها الاجتماعي المقاوم للعدو الصهيوني.

في ليلة سقوط «مربّع الأسير» لقيَ أمير المربّع مصيره المجهول وتوقفت روافد ذاك المربّع فلم تعد تستطيع ضخّ شحنات الدعم الفتنوي فأثقلت هذه الروافد وانفجرت حملة مسعورة ضدّ الجيش على خلفية اشتباه غير مثبت يزعم أنّ ضباط الجيش وجنوده قاموا بممارسات تتنافى مع حقوق الانسان.. إضافة إلى المعزوفة المستمرة منذ عام 2006 والتي تتكرّر صبح ومساء والتي تسعى إلى زجّ المقاومة في كلّ أمر أو حدث صغيراً كان أم كبيرا!!

غريب أمر روافد مربّع الفتنة فحقوق الإنسان بالنسبة لهم تنحصر في اتجاه معيّن ولا تنطبق على الإنسان السويّ المنخرط في مؤسسة الجيش اللبناني التي تشكل ضمانة لوحدة لبنان وتصون وجود وحقوق اللبنانيين وكراماتهم.

الحملة الإعلامية والسياسية التي تنفذها روافد المربّع الساقط ضدّ الجيش ليست بريئة على الإطلاق فهي في الظاهر تقوم على اتهام بعض الضباط والجنود بممارسات لا إنسانية لكن باطنها وحقيقتها وأهدافها يطرح علامات استفهام كبيرة وخطيرة.. فالحملة ترمي إلى إدانة المؤسسة العسكرية وتجويف الانتصار الذي حققته ضدّ مربّع الإرهاب والفتنة من معناه الحقيقي.. أيّ تقويض معادلة القوة التي كرّسها الجيش اللبناني.

إنّ الذين لا ترفّ لهم جفون جراء وقوع عدد من ضباط الجيش وجنوده شهداء والتمثيل بأجسادهم في كمائن الإرهابيين من نهر البارد إلى عرسال إلى عبرا والذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها في لحظة دفاع الجيش عن النفس والبلد ويتحوّل كلّ واحد منهم إلى «داعية» ودعيِّ يتحدث عن حقوق الإنسان إنّ هؤلاء متورّطون حتى النخاع والعظم في مشروع الفتنة.

وإذا كان صدر قيادة الجيش رحباً وواسعاً حيال أيّ نقد أو شكوى بحقّ ضباطها وجنودها فإنّ التحقيق الذي تجريه قيادة الجيش هو الكلمة الفصل وبعد كلمة الجيش يسقط كلّ كلام آخر. لكن ما هو مستهجن أنّ روافد المربّع الأسيري لا ينتظرون تحقيق قيادة الجيش بل هم أطلقوا احكاماً مبرمة على غرار ما فعلوه سابقاً مستثمرين جرائم الاغتيال التي حصلت في لبنان.

الجيش بوصفه ضمانة للبنان ولكلّ اللبنانيين قد يترفّع عن الخوض في السجالات لكنه بالتأكيد لا يجب أن يتساهل مع أي حالة شاذة تهدّد استقرار البلد. أما عوائل الضباط والجنود الشهداء وهم من كلّ الشرائح الاجتماعية والمدن والقرى والدساكر على امتداد ساحة لبنان فإنّ جراحهم النازفة لم ولن تلتئم طالما أنّ البعض يقتل الشهداء مرة ثانية من خلال محاولات احتضان القتلة والمجرمين.

إنّ ما يُعزي عوائل شهداء الجيش اللبناني هو انتصار الجيش على الإرهاب وصون هذا الانتصار الكبير ولسان حالهم حذار من مخطط تجويف هذا الانتصار والوقوع في فخّ الحملة التي تستهدف الجيش بذرائع واهية شتى.

لقد انكشف المستور وبات واضحاً أنّ الجيش اللبناني دوراً وعقيدة وضمانة هو المستهدف والدليل على هذا الاستهداف الخطير هو التسجيل المصوّر الذي تمّ تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي ويظهر فيه عناصر من الجيش اللبناني خلال تعرّضهم لكمين إرهابي نُصِبَ لهم قبل عام في عرسال من قبل مجموعات تكفيرية. لقد أرادوا من نشر هذا التسجيل النيل من هيبة الجيش وصورته.. والهدف الأساس هو التعمية على إنجاز إسقاط «مربّع الأسير».

لقد اكتملَ المشهد وانكشفت حقيقة «مربّع الأسير» وروافده السياسية والإعلامية واللوجستية وصلاته بالمجموعات الإرهابية التكفيرية وامتداداته في عرسال وداخل الحدود السورية.. وما يؤكد أهمية «مربّع الأسير» في ميزان حلف قوى «الاعتدال» والتكفير والإرهاب ومشغّليهم شراسة الحملة المسعورة والمشبوهة على الجيش اللبناني وهي حملة شبيهة بتلك التي حصلت ليلة سقوط «مربّع القصّير».



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه