إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مديرية أوتاوا تحيي ذكرى التأسيس

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2014-11-21

أقامت مديرية أوتاوا احتفالاً في مكتب المديرية بحضور عميد عبر الحدود الرفيق سامي أبو فواز ومدير المديرية الرفيق يوسف الغريب وأعضاء هيئة المديرية وأعضاء المجلس القومي وجمع من القوميين وأبناء الجالية.

استهلّ الاحتفال بنشيد الحزب والنشيد الكندي ثم دقيقة صمت على أرواح شهداء الأمة، فكلمة ترحيب لمذيع المديرية أكد فيها أنّ تأسيس الحزب هو تأسيس لنهضة شعبنا، وأمتنا هي التي علّمت معنى الحياة والوجود والحضارة والأخلاق والقيم والمثل العليا.

اضاف: إنّ المدرسة القومية الاجتماعية بدأت واستمرّت ولا تزال منبراً لقول كلمة الحق والعمل من أجل نهضة الأمة السورية.

ثمّ ألقت الرفيقة ياسمين طه كلمة وجدانية من وحي المناسبة تحدثت فيها عن أهمية دور الشباب المغترب.

وألقى عميد شؤون عبر الحدود الرفيق سامي أبو فواز كلمة أضاء فيها على مرحلة التأسيس والخطاب المنهاجي الذي شكل الأساس في العقيدة، ومما جاء في كلمته: أقفُ اليومَ على مشارفِ اثنينِ وثمانينَ عاماً من التأسيس، في هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً، وكليّ ثقة بأنّ شموعَ النهضةِ ستبقى متألقة تنيرُ دربَ الصراعِ الطويل في سبيلِ إحقاقِ الحقّ القومي. كلي فخرٌ بمضاءِ عزيمتِنا وتمسُّكِنا بمبادئِنا ومُثُلِنا العليا أينما تواجدْنا. على بعد آلاف الكيلومترات عن تراب وطنِنا نتعمّق معنى التأسيس فإذا به فعلٌ نضالي تماماً كما هو فعل اخلاقي وثقافي يتجسّد في الترجمة العملية نهضوياً في مشروعنا الحزبي المستمر على قواعد بناء انسان سعادة الجديد. نحيي مناسبة تأسيس الحزب، ونحمل همّ كل ما يعصُف في أمتنا كما يحملها رفقاؤنا وأهلنا في الوطن، ونؤكد بأن فعلَ النهضة ماض فينا وأننا جنودها طالما يَلهج فينا القلب ويحملنا أبداً إلى ربوع سوريانا الحبيبة.

أحدثكم اليوم وانا في حضرة الزعيم، يلقي خطابه المنهاجي الأول عام 1935، اي منذ حوالي الثمانين عاماً، ويضع الخطة العملية لبدء مسيرة توحيد الأمة، الوحدة التي لا تتحقق دون تحققِ النهضة في أبناء الأمة، فيكم أيها القوميون الاجتماعيون، فيكم ايها المواطنون السوريون في الوطن كما في الاغتراب. في خطابه المنهاجي الأول يقول سعاده: منذ تلك الساعة إنبثقَ الفجرُ من أشدِّ ساعاتِ الليل، وخرجتِ الحركة من الجمود، وانطلقتْ من وراءِ الفوضى قوة النظام، وأصبحنا أمةٌ بعد أن كنا قطعاناً بشرية، وغَدَوْنا دولة تقوم على أربعِ دعائم: الحرية، الواجب، النظام، القوة، التي ترمز إليها أربع رموزِ الزوبعةِ القوميةِ الاجتماعية الممثلةِ في عَلَمِ الحزب السوري القومي الاجتماعي.

منذ تلك الساعة، نقضْنا بالفعل حُكْمَ التاريخ وابتدأنا تاريخنا الصحيح، تاريخَ الحريةِ والواجبِ والنظامِ والقوة، تاريخَ الحزبِ السوري القومي الاجتماعي، تاريخَ الأمةِ السوريةِ الحقيقي.

منذ الساعة التي عقَدْنا فيها القلوبَ والقبضات على الوقوفِ معاً أو السقوطِ معاً في سبيل تحقيقِ المطلبِ الأعلى، المعلن في مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي غايتِه، وضَعْنا أيدينا على المحراث ووجَّهنا نظَرَنا إلى الأمام، إلى المِثال الأعلى، وصِرنا جماعة واحدة، وأمة حية تريد الحياةَ الحرة الجميلة أمة تحب الحياة لأنها تحب الحرية، وتحب الموت متى كان الموتُ طريقاً للحياة."

وتوجه إلى القوميين الاجتماعيين قائلاً: أنتم المُعَبِّر الأول عن النهضة القومية الاجتماعية، ودليل فعلها في المجتمع، بوحدتكم، بإيمانكم بما تحمِلون من تعاليم وقيم أخلاقية نهضوية لمعالجة أمراض مجتمعنا، لأنّ في الوحدة فقط تنحلّ جميع عقدنا ونبلغ الخلاص، في انصهار كافة عناصر الأمة بعضها مع البعض الآخر بفعل إرادتها التي لا تُرد.

لو أمعنا النظر في الوضع الحالي، لوجدْنا انّ امتنا السورية في كل كياناتها هي التي تواجه عدوّنا الأول، "اسرائيل"، بل تجد نفسها مضطرة لهذه المواجهة ومدفوعة إليها بسبب وحدة حياتها التي تستهدف "اسرائيل" ضربها. ولوجدْنا أن المشروع التطرفي الارهابي، هو صنيعةُ بعض الدول الغربية لضرب هذه الوحدة الحياتية خدمة للمشروع الصهيوني عينه. هم بدأوا يتحدثون عن الارهاب في أمتنا مؤخراً اما نحن فقد أعلنا منذ لحظة تأسيس الحزب في العام 1932 اننا الخطة المعاكسة المضادة لهذا الإرهاب بدءاً من وعد بلفور المشؤوم واتفاق سايكس ـ بيكو الذي قسَّمنا الى دويلات، واليوم يذهبون أبعد من ذلك نحو مشروع إرهابي دولي جديد لتفتيت مجتمعنا على اسس مذهبية وعرقية ودينية.

صَدَقَ سعاده بأنّ الخطر "الاسرائيلي" هو خطر على جميع الكيانات السورية لا على فلسطين وحدها، واستطاع وضع الإصبع على الجرح لمعالجة الأمور في أسبابها لا في جزئياتها...

القوميون الاجتماعيون أكثر من يعي الخطر، لم يتراجعوا عن تلبية نداءِ الواجب في كلِّ الظروف، لم ينسحبوا من معركة، لم يتوانوا عن خدمة بلادِهم في أشدّ وأقسى ظروفهم...

قاومنا باللحم الحيّ، ولا نزال نقاوم... قُدوتُنا زعيمُنا... لا نقتدي بأجنبي لا في التفكير ولا في السلوك، تحرّكنا عقيدتنا، مبادئنا وفلسفتنا، نعي حقيقتنا ونتجدَّد باستمرار بانتمائنا الى حزبنا وعملنا ضمن الأطر الدستورية الخلاقة.

نعي وندرك بأنّ مشروعنا القومي الاجتماعي يُخيف أعداءنا، فهم لا يخافون المشاريع الدينية، بل يشجعونها، ولا يخافون العروبة ذات الشعارات الفضفاضة الواهية. يخافون من توحّد سورية، فيُدخلون الى مجتمعنا السوري في كل مرحلة مشروعاً تفكيكياً، وتفتيتياً لضربنا من الداخل. نقول لهم لقد أثبتنا بأننا أمة حيّة، جذورها ضاربة في التاريخ والحضارة، ولا يمكن أن ينتصروا على ثقافتنا السورية الأصيلة، ثقافةُ الخير والحقِ والجمال، ثقافة البطولة المؤيدة بصحةِ العقيدة...

ما يحدثُ في المنطقة لا يمت إلى الديمقراطية والحرية والعيش الكريم بصلة. هو مشروعٌ يستهدفُ إرجاع المنطقة بأسرها الى عصور الجهل والانحطاط تنفيذاً لمشاريع اجنبية ونفطية خليجية في بلادنا للسيطرة على مواردِ امتنا واخضاعِنا لسياسة البترو/دولار الاميركية.

لا يهمنا ماذا تريد تركيا من السعودية أو قطر من تركيا طالما هي بعيدة بأصابعها الملوثة بالعمالة مع اليهودْ... عن بلادنا، إنما التدخل السافر الذي لعِبتْه السعودية وتركيا وقطر في بلادنا ودعم الارهابيين سيكون موضوع حساب طويل طويل طويل الأمد، لقد ولّى زمن الانكسارات وبدَأ العدُّ العكسي، بدَأ زمنُ الانتصاراتْ... وما وقفاتُ العزِّ بدءاً من العام 2000 الى 2006 وانتهاء في وقفة العز في غزة في 2014 الا دليلٌ ساطع على نهاية مقولة الجيش الذي لا يُقهرْ ومحْوها من قاموس أمتِنا المجيدة.

اغترابياً، أوْلى سعاده للمهجر أهمية قصوى، معتبراً أنّ حركةَ السوريين في المهجر تتكاملُ مع حركة السوريين على ارض الوطن في خدمة المسائل القومية العليا.

لا يجبُ أن ينفصل المغترب عن هموم بلاده، وعن دعم مصالح أمتِه العليا أينما وجد، خاصة في الدول التي تعير لحقوقِ الانسان والشرائع الدُولية انتباهاً وتنادي بنشرها في العالم وتتغاضى عن تنفيذها في سياساتها الخارجية، وكأنّ لهم سياستين متناقضتين داخلياً وخارجياً. هم ينظِّرون لمحاربة الفقر والجوع وينادون بالحرية والديمقراطية من جهة، ويدعمون سيطرة اهل الذلِّ والعار على بلدنا ليبقى الفقر ويعمَّ الفساد، ويتمادون أكثر في قمع الحريات من جهة اخرى, بل إن دولهم وحلفائهم في منطقتنا تدعم الاقتتال الداخلي نتيجة الاصطفافات الدولية، وهذه ليبيا والعراق واليمن أكبر الأمثلة، ماذا حققت المشاريع الغربية في هذه الدول إلا الخراب والاقتتال الداخلي؟

كيف يمكن لنا ان نفسِّر سياسات دول الغرب وتغاضيها عن محاسبة الكيان الصهيوني امام كلّ ما قام به من مجازر وقتل جماعي ضدَّ شعبنا بل ومتابعة دعمِه لتنفيذ مآربهم في امتنا.

كيف يمكن لنا ان نفسِّر التحالفَ العضوي القائم منذ عشرات السنين ما بين هذه الدول الغربية التي تدعو للديمقراطية مع دول الخليج العربي الخارج عن كل المعايير المعترف بها دوليا إن من ناحية الديمقراطية ام من ناحية شرعة حقوقِ الانسان والتي لا وجود لها في دساتير هذا الخليج الحليف للغرب والموبوء فساداً وانحطاطاً لا مثيل له في عصرنا هذا؟

نقول لهم بالفم الملآن، نحن السوريون سيف العروبة وترسها، سوريانا هي قلب العروبة النابض... وإن بلادنا لن تكون مسرح امان لهم ولا مرتعا لشهواتِهم. لنا في الحرب سياسة واحدة هي سياسة القتال حتى تحقيق النصر, وإنْ هم أرادوا السلْم معنا فأهلاً وسهلاً بهم شرط ان يعوا اننا نفهم بالسِلْم، كما علَّمَّنا سعاده، ان يسلِّم اعداء الأمة للأمة بحقها في الحياة وحقها في تقرير مصيرها بنفسها.

أما الشام وهي الموضوع الأبرز والأهم، فالمعركة فيها ليستْ معركةُ حرية ولا معركةُ معارضة ونظام بل هي معركةٌ بين الحياة والموت، بين الدولة والمجموعاتِ الارهابية، بين الحقّ والباطل، وهل يستوي الحقُّ والباطل؟

هذا هو الصراع الدائر اليوم في الشام والذي تمدَّدَ الى لبنانَ والعراق. كلنا قناعة بأن إرادة الحياة ستنتصر، بعملنا وجهدنا ونحن نبذل الكثير في هذه المعركة، يسقطُ لنا شهداء وجرحى قرابين على مذبح البطولة كلَّ يوم فداءً عن وحدةِ الامة، ولنا رفقاءٌ يرابضون في القرى والمدن لحماية أهلنا في الشام ولبنان وفلسطين. إذ لا بديل عن الدولة والمؤسسات. لا بديل عن النظام القومي الاجتماعي والقانون المدني ليجمع الشعبَ كلَّه.

ودعا استنهاض الجالية السورية في المغتربات لدعم قضايانا، وتبيان حقيقة الصراع للعالم اجمع. الحقيقة التي أرادها سعاده معياراً لنا ولعملنا، فنحن لا نُظهر ما لا نبطِن ولا نُبطِن ما لا نظهر. ونُدرك ما هو الشرف وما هو النضال ونعمل لغايتِنا بكل ثبات وعزّم وقوة... "نحن نعمل للحياة ولن نتخلى عنها".

انّ حزبَكم في المهجر هو حركة دائمة وفاعلة خاصة في مدينة أوتاوا، وفي عموم كندا، حيث تنشط الجاليةُ عند كل أمر، وقد شاهد العالم وقفتكم تجاه الشام والتنديد بالتدخل العسكري فيها وتظاهركم مؤخراً ضد العدوان "الاسرائيلي" على غزة، ودعمكم المعنويّ لكل هذه المسائل. كما تناط بنا مسؤولية توعية المواطنين في كندا بخطورة الاستمرار في دعم الكيان الصهيوني المنافي لكلّ قواعد حقوق الانسان والمعايير الاخلاقية والقانونية المعترف بها في هذا المجتمع والمنافي ايضاً لقرارات مجلس الامن الدولي. كما انّ جهودكم البناءة ومشاركتكم في تقديم المساعدات والمساهمة بالأعمال الخيرية التي تعود خيراً على المجتمع الكندي ما هي الا دليل ساطع على انكم انتم القيمة المضافة الفاعلة لما فيه المصلحة العامة لهذا المجتمع والتي يدعوكم حزبكم إلى الاستمرار بها والقيام بواجبكم نحو مزيد من التقدم والارتقاء في مجتمعكم الكندي المضياف.

بلادُكم في أمسِّ الحاجة لجهودِكم ولتضافر عملكم ولتوحدِّكم حتى لا تضيع البوصلة القومية.

ثقوا بأنفسِكم فإنكم ضمير الأمة وضمانتها والخطة المعاكسة الحقيقية لكلِّ المشاريع الاستعمارية في بلادنا.

وختاماً نقل عميد شؤون عبر الحدود إلى الحاضرين تحيات رئيس الحزب الأمين أسعد حردان والقيادة الحزبية، مشدِّداً على تضافر جهودكم وثقتكم بانكم انتم ابناء حزب عريق وهو ضمير هذه الامة التي لن ترضى القبر مكاناً لها تحت الشمس، مصارعاً ابداً لتغيير وجه التاريخ.

بعدها تمّ قطع قالب الحلوى بالمناسبة وتلا ذلك حفل عشاء ساده جو من الفرح على وقع الأناشيد الوطنية والقومية.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024