شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2014-12-10
 

ها هي حقيقة تدمر أيها السوريون الجزء الثاني

أدونيس آرامي

ما سنكتبه في هذا المقال قد يشكل صدمه للجميع , لكن نحن في أكاديمية الفكر السوري القومي الأجتماعي نرفض و بشكل قاطع أن نكتب بغير ماهو حقيقي و نخدع أبناء امتنا , نحن لسنا مثل الذين يحقنون أدمغة السوريين بشتى أنواع المورفينات لتخديرنا لأن مناقبيتنا السوريه القوميه الاجتماعية بصفاء و نقاء حقيقتها تمنعنا من ذلك , الوطن أيها السوريون إنتماء و ولاء و ليس قصاصة كرتون , منذ القدم و أرض سوريا الطبيعيه كانت ملاذ لكثيرين سكنوا بها و عشقوها و دافعوا عنها و حاربوا من أجلها و هذا ما فعلته زنوبيا و ليس من اتى اليها منذ عقود طويله و عاش بها و نما من خيراتها و هو اليوم يحارب جيوشها و يعمل ذراع للصهيونيه العالميه في تدمير كل كيانات الأمه , قد يستغرب البعض من هذه المقدمة لكن نحن نضعكم امام حقيقة لم يكتبها لكم أحد و نحن اول من يفعل ذلك , نكررها و نعيدها دائما الوطن ولاء و انتماء و هذا ما فعلته زنوبيا .

كثر منا يعتقد أن الأسم " زنوبيا " هو اسم الملكه " ملكة تدمر " لكن في الحقيقة ليس كذلك لأن زنوبيا هي كنية عائلتها التي تنتمي اليها و ليس الأسم , والدها كان يدعى يوليوس أوريليوس زينوبيوس .

هذا اسم والدها باللاتينية القديمه و ليس عمر كما قال البعض,"Julius Aurelius Zenobius ولدة زنوبيا ونشأت في عاصمة الأمبرطوريه الرومانيه روما . اسمها "جوليا أوريليا زنوبيا " أتت إلى سوريا مع والدها و كبرت فأصبحت عاشقة لهذه الأرض بالرغم من أنها من سلالة أباطرة روما و من عائلة قيصيريه رومانيه تنتمي إلى " جينتيلتيوس أوريليوس " , عشقت هذه الأرض بكل معنى الكلمه و تعلمت ثقافتها و لغتها فأصبحت منها و أصبحت السورية لغتها التي تفتخر بها لأجل ذلك كانت توقع رسائلها بأسم "بات زباي " (בת זבי) , رافضة التوقيع بأي لغة أخرى أي بلغة أجدادها الرومانيه . بعد زواجها من أوديناتوس الثاني و لأن عائلة زوجها أيضا من أباطرة روما ادخل لقب زوجها على اسمها فاصبح جوليا أوريليا زنوبيا سيتيما " . وهذا اسمها أيضا باللاتينيه القديمه ,

"Julia Aurelia Zenobia Septimia

المصدر However, according to the Augustan History (Aurel. 31.2),

ماذا يعني هذا الكلام !! يعني أنها بالأساس لم تولد في تدمر لكنها ولدت في مدينة تيفولي الأيطاليه عام 240 ميلاديه و توفيت في نفس مدينتها أيضا عندما اقتادها الرومان بالسلاسل إلى روما لكنهم لم يحاكموها لأنها من عائله قيصريه فلا يمكن محاكمتها و هذا كان القانون القيصري في ذلك العهد و توفيت وفاة طبيعيه بعد ذلك , والد جوليا أوريليا زنوبيا " يوليوس أوريليوس " كان حاكم تدمر قبل أوديناتوس الأول و قد تم تعينه من قيصر روما عام 229 ثم خلفه أوديناتوس " و دائما الكلام من نفس المصدر . المضحك المبكي أنك عندما تفتح على بعض الصفحات تجد انهم جعلوها بدويه و من قبيلة فلان و لأنها كما يقولون أول امرأة عربيه قتلوها , و الطبري أخترع لها القبيله البدويه التي تنتمي اليها و أن ابوها اسمه عمر و هكذا " هذه مأساة أيها الساده , مأساة العقل العربي " أفتحوا صفحات النت و اقرأوا ماذا كتب عنها ستصدمون كثيرا .

بعد مقتل زوجها السوري أوديناتوس تسلمت الحكم لأن ابنها الصغير كان قاصر و له أحقية الملك , كانت تنظر إلى الأمبرطوريه الرومانيه في سوريا و كأنه احتلال خاصة بعد مقتل زوجها و ابنها الأكبر بدأت بالتحرك عسكريا و طردت الجيش الروماني من مملكتها فأرسل لها قيصر روما أحد الفيالق و لم تنتظر وصوله الى تدمر بل خرجت من تدمر بجيشها و واجهته في انطاكيه و اصبحت انطاكيه تحت سيطرتها , هزمت قيصر روما في الشمال فطلب من حاكم مصر الروماني " تيناجينو روبوس " التحرك للقضاء عليها و أيضا لم تنتظر و اكتسحت مصر و احتلت أجزاء منها , كان ذلك عام 269 ميلادي . في العام 270 استلم القيصر " أوريليانوا " الحكم و بدأ بتجهيز حمله كبيره لقمع جوليا أوريليا زنوبيا .

ازدهرت مملكة تدمر بشكل خاص في عهدها و أصبحت مملكتها أهم مملكات الشرق وأكثرها قوة لذلك أطلق عليها ملكة ملكات الشرق وأصبحت مدينة تدمر عاصمة المملكة أهم مدن الشرق ، تابعت مسيرتها العسكريه و نافست روما و قفت في وجهها وسيطرت على كامل المنطقة من حدود آسيا الصغرى في الشمال إلى مصر في الجنوب ، ومن شمال شرق سوريا إلى غربها وصولا للبحر السوري , قامت بتحديث القوانين التي كتبت عام 137 ميلاديه " ألواح القانون التدمري التجاري كتبت باليونانية والسورية وتتضمن قوانين التجارة والجمارك المفروضة، ومازالت هذه الألواح محفوظة في متحف الأرميتاج في سان بطرسبورغ منذ عام 1881 " بما يتوافق مع الوضع الجديد لمملكتها , عمرانيا أصبحت تدمر من أجمل المدن وأكثرها تطوراً بمبانيها الفخمة وشوارعها وتنظيمها التي كانت تحمل طابع المدن الثريه المنظمه بأبنيتها الملكية ومساكن الإدارة وطراز الأبنية العامة والخاصة التي تتميز بالفخامة فقد كانت أغنى المدن وأكثرها ثراء وعظمة . أهم آثارها الشارع الأعظم المرصف بالأعمدة ويمتد لمسافة عدة كيلومترات و المسرح الأثري و السوق التاريخي و البوابة الكبرى المعروفة بقوس النصر و معبد بعلشمين و وادي القبور و المدافن البرجية و التيترابيل نبع افقا الأثري و هيكل حوريات الماء و مجلس الشيوخ و الحمامات و معسكر ديوكليتيان و أسوارها الخارجيه بالإضافة إلى المئات من المنحوتات والتماثيل والأواني والمدافن الأثرية الضخمة . بالنسبه للعبادات والآلهة كان لهم شغف كبير ببناء المعابد ودور العبادة والعناية بالقبور بشكل كبير وواضح وكانت آلهتهم ومعبوداتهم كثيرة العدد، تقارب الثلاثين على رأسها المعبود الأعلى بل " الإله بل التدمري " الذي يظهر في المنحوتات التدمرية بشكل كبير، فأكثر الآلهة التدمرية تصور معه حسب المناسبات لكنه أكثر ما يمثل مع قرينته بلتى ويرحبول ، حيث كان الثلاثي " بل, يرحبول ,أغلبول " يتمتع بأكثر شعبية في مملكة تدمر , بالرغم من انتشار المسيحيه و فروعها في تلك الفتره إلا أن تدمر حافظت على آلهتا , لكن كان هنا عداء حقيقي بين مملكة تدمر و اليهوديه , " كما كان الحال بالنسبه لمملكة الأنباط سابقا " كل ما يذكر عن أن جوليا أوريليا زنوبيا كانت يهوديه هو كلام لا مصداقية له أيا كان مصدره لأن أثناسيوس الإسكندرية ذكر بأنها "أحد التابعين لليهودية من بول الساموساطي"، لكن العداء الذي كانت تكنه لليهود يدحض كل هذه المقولات والذي من شأنه أن يفسر العلاقة المتوترة لها مع الحاخامات و هي بذاتها من أخضعتهم لها عندما توسعت مملكتها . المصدر

Teixidor, Javier (2005). A journey to Palmyra: collected

ذكرنا سابقا ان القيصر أوريليانوا كان بدأ بالأعداد إلى إعادة سيطرته على سوريا الطبيعيه , كان قد بدأ بجمع كل أعداء زنوبيا من كافة المناطق و سنترجم لكم حرفيا ما وجدناه في ثلاث مراجع و كيف سقطت مملكة تدمر " بعد أن تعرض القيصر أورليانو للأصابه في حصاره لمدينه تدمر قدم للملكه جوليا أوريليا زنوبيا عرض بقائها على رأس المملكه بشرط أن تعترف بخضوعها إلى روما و تدفع الضرائب التي تفرض عليها , رفضت جوليا أوريليا العرض و طردت مبعوث القيصر بعد أن أهانته , لم يجد القيصر أوريليانوا حل إلا من خلال شرائه لقبائل البدو و اليهود لمساعدته في القضاء على مملكة تدمر فكان ذلك و دفع لهم الأموال قبل الهجوم النهائي على مملكة تدمر و كان الهجوم و سقطت مملكة تدمر و سيقت جوليا أوريليا زنوبيا الى روما بسلاسل من ذهب " , " هذه القبائل أصبحت جزء هام من الجيش الأمبرطوري الروماني " المصادر

Zenobia. Il sogno di una regina d'Oriente , Catalogo Electa della mostra di Palazzo Bricherasio a Torino (2002) ISBN 8843598430

Andreas Alföldi, Le invasioni delle popolazioni stanziali, dal Reno al Mar Nero, in «Storia del mondo antico», vol. IX, 1999, pp. 450-477

Andreas Alföldi, La crisi dell'impero (249-270 d.C.), in «Storia del mondo antico», vol. IX, 1999, pp. 478-550

Harold Mattingly, La ripresa dell'impero, in «Storia del mondo antico», vol. IX, 1999, pp. 599-655

اليس هذا ما يحصل اليوم أيها السوريون !!! الملكة السوريه جوليا أوريليا زنوبيا رفضت أن تبقى ملكه تابعة للأمم مع انها لم تولد في سوريا لكنها أصبحت سورية بالأنتماء و الولاء لهذه الأرض هذا هو التفاعل الأفقي و العامودي الذي تكلم عنه حضرة الزعيم و الذي يكون المجتمع الواحد و ليس توزيع الحصص و المناصب و الغنائم من أجل إبقاء المجتمع متفكك .


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه