شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-07-18
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 10 و16 تموز 2016

نديم عبده

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.


اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة

إستمرار وإشتداد حملات بعض اليهود ضد دونالد ترامب

على الرغم من مواقف دونالد ترامب Donald Trump ، المرشح اتجمهوري للرئاسة الأميركية المتطرفة في تأييد للكيان اليهودي "إسرائيل"، فمن الواضح أن غالبية يهود الولايات المتحدة لا يحبونه، وبصورة خاصة اليهود دوي النزعة الليبرالية أو اليسارية. ومن أحدث الدلائل على ذلك أن القاضية اليهودية روث بادر غنيسبورغ Ruth Bader Ginsburg (وهي عضو في المحكمة العليا Supreme Court ، أعلى هيئة قضائية بالولايات المتحدة) صرحت في حديث تلفزيوني أنها لا تستطيع تخيل أن تكون أميركا برئاسة ترامب، وأنها قد تفكر بالهجرة إلى زيلاندا الجديدة في هذه الحالة.

ورد ترامب على هذا التصريح بأن طالبها بالإستقالة، في حين صدرت تعليقات عديدة منددة بهذا الموقف، حتى من جانب جهات هي معارضة لترامب بالأساس، وقد حمل شبه الإجماع هذا القاضية اليهودية على الإعراب عن أسفها، مع قولها بأن كلامها لم يكن مناسباً...

وفي سياق الإشكالات بين يهود أميركا وترامب، أعلن المرشخ اليهودي اليساري بيرني ساندرس Bernie Sanders ، (والذي كان بنافس هيلاري كلينتون Hillary Clinton للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة)، دعمه لهيلاري ضد المرشح الجمهوري، وذلك رغم جميع الحملات التي كان يشنها في السابق ضد منافسته والتي كانت تتركز على الصلة الوثيقة بين هذه الأخيرة وبين قطاع المال والأعمال في الولايات المتحدة. وقد حمل موقف ساندرس هذا العديد من أنصاره السابقين على الإعراب عن خيبتهم البالغة، في ما قال ترامب نفسه بأن هذا الموقف اليهودي اليساري متناقض تماماً مع سياسات ساندرس السابقة، ويمكن تشبيهه بالتناقض الفاضح الذي كان سيحصل لو أن حركة "إحتل وول ستريت" Occupy Wall Street أعربت عن دعمها للشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs ... مع التذكير هنا بأن حركة "إحتل وول ستريت" الشعبية الأميركية قامت بالأساس سنة 2011 للوقوف في وجه الأخطبوط المالي الإحتكاري، المتمثل بشركة غولدمان ساكس ذاتها بصورة خاصة... ومع التذكير هنا أيضاً بالصلة الوثيقة بين غولدمان ساكس وهيلاري كلينتون، ومن هنا فإن إشارة ترامب إلى غولدمان ساكس في هذا السياق لم تأتِ عرضاً لمجرد المصادفة، وإنما من أجل تذكير الناخبين بعلاقة هيلاري والحزب الديموقراطي عموماً بالقطاع المالي اليهودي...


إشكالات حول إختيار المرشح لنيابة الرئاسة الأميركية إلى جانب ترامب

أفادت الأنباء بأن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب Donald Trump قد إختار حاكم ولاية إنديانا مايك بينس Mike Pence ليكون نائبه في الإنتخابات الرئاسية. وبينس هذا هو من التيار المحافظ ضمن الحزب الجمهوري المعروف بحركة "حفلات الشاي" Tea Party movement، وكان نائباً في الكونغريس قبل أن يُنتخب حاكماً. وبينس على صلة جيدة باليهود وبـ"إسرائيل"، أسوة بالغالبية الساحقة من السياسيين التقليديين الأميركيين، وهو قام بزيارة لفلسطين المحتلة، كما أنه أعرب أكثر من مرة عن تأييده للسياسات العدوانية للكيان اليهودي.

على أنه وردت معلومات غير مؤكدة وإنما صادرة عن أوساط حسنة الإطلاع تفيد بأن الأثرياء اليهود المؤيدين لترامب مثل شيلدون أديلسون Sheldon Adelson أو جاريد كوشنير Jared Kushner ، صهر المرشح الجمهوري، ليسوا شديدي الحماس لبينس، وكانوا يفضلون رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش Newt Gingrich عليه، وأن هذا الأمر قد ينعكس سلباً على الوضع المالي لحملة ترامب... وسوف تتوضح الصورة أكثر لدى إنعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري لإختيار مرشحيه للرئاسة ونيابة الرئاسة، ذلك أن ثمة من يلمح إلى أن إختيار بينس ليس نهائياً، وأن العامل المالي – أي العامل اليهودي – سيكون بالغ الأهمية في هذا المؤتمر،ر ولو أنه يبدو أن مايك بينس يبقى الأكثر ترجيحاً...


مال وأعمال

إختيار الرئيس السابق للجنة الأوروبية ؤئيساً غير تنفيذياً لغولدمان ساكس يثير فضيحة عالمية

اثار إختيار الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs لخوزيه مانويل باروزو José Manuel Barroso ، (رئيسن الحكومة البرتغالية ورئيس اللجنة الأوروبية ضمن الإـحاد الأوروبي سابقاً) رئيساً غير تنفيذياً لإحدى فروعها عاصفة من الإحتجاجات في جميع أرجاء العالم، وذلك خشية أن تستغل غولدمان ساكس المعلومات والمعارف الواسعة الخاصة بباروزو للقيام بعمليات مضاربة محكمة في الأسواق المالية الدولية.

والجدير بالذكر أن مواقف الإحتجاج والإستنكار أتت من غالبية الأوساط السياسية والإعلامية، يمينية كانت أم يسارية، بما في ذلك مواقف بهذا الصدد صادرة عن بعض الجهات المقربة من اللوبي اليهودي، ويعود هذا الأمر إلى أن غولدمان ساكس تُعتبر اليوم إحدى أكثر الجهات كرهاً في العالم بالنظر إلى عملياتها المالية المشبوهة التي كان لها الأثر البعيد في التسبب بالأزمة المالية الكبرى سنة 2008، وبالنظر إلى تورطها في أزمات المديونية والخسارة التي تعاني منها عدة بلدان مثل اليونان وليبيا، ومن هنا لا يستطيع أي رجل سياسي المجاهرة بوقوفه إلى جانبها، اقله في الوقت الراهن.


مجموعة بيجو للسيارات تساهم في تطوير تكنولوجيا "إسرائيلية" للمحركات

ذكرت الشركة "الإسرائيلية" أكواريوس للمحركات Aquarius Engines بأن "شركة أوروبية رئيسية " وافقت على المساهنة في تمويل وإختبار تكنولوجيا تقوم بتطويرها للسيارات الهجينة hybrid cars المعتمدة على الطاقتين الحرارية والكهربائية. وقد تبين أن الشركة الأوروبية المعنية هي مجموعة بيجو PSA الفرنسية.

من جهتها، أكدت بيجو النبأ، ولكنها ذكرت أنها لم تقرر بعد إعتماد التكنولوجيا "الإسرائيلية"، وأنها ما زالت في مرحلة "تقييم" هذه التكنولوجيا، ومقارنتها مع تكنولوجيات أخرى مطروحة لنفس الغاية. وقد تكون أكواريوس للمحركات تسعى إلى فرض إختبار بيجو لها من خلال نشر هذه المعلومات،ر في حين بدت بيجو ممتعضة لأمر الكشف عن صلاتها مع الشركة "الإسرائيلية"، خاصة وأنها – أي بيجو - تتطلع إلى العودة بقوة إلى أسواق بعض البلدان المعادية للكيان الصهيوني.

في مطلق الأحوال، ,أي كانت طبيعة العلاقة بين بيجو والشركة "الإسرائيلية"، فإن الأمر الأكيد هو أن الجهات اليهودية شديدة الإهتمام بأن تكون صاحبة دور رئيسي في صناعة السيارات الكهربائية و/أو الهجينة خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك ربما من أجل التقليل من أهمية الطاقة النفطية في المستقبل.

وقد تجلى هذا الإهتمام في عدة مناسبات على مدى السنوات الأخيرة، ومن ذلك مشروع "بيتير بلايس" Better Place بين جهات "إسرائيلية" وشركة رينو Renault الفرنسية قبل بضع سنوات، وهو مشروع إنتهى بالإفلاس سنة 2012، أو مع شركة موبيل أي Mobileye التي طورت تكنولوجيا للمساعدة على القيادة تم إعتمادها في عدد من السيارات الكهربائية، وقد ذكر أن هذه التكنولوجيا كانت من العوامل التي تسببت بحادث قاتل مع سيارة كهربائية أميركية من ماركة تيسلا Tesla مؤخراً...


اللوبي اليهودي في بريطانيا

توقع تزايد الإنحياز البريطاني إلى جانب "إسرائيل" من جهتي الحكومة المحافظة والمعارضة العمالية

من المتوقع أن تواصل الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة تيريزا ماي Theresa May إتباع السياسة الخارجية البريطانية المنحازة بقوة إلى جانب "إسرائيل"، ذلك أن تيريزا ماي نفسها كانت صاحبة عدة مواقف مؤيدة بقوة للكيان اليهودي قبل أن تصبح رئيسة للحكومة، بما في ذلك زياراتها لفلسطين المحتلة وتفقدها جنود الجيش العدو، في حين أن أحد أجداد وزير الخارجية الجديد بوريس جونسون Boris Johnson من طرف أمه كان يهودياً.

من ناحية مقابلة، هناك جملة مركزة لعزل زعيم حزب العمال جيريمي كوربين Jeremy Corbyn من منصبه على أساس أنه فشل في منع خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، غير أنه من الواضح أن السبب الحقيقي للحملة ضد كوربين يكمن في مواقفه ومواقف بعض المقربين منه المؤيدة للحقوق الفلسطينية والمنددة بالسياسات "الإسرائيلية"...


اللوبي اليهودي في كندا

الشرطة تحقق مع أستاذة إبتدائية لمشاركتها في تجمع يدعو إلى حق الفلسطينيين بالمقاومة

أفادت الأنباء الواردة من مدينة تورونتو الكندية بأن الشرطة هناك تحقق مع أستاذة الصفوف المدرسية الإبتدائية السيدة ناديا شوفاني بناءاً على شكوى تقدمت بها عدة جماعات يهودية في كندا، وذلك لمجرد أن السيدة شوفاني شاركت في تجمع أقيم بمناسبة الإحتفال بـ"يوم القدس"، حيث تحدثت عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال. مع الإشارة إلى أن التجمع المذكور كان شرعياً وقد أذنت السلطات بإقامته... كما ذكرت الأنباء بأن الجماعات اليهودية تضغط من أجل فصل السيدة شوفاني من عملها كمدرّسة.

ويأتي هذا التطور في سياق تكثيف يهودي لحملة في كندا من أجل التصدي للجماعات والشخصيات المؤيدة للحقوق الفلسطينية، وبصورة خاصة حركة "بي دي أس" BDS لمقاطعة الكيان الصهيوني...


إعداد: نديم عبده.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه