إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

النادي السوري ـ الكندي الثقافي يحيي الأول من آذار

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2014-03-12

بمناسبة الأول من آذار، ذكرى مولد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده، أقام النادي السوري ـ الكندي الثقافي في تورنتو احتفالاً حاشداً حضره ممثلون عن الأحزاب والجمعيات والفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والإعلامية وحشد كبير من القوميين وأبناء الجالية، وتخلله قطع قالب الحلوى بالمناسبة من قبل مدير مديرية تورنتو الرفيق عامر كحالة وعدد من اعضاء المجلس القومي والمسؤولين على أنغام نشيد "سوريا يا بلادي".

بداية عزفت فرقة ميسلون الموسيقية نشيد الحزب والنشيد الكندي، ثم رحّبت الرفيقة راغدة العريضي بالحضور، وألقت كلمة استهلتها باقتباس ما كتبه هشام شرابي عن سعاده: "كان لدى سعاده كاريزما هائلة، من الصعب تفسير تأثيرها. في كلامه وتحرّكه سيطرة تامة، لا يرفع صوته ولا يؤشر بيديه. كان في معاملته مع كلّ من يلاقيه لطيفاً رقيقاً، وطيلة معرفتي به لم أشاهده مرةً يعامل أحداً بخشونة أو تكبّر، بل كان دائماً أديباً شديد الحساسية لمشاعر الآخرين. ولا أذكر مرةً أنه أمرني بالقيام بعمل ما. فإذا أراد شيئاً طلبه بشكل غير مباشر، بالتلميح أو التعبير عن ضرورة إنجازه تاركاً المبادرة لمَن يعنيه الأمر. وكان يعالج جميع الموضوعات والمشكلات بالأسلوب نفسه".

وقالت: كانت حياة سعاده مشدودة بخيط غير مرئي الى هدف واحد استحوذ كلّ وجوده واهتمامه. كلّ طموح ورغبة أحسّ بها، كلّ أمنية رمى الى تحقيقها وكلّ علامة أقامها ارتبطت بهذا الهدف الواحد. حياته لم تكن ملكه، المال والعيش المريح والمركز المرموق لم تكن تعني له شيئاً. عاش فقيراً ومات فقيراً دون ان يدري ذلك، ولكنه كان غنياً برؤياه..

وألقت الرفيقة عُلا قسيس كلمة الشباب والطلبة وقالت: احتفالنا بذكرى مولد سعاده، هو احتفال بالمبادئ التي وضعها من أجل نهضة سورية. وأهمّ هذه المبادئ فصل الدين عن الدولة لإصلاح المجتمع الذي يجب ألا تسوده أي تفرقة على أساس الدين أو الطائفة أو المذهب أو العرق أو الجنس.

ولفتت إلى أننا نعيش في كندا في مجتمع مدني مكوّن من الكثير من الأعراق والجنسيات والأديان المتجانسة في العمل لمصلحة كندا. وقد يظنّ معظم الكنديين انّ هذا الفصل بين الدين والدولة تحصيل حاصل في العالم، لكن للأسف الأمر ليس كذلك، فـ"إسرائيل" تمارس أبشع أنواع العنصرية وتحتلّ أرض الفلسطينيين. ومن دواعي الأسف أن ستيفن هاربر (رئيس وزراء كندا) قال في خطاب امام الكنيست "الإسرائيلي": "ان صداقة كندا مع إسرائيل متجذّرة في التاريخ ومشبّعة بالقيم المشتركة"! إننا نسأل السيد هاربر: ما هي هذه القيم المشتركة بين كندا وبين "اسرائيل"؟ هل هي التنوّع العرقي والديني؟ هل هي الانفتاح؟ هل هي المساواة بين كلّ الاديان والأعراق؟ لا يا سيد هاربر: ان من يمارس الفصل العنصري ويسعى الى اقامة دولة يهودية لا يشترك مع الكنديين في ذات القيم.

وألقى سمير جبور كلمة البيت الفلسطيني فقال: من بالغ اعتزازنا وفخرنا، ان نشارك في هذه المناسبة الجليلة، إذ انّ ذكرى مولد سعاده، إنما هي تاريخ متجدّد على مدى عشرات السنين، وهي ترمز إلى ولادة فكرة وفلسفة وفعل إيمان.

وتابع: قبل قرن وعقد من الزمن أنبعث أمل متجدّد وانبثق فجر جديد بولادة مؤسّس مشروع قومي تضرب جذوره عميقاً في الأرض، في بلاد الشام في أرض الهلال السوري الخصيب، ليحرّر الأمة السورية كلها من لعنة الكيانية والأحقاد الشخصية والولاءات الطائفية كمخرج وحيد من دوامة التشرذم والانقسام الديني والإثني والإقليمي والجغرافي.

أضاف: في هذه المناسبة يجب التنويه بأنّ القضية الفلسطينية كانت تسكن عقل سعاده وقلبه، وتستحوذ على فكره، وهو لم يترك مناسبة ولا منبراً، إلا وتحدث فيه عن فلسطين، واعتبر أنّ القضية الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من مشروعه القومي. وما يثلج القلب ويبعث على الاعتزاز أنّ المؤمنين بفكر سعاده تشرّبوا على مر الأجيال محبة فلسطين والدفاع عن فلسطين.

وألقى الرفيق سهيل الحلبي كلمة النادي السوري الكندي الثقافي فجدّد الترحيب بالحاضرين، وقال: نحتفل بالذكرى لنؤكد انها مناسبة لتقدير وتكريم فكر ونهج ذلك الإنسان الذي كرّس نفسه وحياته دفاعاً عن شعبه ووطنه ومجتمعه وأمته.

لقد واجه سعاده التجزئة محللاً مخاطرها، وطرح الوحدة بديلاً، باعتبارها توفر المناعة الضرورية لصيانة الأمن الوطني والقومي. لم يكن سعاده عشوائياً عندما طرح الوحدة بل كان باحثاً في علم الاجتماع والتاريخ قبل ان يدعو الى وحدة العالم العربي العلمية الواقعية على أساس أممه الأربعة من سورية الطبيعية الى وادي النيل والجزيرة وصولا الى المغرب العربي.

كما واجه الطائفية مفنداً أمراضها، وطرح فصل الدين عن الدولة بديلاً عن المزارع الطائفية وأنظمة القبائل والعشائر، كمقدمة لإقامة المجتمع المدني الذي يتساوى فيه المواطنون بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية.

واجه الإقطاع والرأسمالية مندّداً بسياسات الاحتكار وطرح نظاما اجتماعياً تتحقق فيه مصلحة الأمة بتحقيق العدالة فيه لكافة المنتجين غلالا وصناعة وفكرا.

واجه "سايكس ـ بيكو" عام 1916 ورفض "وعد بلفور" عام 1917 متوجها الى رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج بالقول "ان من لا يملك أعطى وعدا لمن لا يستحق".

هكذا أمضى حياته منقباً وباحثاً ومحاضراً ومناضلاً لا يعرف الراحة. ولانه آمن "انّ العلم الذي لا ينفع كالجهالة التي لا تضر" أعلن عن تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1932 ليؤكد عزمه على تحقيق المبادئ التي دعا اليها والتي اعتبر فيها خلاصاً لمجتمع يعاني من الانقسامات والتخلف والأمراض الاجتماعية.

وقال: كم نحن بحاجة اليوم امام المشهد النازف في الأمة والعالم العربي إلى أن نعمل بفكر انطون سعاده، ومبادئه، وطروحاته، لإنقاذ الوطن من الأعاصير التي تعصف به وإعادته إلى شاطئ الأمان.

وسأل الرفيق الحلبي: هل هناك بديل من الوحدة اذا أردنا القوة لمجتمعنا؟ هل هناك بديل من العلمنة وفصل الدين عن الدولة اذا أردنا الوحدة لشعبنا؟ هل هناك بديل من المقاومة فكراً وانتاجاً وقتالاً اذا أردنا تحرير ارضنا؟ تلك المقاومة التي تقاوم أعداء الخارج وأعداء الداخل من محتلين وارهابيين ومتطرفين وانعزاليين ونفعيّين.

وتابع سائلاً: هنا في المغتربات، هل هناك بديل من التعاون والتنسيق اذا ما أردنا النهوض بجاليتنا؟

انها دعوة للجميع لنبذ الخصومات ومحاربة التفرقة والعمل معاً لإشاعة مناخات المحبة والتفاهم وتوظيف كلّ الطاقات والإمكانات للدفاع عن القضية التي استشهد في سبيلها صاحب الأول من اذار، الا وهي قضية نهضة وفلاح شعبنا ووطننا ومغتربنا وحقنا في الحرية والكرامة.

بعد انتهاء الكلمات أقيم حفل عشاء رافقه عزف على العود للفنان جمال العلي، وقدمت فرقة ميسلون للدبكة بقيادة ابتسام ابو شرف 3 رقصات رائعات، كما تشارك الحضور مع المطرب جورج حدشيتي بالأناشيد القومية والوطنية.




 
جميع الحقوق محفوظة © 2024