إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

السلاح الكيميائي ... الاسطوانة المشروخة ..!!

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2014-04-13

إقرأ ايضاً


الغالبية من أبناء الشعب السوري يعتقدون أن استخدام السلاح الكيميائي من قبل العصابات المسلحة في خان العسل أو الغوطة الشرقية كان هدفه إثارة موضوع السلاح الكيميائي السوري الذي يشغل بال قادة الكيان الصهيوني ويعتبر سلاح ردع يوفر نوعاً من التوازن على المستوى الاستراتيجي ، وقد تم كشف ملابسات مصدر السلاح المستخدم ، وكيف تم تمريره ، ومشاركة الأتراك بذلك ، وفي الوقت الذي تدعي المعارضة الخارجية العميلة أن سوريا تنازلت عن سلاحها المهم ، يتجاهلون أنهم كانوا الأداة التي وفرت الذريعة وأن موافقة الحكومة السورية على المخرج الذي اقترحه حلفاء سوريا ومنهم الروس والإيرانيين بعد توفير ضمانة قبلت بها سوريا " ربما أسلحة نوعية متطورة " الأمر الذي أجهض المخطط الغربي وسحب الذريعة التي كانت الغطاء لهجوم أطلسي على الدولة السورية وما قد ينتج عنه من تداعيات الخراب والدمار وهو بطبيعة الحال أكبر بكثير مما يحصل الآن .

من جديد يتم إثارة استخدام السلاح ذاته من قبل الجيش السوري ، الأمر الذي يدعو إلى الاستغراب والتساؤل : كيف يستخدم الجيش السوري أسلحة تحت رقابة مشددة ومراقبة بكل أنواع الأقمار العسكرية التجسسية والعملاء المزروعين في كل مكان .؟. في الوقت الذي تتكشف فيه المشاركة الأمريكية – التركية وبالأصل الصهيونية في تسريب أسلحة مشابهة وصلت إلى أيدي العصابات الإرهابية التي لم ولا تتورع عن استخدامها ضد المدنيين الآمنين ، بل وضد بعضها البعض من منطلق التنافس على السيطرة والنفوذ وعمليات النهب ، وأن هذه العصابات هي بأمس الحاجة في زمن الهزائم إلى مبررات تراجعاتها وطلب الدعم الخارجي والتدخل الدولي ، وبالتالي هي من يقوم بتوفير الذرائع ، ومن غير المستبعد أن يقوم الكيان الصهيوني بتهريب وتوفير مقاذيف الأسلحة المختلفة بعد أن يضع عليها بصمة الصناعات السورية ونفس أشكال العبوات باللغة الروسية أو العربية ، وحسب القاعدة التي ينتهجها قادة الكيان الصهيوني : أن تقتل عدوك فقد تشعر بالفرح ، لكنك تفرح أكثر وأنت تراه يقتل بيد أخيه وهذا ما يحصل على الساحة السورية .

الحقد اليهودي على العالم ينطلق من شعور بالدونية ، والأقلية ، ويعتبرون أن خسارة الفرد اليهودي يجب أن يقابلها مئات بل حتى حدود الألف ، والقاعدة الأساس في السلوك الصهيوني هي الثأر ، ولأنهم لم يتمكنوا من الثأر بأيديهم لقصف تل أبيب من قبل العراق فقد دفعوا بالتحالف الماسوني العالمي لغزو وتدمير العراق وإعدام الرئيس الذي أصدر الأمر بإطلاق الصواريخ ، ومن المؤكد مشاركة طيارين يهود وبالجنسية المزدوجة في قصف العراق وتدمير بنيته ... أما اليوم وبعد إقرار قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله بأن الأسلحة التي هزم بها الجيش الصهيوني مصدرها سوريا ، وهذا ما أعلنت عنه قيادات العدو قبل ذلك ، فقد بات واضحاً سبب الهجوم العالمي على سوريا ثأراً لهزيمة الصهيونية ومحاولة جادة لتدمير بنية الدولة التي تقف وحيدة إلى جانب المقاومة الحقيقية التي تقف بوجه استكمال المشروع الصهيوني والهيمنة الأمريكية على منطقتنا ، ويوضح بشكل أكبر المدى الذي وصلت إليه قيادات عربية ضالعة في خدمة المشروع الصهيوني من تواطؤ وتآمر على سوريا ، بذلك يكون التوصيف الجديد أنها مؤامرة صهيو – أمريكية أطلسية – عربية لتدمير الشعب السوري مع استدراج بعض العناصر السورية واستخدامها في التغطية الضرورية للتضليل وتظهير الأمر على أنه "ثورة" تطالب بالحرية والديمقراطية ويتم دعمها إنسانياً ... من قبل أنظمة لا تعرف معنى للمصطلحات التي يتم طرحها على أرض الواقع .

يبدو أن تجديد التهمة للجيش السوري بأنه يستخدم أسلحة كيميائية لها أكثر من هدف ، أول هذه الأهداف التغطية على هزائم الأدوات ، وإثارة المزيد من التعاطف مع المجموعات الإرهابية ، ومحاولة تضليل الرأي العام العالمي بعد الفضيحة التي كشف تفاصيلها الصحفي الأمريكي المخضرم روبرت فيسك ، الضجة الجديدة هدفها التغطية على السلوك المتذبذب للبيت الأسود الأمريكي وضعفه الواضح تجاه الممارسات العدائية للاستخبارات المركزية والنفوذ الصهيوني فيها ، وكتم أفواه بعض القادة في الجيش الأمريكي الرافضين لتوريط الولايات المتحدة في الحرب مباشرة ، وهم يحذرون من تسليم أسلحة بشكل مباشر للعصابات حتى لا تتسرب إلى من لا يريدون أن تصل إليه ( كما يدعون ) لكن لا مانع من بيعها للدولة السعودية أو قطر أو تسريبها من مستودعات في تركيا أو تهريبا من لبنان أو فلسطين المحتلة عن طريق الأردن ... وباختصار يبقى أن كل ما يثار وما يحصل يصب في خدمة المشروع الصهيوني لاستكمال بنوده الأخيرة وإسدال الستارة على القضية الفلسطينية التي تدفع ثمن دعمها الدولة السورية – جيشاً وشعبا ومؤسسات - ومن يقف معها من قوى شعبية في محيطها العربي ، والدول الصديقة عبر العالم ومنها روسيا وإيران ودول بريسك .

للمرة الأولى في تاريخ سوريا ، تتذوق شريحة كبيرة من السوريين طعم الإذلال في مخيمات جرى إعدادها سلفاً في تركيا ، هؤلاء تم التغرير بهم ، انتهكت أعراضهم ، وتاجروا بأبنائهم ومعاناتهم ، ليكونوا أداة التشهير والضغط على الحكومة السورية ، كما أن الأردن الذي تعيش حكومته على فضلات الغرب لم يقصر في سوق المتاجرة بأمثالهم من أبناء الجنوب ، وأصبح معسكرهم سوقاً لتجارة الرقيق الأبيض لأمراء وشيوخ الخليج ، أما لبنان فهو الأقل نفعاً جراء استقباله لمئات الآلاف الذين يشكلون عبئاً على الشعب اللبناني جراء وقوف شريحة لبنانية مع تخريب سوريا وهي بلدهم الأم وانتفاعهم من هذا التخريب ، وقد ينقلب الوجود المسلح السوري على أجزاء من الأرض اللبنانية مشكلة يصعب حلها وتجر البلد إلى فوضى عارمة يعجز الكل عن ضبطها والتحكم بتفاصيلها خدمة لارتباطات عربية وخارجية وعندها تحين ساعة الندم ، حيث لا يفيد الندم .

الجيش السوري لا يقصف أهله لا بالسلاح الكيميائي ، ولا بسلاح عادي ، وهو الأكثر حرصاً على سلامتهم ، الجيش السوري يعمل على إجلاء المدنيين وتخليصهم من أيدي العصابات ليتمكن من القضاء عليهم ، ويوماً بعد يوم تتكشف الحقائق بعد استسلام كثير ممن تم التغرير بهم ليعلنوا حقيقة أن العصابات ذاتها هي من يستهدف الآمنين ويقدم المعلومات المفبركة للمحطات الإعلامية الوالغة بدماء السوريين ، وأن استخدام الكيماوي ضد المدنيين والجيش على حد سواء جرى بتشجيع وتمويل خارجي وعلى يد العصابات التكفيرية ، وأما التخوف الشعبي في عالم الغرب من انقلاب هؤلاء وعودتهم ، أو من بقي منهم إلى أعمال التخريب والإرهاب في عالم (الديمقراطية والحرية الكاذبة ) هو أمر مشروع ، وسيشرب هؤلاء من كأس بمرارة الحنظل ، مزجوه بأيديهم ليشربه شعب سوريا ... لكنهم سيتذوقونه في القريب ، وإنا لمنتظرون هذا القريب .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024