إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أعلن وقوفي منحازاً ضدّ الأسلحة الكيميائيّة

الياس عشّي - البناء

نسخة للطباعة 2013-09-21

إقرأ ايضاً


الشام لا يعرفها إلاّ من اغتسل بعطرها وشرب من فيجتها وملأ رئتيه من قاسيونها وصلّى في محرابها وتناغم مع أجراسها وتعلّم ألفباء الشهداء على مقاعدها .

الشام واحة العصافير وملعب الفراشات وأيقونة الرسل وقصّة الحضارة وقافية مرّت في بال الشعراء فصاروا من الخالدين .

والشام ليست بؤرة للنفايات وليست مستوعباً كيميائيّا وليست حلبة لخيول المغول والتتر وملوك النفط .

ولأنّ الشام هي كلّ ذلك فها أنا أعلن وقوفي منحازاً إلى جانب قرارها بتدمير أسلحتها الكيميائيّة .

إذ ما الفائدة من سلاح لن يستخدم أبداً ؟

استخدامه يعني أنّنا ضعفاء ونحن لسنا كذلك .

ويعني أنّنا على أبواب الهزيمة ونحن ما فتئنا نرفع رايات النصر منذ ميسلون وليس في نيّتنا أن نتوقّف قد نكبو ولكنّننا لن نتوقّف فإرادة الكرامة جزء من رحلتنا في الإبداع .

ويعني أننا ننتسب إلى الهمجيّة ونحن صدّرنا الحضارة إلى العالم .

وسؤال ما الفائدة ؟ يستدرجك إلى حزمة من الأسئلة :

- إذا كان الأفرقاء السوريون المتمرّدون وبعض الدول العربية الداعمة لهم يخشون هذا النوع من السلاح فلمَ أصيبوا بمسّ عندما تمّ الاتفاق على تدميره فيما المنطق يفرض عكس ذلك تماماً ؟ ولكن ماذا تفعل ولوثةُ قايين ما زالت هائمة على وجهها ؟

- وإذا كان المجتمع الدولي يسعى منذ عشرات السنين لتفكيك الترسانة الكيميائية السورية فلمَ هذا الجدال في الأروقة والزواريب وتحت الطاولات بعدما صارت سورية عضواً في معاهدة منع انتشار واستعمال السلاح الكيميائي ؟

- وإذا كانت « إسرائيل» تنتحب ليلَ نهارَ خائفةً من الغضب الكيميائي السوري فكيف نفسّر رعبها من تدميره ؟ « إسرائيل» بكل بساطة تعرف أنّ العالم سيطالبها يوماً بتدمير ما تختزنه من كيميائيات وبوضع ترسانتها النوويّة تحت إشراف دوليّ.

قبل ثماني سنوات اتّخذت القيادة السورية قراراً تاريخيّاً بسحب قوّات الردع العربية من لبنان واليوم تكتب في يوميّاتها قراراً تاريخيّاً آخر هو إعلانها القبول بالتخلّص من سلاحها الكيميائيّ.

أنا مع دولة سوريّة قويّة قادرة على مواجهة المدّ الصهيونيّ وغير الصهيونيّ وبالوسائل المشروعة كافة التي تقودنا إلى النصر . لقد فعلنا ذلك في حرب تشرين وفعلتها المقاومة الوطنية اللبنانية عندما أجبرت « إسرائيل» على الانسحاب من لبنان وعندما انتصرت في حرب تمّوز فما حاجتنا إذن إلى السلاح الكيميائيّ ؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024