شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-02-26 |
الزعيم ... ومقالات " رأي النهضة " |
جهد سعاده للحصول على رخصة لجريدة "النهضة"، بعدما استطاع بمرونته السياسية أن يقيم نوعاً من الهدنة مع الحكومة اللبنانية صيف العام 1937. وكانت آنذاك جريدة يومية.
صدر أول عدد منها بتاريخ 14/10/1937، وتوقفت عن الصدور " الى أجل غير مسمى " في 14/5/1938 بمرسوم صادر عن رئيس الجمهورية، بحجة "الإخلال بالأمن والنظام العامين"، وبالتالي انتهاء الهدنة.
صدر منها 163 عدداً خلال هذه الفترة. وتعرضت خلالها للتعطيل عدة مرات. فكان يُستعاض عنها بجريدة "الشمس" لكمال الغريب، كما يروي جبران جريج في كتابه "الجعبة" (الجزء 3، الصفحات 373-390، والجزء الرابع الصفحات 55-68). وكان هو المسؤول الإداري والمالي فيها.
وكان فريد مبارك رئيساً للتحرير، يعاونه أحمد دمشقية، وفؤاد سليمان ناموساً للتحرير. أما المحررون فكانوا: يوسف الخال وجورج عبد المسيح، كما كتب فيها كل من جورج حكيم، فخري معلوف – كان آنذاك عميداً للإذاعة – معروف صعب، يوسف الصوراتي، فرح جبران، د. ميشال بولس، عبد الله الاسطواني (دمشق) وأسد الأشقر. أما الأقلام النسائية فمنها: أدال صعب وإميلي حلبي و...
ويضيف جهاد العقل في كتابه عن الصحافة القومية كلاً من رشدي المعلوف ومصطفى فروخ وعبد الله قبرصي. ويذكر الأخير في مذكراته (جزء أول) أن ثلاثة حملوا أعباء النهضة: فريد مبارك وفؤاد سليمان ويوسف الخال.
ويقول جريج، أن الزعيم كان يأتي إلى مكاتب الجريدة لكتابة مقالاته فيها.
كان سعاده، خلال فترة صدور الجريدة، يعاني من مرض من جراء السجون المتتالية، والتعب والإرهاق الذي كان يصيبه من جراء تـنقية الحزب من الفاسدين الذين كانوا يتسلقون المسؤوليات الحزبية خلال فترات سجنه. كما أنه كان يصرف وقتاً لتدريب مسؤولين على إدارة الفروع الحزبية والمسؤوليات المركزية. إضافة إلى متابعة طباعة كتاب "نشوء الأمم"، وكتابة رسائل إلى المسؤولين وإعطاء التوجيهات السياسية والإدارية و... ومتابعة أعمال الجريدة الحديثة العهد وتحرير بعض مقالاتها...
ويذكر سعاده في رسالة إلى ادويك جريديني (6 يناير 1938) أنه لم يكن لديه مساعدين، ويصف لها معاناته من كثرة الأعمال الحزبية المرهقة واضطراره لمتابعة كل الأمور الصغيرة و"التافهة منها" وشدة مرضه أحياناً مما كان يضطره للصعود إلى الجبل لعدة أيام طلباً للراحة وبالتالي الغياب عن مركز الحزب ومكاتب الجريدة.
مناسبة هذا الحديث. هو صدور كتاب جديد للرفيق والصديق جان داية حول مقالات الزعيم في جريدة النهضة اليومية. وتبنيه لفكرة أن ما يزيد عن 200 مقالة مجهولة هي للزعيم وذلك اعتماداً على ما ورد في رسالتين إلى حبيبة سعاده الأولى ادويك جريديني، والتي صدرت في كتاب عام 1997 احتوى على 18 رسالة (رسائل حب).
اعتمد داية على ما ورد في الأولى منها (2/10/1937): "أبشّرك بأننا نجحنا بالحصول على تصديق الرخصة لجريدة "النهضة"... وسأكتب فيها مقالتين كل يوم، مقال السياسة الخارجية والمقال الأول تحت عنوان "رأي النهضة"... وسأرسل لك أعدادها".
وفي الثانية (24/10/1937) يكتب سعاده: "... وزاد المتطلب مني (إرهاق إضافي – الكلام لنا) صدور الجريدة، فقد حررت معظم العدد الأول، والعدد الرابع، وإني أكتب لها كل يوم مقالين، الواحد في السياسة الخارجية، والثاني هو المقال الأول، تحت "رأي النهضة ... "
اعتماداً على هاتين الفقرتين من رسالتين للزعيم، قرّر العزيز جان أن سعاده عندما يعد يفِ بوعده. وأنه كتب "مقالتين" في جريدة "النهضة" – في العدد الرابع أكثر – طيلة فترة صدورها؟! دون الأخذ بعين الاعتبار لكامل مضمون رسائل سعاده الـ 18 إلى إدويك، والحافلة بشكواه من كثرة مشاغله وهمومه السياسية والحزبية، ومرضه وقلة مساعديه، والفساد داخل مؤسسات الحزب. إضافة إلى عملية تعطيل الجريدة الذي كان يحصل مراراً بسبب غموض موقف الحكومة والانتظار لاستتباب الأمور (ص 129 من رسائله إلى إدويك)، مما يضطر سعاده للتدخل، والطلب إلى المسؤولين متابعة العمل لإعادة إصدار الجريدة.
وفيما يلي عرض لمتاعب سعاده خلال فترة صدور الجريدة، تبعاً لما ورد في كتاب "رسائل حب" المتضمنة رسائله إلى حبيبته إدويك: 1- مرضه: الذي كان يتسبب في غيابه عن مكاتب الجريدة، اعتماداً على ما سبق وأورده جريج عن أن سعاده كان يكتب مقالاته في مكاتبها. أ - "سأقضي بضعة أيام في الشوير ترويحاً للنفس وتجديداً لبعض القوة المستهلكة". من رسالته الأولى ص. 25 (2/10/1937) أي قبل صدور الجريدة بأيام. ب- "إني أكتب إليك اليوم من الشوير التي عدت إليها مساء أمس بعدما أتممت كل ما في مقدوري فعله... تسألين عن صحتي والذي أراه أني قد أصبحت في حاجة إلى السؤال عنها أنا نفسي. لقد أهملتها وأجهدتها وأسأت إليها ولم أجتهد في تحصينها وحمايتها... لقد قال لي صديقي الدكتور نسيب... إن تحميل الأعصاب أعباء عظيمة وتركها بدون فرصة للتجديد قد يؤدي إلى شيء يشبه سيل العرم. وأظن أني أحتاج الآن إلى راحة أسبوع أو أسبوعين وبعض العناية والمساعدة المعتدلة. وأرجو أن لا يحصل ما يمنعني من ذلك ابتداء من بعد غد..." من رسالته الثانية (24/10/1937). ج- "أنا الآن في مكتبي في إدارة الحزب... (عودته إلى بيروت) (من رسالته الثالثة 31/10/1937). د- "كتبت إليك في رسالتيّ السابقتين أن صحتي كانت قد قاربت الاعتلال بسبب الجهد المبذول بدون انقطاع طوال أربع سنين لم أعرف فيها فرصة ولا هدنة ولا اعتدالاً في العيش مع ما تخلل ذلك من سجن وتعذيب. ولكن الأمر ليس سوى تعب أعصاب يزول بفرصة للراحة..." من رسالته الرابعة (7/11/1937). هـ- يكتب سعاده لها أنه "... في بيت مري حيث أقضي بضعة أيام في طلب الراحة من عناء العمل القاسي (ص. 65)... غداً صباحاً أنزل إلى بيروت (ص. 70) ... هبطت بيروت صباح اليوم ومعي هذا الكتاب (رسالة جديدة لها)..." (ص. 71) (من رسالته السابعة 26/11/1937). • مما يعني أن الزعيم كان يكتب رسائله لها في الجبل ويأتي بها إلى بيروت لإرسالها بالبريد لاحقاً. وأعتقد أن هذا الأمر ينطبق على مقالاته للجريدة إذا كان يفعل. خلال فترات تواجده في الجبل. و- "... أتحمّل آلام أعصابي... والتأخر في صحتي..." (من رسالته 12/6/1938). ز- "... ولكن أوجاعاً عصبية انتابتني في كتفي وذراعي... وكنت كل الوقت متجلداً لا يشعر أحد بتعب أعصابي. ونمت عند منتصف الليل. (بعد لقائه بالأخوين فروخ في بيروت) وهذه صورة واحدة من صور حياتي التي تعرفين بعضها". (من رسالته 13-14/1/1938). ح- "... التعب الذي حلّ بي وعدم إعطائي فرصة للتغلب عليه... كانت الأيام الأخير، على رغم تعب أعصابي..." (من رسالته 15-24/1/1938). • هذا المرض "رافق" سعاده طوال حياته، كما ورد في رسائله إلى بعض المسؤولين في الحزب... مما كان يبعده عن العمل الحزبي ويضطره للابتعاد عن الجريدة وبالتالي عدم الكتابة اليومية لها!؟ وحصل هذا الأمر أيضاً خلال فترة اغترابه القسري.
2- مشاغلة ومشاكله: ابدأ بالعرض ابتداء من صدور الجريدة في 14/10/1937: أ - "... "إني أكتب إليك اليوم من الشوير التي عدت إليها مساء أمس بعدما أتممت كل ما في مقدوري فعله لإنقاذ موقف الحزب من الانتخابات التي تجري اليوم وغداً. وقد استغرق ما تطلبته الحالة من جهود كل دقيقة من حياتي..." (رسالة 2). ب- "المسألة التي أمامي الآن هي محو الدعاوى التي كانت مقامة علينا وتثبيت داخلية الحزب والحصول على رخصة بالعمل..." (رسالة 3). ج- "... قد قاربت الاعتلال بسبب الجهد المبذول بدون انقطاع طوال أربع سنين لم أعرف فيها فرصة ولا هدنة ولا اعتدالاً في العيش مع ما تخلل ذلك من سجن وتعذيب..." (رسالة 4). د- "... إننا قد اجتزنا أعظم أزمة مرت بالحزب حتى اليوم. فإن ما تعرض له الحزب بمناسبة الانتخابات كان شيئاً لم يكن لأمتنا أن اختبرت مثله في العصور المتأخرة... ولكن الحزب قد وقف موقفاً مسالماً، لأنه يحتاج إلى هدنة يتمكن خلالها من إحياء نشاطه..." (رسالة 5). هـ- "... فقد فعلت حتى الآن ما يندر أن يفعله بشر فرد في مثل ظروفي وظروف أمتي. وتمكنت بشق النفس، من التغلب على صعوبات جمّة ورد كيد الخصوم العديدين بوسائل قليلة جداً... الحزب يزداد رسوخاً وانتشاراً، لأنه مع الانتشار تكثر حوادث الاصطدام مع الرجعيين ومؤسساتهم... وأرى الشِباك التي تُحاك حولنا في الداخل والخارج. فيجب أن أقطع هذه الخيوط وأحبط الدسائس وأجد المنفذ الأمين لقضية الحزب. ... لا بد لي من تغيير العمل الممل في نطاق ضيق وفتح آفاق جديدة والوقوف على أمور ضرورية للقضية ومن إيجاد الممكنات المستمرة لحياتنا وعملنا". (رسالة 6). و- "... كنت منهمكاً جداً هذا الأسبوع بمناسبة حلّ الأحزاب "اللبنانية" والحوادث الناتجة عنها..." (رسالة 8). ز- "... ولما كانت الحياة السياسية تسير بسرعة شديدة في هذه الظروف التي تتسابق فيها الدول إلى التسلح... والاستعداد لحرب كبيرة عامة ساحقة يجري بسرعة..." (رسالة 10). ح- "... نوع حياتي والمجهود العظيم الذي أبذله منفرداً... لذلك فالمطلوب مني لا يقتصر على التفكير في مجموع العمل واتجاهه الأساسي وخطوطه الكبرى، بل يتناول أيضاً الاهتمام بالمسائل الفرعية والجزئيات، حتى الدقيقة جداً أو التافهة منها. ... ولم أتمكن من التملص من الأشغال العارضة في الأسبوع الماضي، ومن جملتها حضور جلسة محكمة بداية الجزاء في بعبدا الدعوى المقامة عليَّ من قبل الحق العام... وكانت الجلسة صباح يوم الجمعة وانتهت بإعلان براءتي. وكان عليَّ أيضاً أن أكتب رسالة إلى السوريين المهاجرين كان مكتب عبر الحدود قد سألني في صددها، وكنت أؤجل إلى أن صار التأجيل علة... مع وجود أمور مستعجلة ملحة" (رسالة 12). ط- "تأخير سفري... لأن الحزب يحتاج إلى تثبيت مؤسساته والأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم في غيابي الطويل..." (رسالة 14). ي- "... وكانت الأيام الأخيرة، على رغم تعب أعصابي، مفعمة بالشواغل السياسية من داخلية وخارجية. فإن التضعضع الواسع النطاق الذي حلَّ بالحزب من جراء الاضطهادات المتوالية، وبعدي عن الإدارة مدة سنة ونيف، سارت فيها الأمور كما أرغب وكما لا أرغب، أوجب القيام بعمل واسع وخطة طويلة لإعادة الحزب إلى تقاليده والقبض على أعنة الأمور وكبح جماح من استيقظت أنانياتهم لتطغى على العقيدة والنظام والعودة إلى الأعمال الإنشائية والفكرية، ووضع قواعد المؤسسات العديدة... وتطهير الحزب من المفسدين والجواسيس الذين انتهزوا فرصة تغيبي في السجن وانهماكي بالأمور السياسية المستعجلة، فانبثوا في الدوائر غير المضبوطة وأطلقوا أيديهم في الأوراق والوثائق وابتدأوا ينشئون شباكاً تجاهلت أمرها إلى أن انتهت المعركة السياسية ثم تفرغت لهم فأخذت في إقصائهم واحداً واحداً... وإن من الأمور التوجيهية التي أقوم بها حضوري اجتماعات "الندوة الثقافية"... ثم يجري نقاش... وفي الأخير أقول كلمتي في المحاضرة والموضوع... وبهذه الصورة أعطي توجيهات سياسية واجتماعية واقتصادية لعدد من المثقفين من طلاب ومعلمين ودارسين. وأحضر مرة في الأسبوع، اجتماعات الفرع السري الذي أنشأته مؤخراً... والآن أهتم بتنظيم الفرع النسائي... وفضلاً عن ذلك فهناك أوراقي المتراكمة القديمة التي لم أحظ بناموس يتمكن من تصنيفها وضبطها لي، فاضطررت إلى القيام بهذا العمل بنفسي... اضطر للإجابة على الرسائل الإدارية والحزبية من كل نوع بنفسي فضلاً عن الرسائل الشخصية وقراءة الصحف وتصريف الشؤون الحزبية... وقد اهتممت مؤخراً لقضية الكاتبة "مي".. فخابرت أصدقائي في دوائر القضاء وقابلت رئيس الغرفة السياسية في المفوضية الفرنسية..." (رسالة 15). ك- "... إني منصرف هذه الأيام إلى إعداد خطاب طويل استعرض فيه حياة الحزب وظروف نشأته واختباراته الداخلية والخارجية والسياسية التي اتبعها وموقفه من السياسة الداخلية والسياسة الانترنسيونية. ... قد فعلت جهدي للسير بالحزب على سياسة سلمية للانصراف إلى الأعمال الثقافية والإنشائية وسأبذل جهدي للمحافظة على هذه السياسة ما أمكن، لأننا بحاجة لوقت نرمم فيه ما تهدّم من المعنوية العامة واستعادة الثقة بالنجاح القريب التي كان الحزب قد فقد معظمها أثناء وجودي في السجن وقيام أفراد على إدارته ليسوا أهلاً لإعطاء القدوة في الشجاعة والإيمان ورباطة الجأش. ... إن محكمة بعبدا قد عيَّنت... موعداً للنظر في حادث بكفيا التاريخي... وسأتصل اليوم برئيس الوزارة لمعرفة القصد من فتح هذه الدعوى..." (رسالة 16). ل- "... إن تفكيري يتناول الآن قضايا واسعة وشؤوناً دقيقة خطيرة تتعلق بمئات القضايا المتشابكة... سأصعد قريباً إلى بيت مري للتفرغ لخطابي الذي سألقيه في أول مارس وللتفكير..." (رسالة 17). • في أول آذار 1938 وضع سعاده خطاباً طويلاً، وقد صدر آنذاك بكراس خاص بالمناسبة. م- "... وقد صرفت بعض الوقت آنئذ في بيت مري، ثم دعتني المطاليب السياسية إلى بيروت... فجرى بي تيار السياسة شوطاً بعيداً، وأنا أشتغل وأقوم بما يطلب مني بدون مساعد، فلا ناموس يصنِّف لي أوراقي أو يكتب بعض الرسائل وينسخها، والأشغال كثيرة وملحة... انتهى بي التعب... فصعدت على الأثر إلى بيت مري حيث أنا أحاول الترويح عن النفس والتفرغ لبعض الأعمال الكتابية، خصوصاً وقد باشرت طبع كتابي "نشوء الأمم".." (رسالة 18).
3- الرحلة إلى المغتربات السورية: يؤكد سعاده في كل رسائله لادويك على ضرورة رحلته إلى المغتربات لزيارة المغتربين السوريين وإنشاء فروع للحزب، ولدعم خطط الحزب السياسية والمالية. وإنه يجرى التحضيرات والاتصالات اللازمة. وإنه سيكون وحده، ويُفضّل أن ترافقه في تجواله على أوروبة والأميركتين. وذلك اعتباراً من رسالته الثالثة (31/10/1937) حتى رسالته السابعة عشرة (5/2/1938).
4- اهتمامه بمتابعة جريدة "النهضة" والكتابة فيها، تباعاً كما وردت في الرسائل: - الأولى: الحصول على رخصة لجريدة "النهضة"، وإنه سيكتب فيها كل يوم مقالين. واحد في السياسة الخارجية وآخر تحت باب "رأي النهضة" (ص. 25 – 2/10/1937). - الثانية: يقول الزعيم أنه حرّر معظم العدد الأول منها والعدد الرابع (في العدد الأول حديث حول الكيان اللبناني (14/10/1937) وفي عدد (24/10/1937) (مقالة "تشبيه" ص. 33). - الثالثة: "وعليَّ واجبات نحو الجريدة لا بدّ من القيام بها اليوم... أرسلت إليك الأعداد الأولى من النهضة بنفسي فعسى أنك سررت بها وارتحت إليها. إنها تحتاج إلى تحسين وتكميل ولا بد لهذا الأمر من وقت". (31/10/1937). • الزعيم يرسل لها الجريدة بنفسه أي أنه لا يعتمد على أحد بذلك. وبما أنها تحتاج إلى تحسين و... فهو يفكر حتماً بمحررين كفؤ عبر تدريب بعض الرفقاء الصحفيين وأمور أخرى لذلك كان يحضر اجتماعات هيئة التحرير الأسبوعية. - الخامسة: "... بمناسبة الانتخابات... وقد حلّلت تحت "رأي النهضة" بعض التجارب التي مرت بنا، وقد تكونين اطلعت عليها في الجريدة... حول التصادم بالرأي بشأن العراق... أجبت في مقالات تحت "رأي النهضة" على الذين يظنون الحزب وسيلة من وسائل الاستغلال". (12/11/1937) - العاشرة: "عسى أن تكون سرّتك المقالات تحت "رأي النهضة" بعنوان "قضية الأحزاب الببغائية" فهذه كان لها وقع كبير في الأوساط هنا. وسأباشر الرد على خطاب البطريرك الماروني الذي هاجم فيه الحزب... وتجدين نصّه في بعض الأعداد". (17/12/1937). - الحادية عشرة: "وقد فرغت أمس من الرد على خطاب البطريرك عريضة. وقد كان لهذا الرد دويُّ كبير في الأوساط الشعبية والحكومية..." (24/12/1937). - الثانية عشرة: يكرر الزعيم فيها كتابته عن الأحزاب الببغائية والرد على البطريرك عريضة. ويتابع "وكان عليَّ أيضاً أن أكتب رسالة إلى السوريين المهاجرين... وأكتب النداء الذي نشرته النهضة في عددها 67 الصادر في 4 الجاري... وجوابي على سؤال جريدة الجمهور: "لو لم تكن نفسك فمن تود أن تكون؟" وقد أعادت نشره النهضة" (6/1/1938). - الخامسة عشرة: "... وقد اهتممت مؤخراً لقضية الكاتبة "مي"... ثم كتبت المقالة الأولى عنها في "النهضة"... (24/1/1938). • واضح مما سبق ذكره في هذه الفقرة، أن سعاده يطلع ادويك على ما كتبه تحت باب "رأي النهضة" ووقعِ كتاباته على الناس. مما يعني أنه فَهْرَسَ قسماً من كتاباته في هذا الباب برسائله إليها خلال الفترة الواقعة بين 2/10/1937 و24/1/1938، التي تحوي إشارة إلى مقالاته في النهضة، مقالاً بعد مقال، مما يعني أنه كان يشير إلى كل مقالاته التي هي من نسيج قلمه. فهو يضعها في قلب مقالاته، وبالتالي يعددها... ولم يكن يشير إلى مقالاته في السياسة الخارجية ربما لصغر سنها.
5- اعتنائه بتدريب المحررين في الجريدة يقول الزعيم في الرسالة الخامسة عشرة (صفحة 121): "وأحضر مرة في الأسبوع، اجتماعات اللجنة التحريرية في الجريدة فأحاضر فيها أحياناً وأعطي المحررين دروساً في الفن الصحافي وفي المبادئ السياسية". • وذلك لخلق جسم صحافي (قومي) يمكن بعد تدريبه أن يقوم بالعمل بنجاح ليتفرغ هو للأعمال الكبرى.
6- "رأي النهضة" بأقلام رفقاء محررين في الجريدة: أ - يأتي سعاده في الرسالة الثالثة عشرة (14/1/1938) على ذكر أن بعض الكتّاب القوميين كانوا يكتبون تحت هذا الباب. يقول: "... نهضت صباح البارح وتناولت عدد "النهضة" الأخير وأنا بعد في السرير وقرأت تحت "رأي النهضة" تعليق المحرر على بيان رئيس الوزارة الشامية في صدد التأكيدات التي قدمها لفرنسة في باريس، فرأيت في هذا التعليق خروجاً على الخطة المرسومة قد يعرض الجريدة والحزب لعراك سياسي عنيف مستعجل لسنا الآن متأهبين لدخوله... وتوجهت... إلى إدارة النهضة فحاسبت الكاتب على ما أتاه وأنَّبت المحررين كلهم... وأنَّبت وكيل عميد الإذاعة لتهاونه في هذا الأمر الخطير الذي قد يولد مشاكل سياسية نحن في غنى عنها في هذا الطور الإنشائي". • مما يعني أن وكيل عميد الإذاعة كان مشرفاً على التحرير. ب- ويذكر جبران جريج في الجعبة (جزء 4 ص 55-68) أن يوسف الخال كان يكتب تحت "رأي النهضة": كتب مرة مقالة "من يوسف الخال إلى النائب الرسول مسيو غرات" وقد أنّبه سعاده على هذه المقالة. كما كتب مقالة أخرى سببت غيظ الزعيم. إذ بعدما شرح له الزعيم كيفية كتابة المقالة... فأخطأ يوسف بترجمة أفكار الزعيم حول إعداد المفوضية الفرنسية مشروعاً سياسياً لضم منطقة العلويين إلى لبنان... • يُحسن التذكير هنا أن جريج كان مسؤولاً عن إدارة الجريدة... ج- ويكتب جورج عبد المسيح في كتابه "أيام قومية من عماطور إلى الإسكندرون" ابتداء من الصفحة 96 عن أن "النهضة" كانت تحت إشراف عميد الإذاعة فخري معلوف، وأن عبد المسيح كان وكيلاً للعميد "... وبهذا كنت عملياً – والكلام للوكيل – عميد الإذاعة لانصراف الدكتور معلوف إلى أعماله الكثيرة في الجامعة، ولقلة اختباره في الشؤون العملية في الحركة... ولكن الأمور العملية كانت من نصيبي ولذلك كنت المشرف الأعلى على التحرير من وجهتيه السياسية والإذاعية... وبهذا كان عليّ أن أحرِّر باب "رأي النهضة" وأن أراقب المقالات الواردة و...". • من كل ما سلف في هذه الفقرة، يمكن القول أن الزعيم لم يكن الوحيد الذي يكتب تحت باب "رأي النهضة" وإنما كان بعض الكتّاب أو المحررين يتناوبون الكتابة فيه وفقاً لتعليمات الزعيم...
7- ضغط العمل كان يُبعد سعاده عن الجريدة: في الرسالة الخامسة عشرة (24/1/1938) صفحة 119، يأتي سعاده على ذكر تضعضع الحزب من جراء انشغاله بالأعمال السياسية وبُعده "عن الإدارة مدة سنة ونيّف، سارت فيها الأمور كما أرغب وكما لا أرغب، أوجب القيام بعمل واسع وخطة طويلة لإعادة الحزب إلى تقاليده... والعودة إلى الأعمال الإنشائية والفكرية، ووضع قواعد المؤسسات العديدة التي أهمل أمرها كل هذا الوقت الطويل... ومؤسسات الإذاعة "كالندوة الثقافية" و"النهضة" و...". • هذا الكلام واضح للزعيم أنه "أهمل" الجريدة "لوقت طويل"... وذلك نتيجة ظروف حياته الحزبية الضاغطة.
مما تقدم، واعتماداً على ما ورد في كتاب "رسائل حب" الذي اعتمده جان كمرجع وحيد لإصدار كتابه "الجديد"، أورد ما يلي: 1- لماذا لم يتم الكشف عن كامل مقالات الزعيم في "النهضة" من قبل معاصريه؟ مع العلم أن اللجنة التي أشرفت على جمع آثار سعاده منذ بداية السبعينات، قد شاورت الرفقاء الذين عملوا في الجريدة وكانوا ما زالوا على قيد الحياة. وقد استفادت اللجنة التي أشرفت على جمع "الآثار الكاملة" من هذا الأمر! على حدِّ علمي. هذا بغض النظر عما شابها من العيوب العديدة،... لن أدخل في تفاصيلها...
2- صدر كتاب "رسائل حب" عام 1997.
3- صدرت "الأعمال الكاملة" للزعيم عن مؤسسة سعاده عام 2001. وقد اعتمدت لجنة "الأعمال" منهجاً علمياً وعلى قواعد وأصول في التوثيق والمتابعة الدقيقة لكل كتابات الزعيم التي كانت قد صدرت حينها، ومنها رسائل الزعيم إلى ادويك، إضافة إلى رسائل أخرى و... قد ساهم في هذا العمل مجموعة ثقاة وخبراء في فكر سعاده وكتاباته، وجرت مراجعات عديدة مع رفقاء قدامى عاصروا الزعيم. واستمر العمل التوثيقي أكثر من 8 سنوات. بعدما تمّ اعتماد معايير علمية جرى وضعها بعد سلسلة لقاءات مع رفقاء اختصاصيين وأكاديميين و... ورغم ذلك شاب "الأعمال" بعض الثغرات الطفيفة. أقول ذلك، بناء على ما لمسته أنا شخصياً من متابعة دؤوبة من قبل اللجنة العاملة ومن التواصل مع العديد من الرفقاء القدامى، ومن اجتماعات عديدة مع عدد كبير من المهتمين... حتى رأت "الأعمال الكاملة" النور عام 2001.
4- سبق أن عمل عدد كبير من الرفقاء على جمع تراث سعاده في الوطن وعبر الحدود، قبل صدور "الأعمال" وبعدها... كان جديراً بالعزيز جان أن يأخذ رأيها مثال: رسائل إلى نعمان ضو، رسائل إلى ضياء و... و...
5- إن الصديق جان اعتمد فقط على: أ - مضمون الرسالتين الموجهتين إلى إدويك من قبل الزعيم. ب- تجواله على بعض الرفقاء المثقفين، ولكن غير المختصين في كتابات سعاده، فقد التقيت صدفة بأحدهم ، وقال لي أنه لم يجزم مئة بالمئة أن ما عُرض عليه هو للزعيم. وآخر قرأت له مقالة في جريدة "النهضة" الصادرة في دمشق اليوم حول "وحدة المجتمع" بتاريخ 15/12/2014، يغلب عليها التشويش وأفكارها مفككة وغاب عن كاتبها جلاء فكرة الأمة عند سعاده.
6- إن هكذا عمل (مقالات الزعيم) يحتاج إلى لجنة متخصصة، تلتقي في اجتماعات متتابعة... لا أخذ رأي رفقاء كلٌّ بمفرده. ما هو مطلوب في هذا الشأن أصحاب "إجازات" في الفكر القومي الاجتماعي.
7- بكل أسف، إن الذين عايشوا صدور الجريدة، قد غابوا جميعاً: فؤاد سليمان، يوسف الخال، جورج عبد المسيح وجبران جريج... والذين لم يُشر أحد منهم إلى كتابة سعاده كل مقالات "رأي النهضة"، وسبق الإشارة إلى كتابة الأخيرين (عبد المسيح وجريج).
8- أقول ذلك، لأن مقدمة كتاب جان لم تفك عقدة كل هذه الأسئلة، كما لم تقنع عدداً كبيراً من المهتمين بإرث سعاده.
9- من مراجعة أعمال جان التراثية والحزبية... لا يظهر من خلالها أنه مصدر ذو خبرة في هذا الشأن الدقيق.
10- لذلك، أعتقد أن جان قد تسرَّع بإسناد 238 مقالة في " رأي النهضة " لسعاده.
11- لقد غاب عن جان مضمون مجمل رسائل سعاده إلى ادويك: أ - انهماك سعاده الدائب خلال فترة صدور الجريدة، وبعد خروجه من سجنه الثالث، وعمله المستمر لتنقية الحزب من الفاسدين، ومتابعاته للأعمال الثقافية والإذاعية الأخرى، ولإعادة تثبيت مؤسسات الحزب، وانشغاله بالهموم السياسية الداخلية والخارجية، وقلة مساعديه. ب- إنه كان يحضر اجتماعات التحرير، ويدرِّب المحررين على الفن الصحافي والسياسي، ليتسنى له الاعتماد عليهم والتفرغ للعمل السياسي، وبناء مسؤولين مؤهلين قادرين على تحمل المسؤوليات الحزبية في غيابه في رحلته كما يشير إلى ذلك في رسالته السادسة (ص. 59). لأنه يستعجل ليصبح الحزب "قوياً صالحاً للقبض على ناصية الاتجاه القومي...".
12- قول سعاده أنه "أهمل" الجريدة، لعدم وجود مساعدين على مستوى المسؤولية. فقد كان يفتش "بالسراج والفتيلة" – كما يقال – عن إمكانيات لديها خبرات ومؤهلات علمية... ولما لم يجد باشر أعمال "الندوة الثقافية" عام 1937.
13- بدعوة من مجلة تحولات، أقيم حوار مع العزيز جان حول الكتاب (8/10/2014). حضره عدد من الرفقاء. أدليت بالقليل مما عندي من ملاحظات حول الكتاب، لإعطاء الفرصة لآخرين لطرح آرائهم. ولكني لم ألق جواباً شافياً على ما طرحته على الإطلاق. وكانت أجوبة عامة ولم تكن رداً مباشراً على الأسئلة التي طرحتها؟! فمثلاً، أجاب على سؤالي أن سعاده قال في رسائله أنه سيقصد الجبل عدة مرات للراحة، وفي هذه الحال كيف سيرسل مقالاته اليومية إلى "النهضة". فأجاب، وقد ذهلت لجوابه، أنه أيضاً عندما كان مريضاً استقبل الأخوين فروخ في بيروت؟! وطرحت أيضاً أن سعاده لا يمكن أن يكتب مقالة تحت عنوان "سيدة قومية تتكلم عن المرأة القومية" لأن سعاده لا يختبئ خلف "حجاب" امرأة؟ وإنه كان يكتب مباشرة عنواناً مختصراً "إلى السوريات"؟.. فأجاب أن سعاده كان يكتب بأسماء عديدة! • هذا فضلاً عن أن هذه المقالة ضعيفة معنى ومبنى! 14- يوضح سعاده، أننا حركة فكرية. وفي محاضرته الأولى في الندوة الثقافية في كانون الثاني 1948 يقول: "أن الثقافة عمل طويل لا يمكن أن يتم برسالة أو كتاب واحد". وقد كتب سعاده مراراً وتكراراً عن المؤهلين وأصحاب الاختصاص في رسائله إلى المسؤولين. وكان قد كتب إلى هشام شرابي (23/8/1948) يطلب منه العودة إلى الوطن بقوله: "... إني أفضل اكتفاءك من التخصص في العموميات بما وصلت إليه لتنصرف إلى التخصص في فلسفتنا وقيمنا والعمل في ثقافتنا. فمجموعنا القومي الاجتماعي في أشد الحاجة إلى المتخصصين في عقيدته..."، وكان سبق أن قال له: "... تقسيم العمل بين اختصاصيين هو ما كان من جملة قواعد التنظيم الحزبي الذي وضعت تشاريعها". ونشير في هذا المجال، إلى أن سعاده كان قد وضع مرسوم لجنة النقد العقائدي عام 1947 التي تُؤلف "من المجازين في فهم الأصول العقائدية القومية الاجتماعية.." (المادة 3). ولم يجرِ عرض الكتاب على لجنة مختصة وعلى حدِّ علمي أنه لم يصدر لرفيقنا جان أية دراسة في الفكر القومي الاجتماعي... ذلك أن معظم كتبه هي في التراث الحزبي والقومي بشكل عام – وتضم مكتبتي عدداً منها – مما لا يمكن الجزم معه أن جان قد أصاب الهدف في إصداره هذا الكتاب بالشكل الذي صدر به. وبالتالي، لا يمكن اعتبار الكتاب الأخير هو مقالات للزعيم. وإنما يمكن اعتباره جزءاً من التراث الحزبي والقومي العام كتبه عدَّة كُتّاب قوميين في جريدة النهضة آنذاك. ويمكن اعتباره مرجعاً وثائقياً على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لفترة الثلاثينات. وكفى... 15- جدير بالذكر هنا. أن أشير إلى اجتهاد جان في نبش التراث لعدد من مفكري النهضة وأدبائها: فخري معلوف، هشام شرابي، سعيد تقي الدين و... وهذه فضيلة كبيرة تخلَّف عنها "مثقفي" الحزب. فهو من هذه الناحية ساهم في جمع جزء من التراث القومي، والتراث السوري بشكل عام. 16- في الحقيقة، كنت أنتظر العديد من التعليقات على الكتاب ومضمون المقالات سلباً أو إيجاباً. لا سيما أن هذه المقالات كما سبق وأشرت إلى أنها تؤرخ لفترة الثلاثينات من تاريخ الحزب، وكان جان قد قام بنشر بعض هذه المقالات في جريدتي النهار والسفير في شهر آب المنصرم. ولكن بكل أسف، رفيق واحد سبق له الكتابة عن الكتاب. مما يعكس قلة الدارسين لفكر سعاده. ما يدفعنا للقول والعمل على إعادة العمل سريعاً بالندوة الثقافية التي وضع قانونها سعاده عام 1948. 17- إن عملية توثيق مقالات سعاده والتنقيب عن مقالاته ورسائله هو عمل فريق، أو مؤسسة، لا عمل فرد كائناً من كان. 18- أن ما أسماه جان في مقدمة الكتاب، بالمعايير، لا يمكن حسبانها كذلك. هكذا عمل تُوضع له معايير علمية من مختصين في وضع المعايير للكتابات والخطوط والوثائق و... 19- إن فريق العمل الذي أنتج "الأعمال الكاملة" للزعيم، قد عمل لمدة ثماني سنوات متتالية (1992-2000). وهذا الفريق تابع التواصل مع العديد من معاصري سعاده – خلال هذه الفترة – ومجموعة من المختصين. ورغم ذلك، كما سبق وقلت أنها تحمل بعض الثغرات الطفيفة. 20- لقد حرصت فيما سلف، على تسليط الضوء على حياة سعاده خلال هذه الفترة الوجيزة (صدور النهضة)، وأوضاعه وأعماله ومشاغله ومتاعبه وهمومه... بشكل يومي ما أمكن ذلك. 21- لم يجرِ أخذ ظروف حياة سعاده اليومية بالاعتبار لتقرير صوابية كتابته بشكل يومي "رأي النهضة". 22- إن هذه المقالات، لم تضف جديداً إلى فكر سعاده!؟ ويغلب على بعضها الضعف من عدة أوجه... ناهيك عن أنني لم أجد فيها جملاً معبرة وهادفة " عبارات ذهبية " كما في مختلف مقالات الزعيم باختصار مفقودة " لغة " سعاده فيها. 23- تضمنت " الاعمال الكاملة " كل المقالات التي اشار عليها في رسائله الى ادويك كما نجد في مقالات "الاعمال" اشارات الى مقالات اخرى للزعيم في " رأي النهضة ". 24- واضح ان المقالات التي تضمّنها كتاب جان، هي بمجملها لصحافيين مبتدئين في مهنة الصحافة " الصحافة القومية ".هؤلاء تلقوا دروساً في الفن الصحافي والسياسي على يد الزعيم خلال اجتماعاته الاسبوعية التي كان يحضرها في مكاتب الجريدة. 25- ما من شك ان العديد من القوميين حاولوا "تقليد" الزعيم في خطه وتعابيره وكلماته..... فأنا شخصياً استعمل عبارة "لا مشاحة" حين الحاجة. 26- واحياناً عديدة، كان سعاده وهو يشرح، يلتقط بعض الرفقاء الصحافيين كلماته لاستعمالها في مقالاتهم، كما فعل جبران مسوح اكثر من مرة. وقد أشار الزعيم الى ذلك في رسائله. 27- مامن شك، ان الزعيم في الفترة الانشائية للجريدة قد اعطاها وقتاً من العناية. ثم ترك الامور لهيئة التحرير ليعطيها فرصة للعمل والنجاح . لا سيما في ظروف حياته السالفة الذكر... انما كان يرفدها بالمقالات من وقت لآخر وفقاً للظروف السياسية. 28- باب " رأي النهضة " يتناول الشأن القومي اي مشاكل الامة على اختلافها. ولايمكن لسعاده ان يضع سلسلة مقالات جاهزة لدى ادارة التحرير لتنشر تباعاً. 29- تتناول الرسائل عرضاً مسهباً لمجمل شواغل وهموم سعاده خلال الفترة التأسيسية للحزب والجريدة ... مما يعني ان ضغط الحياة السياسية والحزبية والشخصية (المرضية) لا سيما انه سجن على ثلاث فترات، عبث خلالها الفاسدون والخونة في الحزب. وهو يشير في رسالته (12) " الى تأجيله الطويل لكتابة رسالة الى المهاجرين السوريين " بناء لطلب مكتب عبر الحدود". ويشير في رسالته (15) الى " انهماكه بالامور السياسية المستعجلة" كل ذلك الا يعيق كتابته اليومية للجريدة؟!! 30- لقد استهلكت جريدة "النهضة" – وعلى حد علمي الشخصي – وقتاً طويلاً من لجنة "الاعمال" التي بذلت جهوداً مميزة على هذا الصعيد للكشف عن مقالات الزعيم.... بغض النظر عن النتائج لاسيما تسديد البعض سهامه لهذا الانتاج. 31- اشارة الى ان جريدة "النهضة" قد جرى طبعها منذ أكثر من عقد من السنين في طباعة جديدة.وبالتالي هي موجودة لدى عدد كبير من الرفقاء. ويمكنهم العودة الى مقالات "رأي النهضة" للاطلاع على ال 238 مقالة "الضائعة". 32- لم يصدر أي قرار رسمي عن عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب حول الكتاب؟ • من كل ما تقدم ومع تقديري لأعمال جان الحزبية، أن هدفي هو إطلاق حوار ثقافي بين القوميين الاجتماعيين. فقد غاب الشأن الثقافي فيما بينهم. آملاً المشاركة في هذا الحوار الفكري حول سعاده وفكرِه النيّر. وأن أحث القوميين على الإنتاج الثقافي الذي يكاد يضمحل – هذه الأيام – لولا بعض ومضات في الـ 15 سنة الأخيرة، بصدور بعض الكتب الفكرية، وأنوه في هذا المجال بكتب المفكر القومي الاجتماعي الأمين هنري حاماتي، وكتاب الأمين الراحل الدكتور محمد معتوق "فلنجرب هذا الرجل"، آملاً جمع كل أعماله. كما أعمال كُتَّاب آخرين مروا في هذه النهضة لم تُجمع لتاريخه منها: للشهيد الدكتور أبو واجب و... وأكرر ذكر مأساة "نقل كل إنتاج الرفيق الفنان زكي ناصيف إلى "الجامعة الأميركية" بدلاً من ضم هذا الإرث إلى المكتبة القومية الاجتماعية. وتهتم لجنة بعقد ندوات ثقافية حول أعماله، وإقامة حفلات موسيقية. وقد أصدرت اللجنة مؤخراً كتاباً ضمّ بعض كتاباته ومقابلاته الصحافية. الثقافة والفنون الجميلة مصلحة عامة رئيسية (المرسوم الأول) وقانون الندوة الثقافية للزعيم... كل ذلك غائب عن البصر والبصيرة. لقد أهمل الحزب تاريخياً بناء كوادر ثقافية في شتى الميادين، وكأنما غاب عن بالنا أثر الثقافة العظيم في تاريخ شعبنا قديماً وحديثاً. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |