شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-09-06
 

مقدمة كتاب القومية الاجتماعية عقيدة انتصار

يوسف المسمار

في خطاب المعلم أنطون سعاده المنهاجي سنة 1935 وصف الحزب السوري القومي الاجتماعي بأنه " فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها "وبكلمتيّ " فكرة وحركة " أوضح بشكل بليغ معنى مصطلح كلمة عقيدة التي تعني الفكرة وارادة تحقيقها . فكل فكرة من دون ارادة تحقيق هي حلم في خيال . وكل حركة من غير فكرة ومضمون فكري هي خبط لا طائل منه ولا جدوى .هذا هو مضمون مصطلح اية عقيدة أي الفكرة وارادة تحقيق الفكرة وهذا هو الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي وصفه سعادة بأنه" فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها ".لكن العقيدة التي هي فكرة وارادة وحركة تحقيق الفكرة بقيت كلمة غامضة مبهمة لا يمكن الركون اليها استناداً الى قول سعاده في المحاضرة السادسة:"كل لا وضوح لا يمكن أن يكون أساساً لإيمان صحيح، وكل لا وضوح لا يمكن أن يكون قاعدة لأي حقيقة من جمال أو حق أو خير، فالوضوح - معرفة الأمور والإشياء معرفة صحيحة، هو قاعدة لا بد من إتباعها في أي قضية للفكر الإنساني والحياة الإنسانية."

ولذلك فقد وضّح سعاده العقيدة أي الفكرة والحركة بكلام صريح حين قال : " الحزب السوري القومي الاجتماعي فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها "أي أن الحزب هو حزب الأمة السورية وان الفكرة والحركة تتناولان حياة الأمة السورية بأسرها وهذه هي العقيدة السورية القومية الاجتماعية . والحزب هو الخطة النظامية الدقيقة الاستراتيجية التي ورد ذكرها في مقال لسعاده كتبه في مجلة المجلة في سان باولو - البرازيل في 01 / 02 / 1925 قبل تأسيس الحزب تحت عنوان"القضية القومية الصهيونية وامتدادها "ورد فيها " رغماً من كل ما تقدم، ومن أن الحركة الصهيونية غير دائرة على محور طبيعي، تقدمت هذه الحركة تقدماً لا يستهان به. فإجراءاتها سائرة على خطة نظامية دقيقة، وإذا لم تقم في وجهها خطة نظامية أخرى معاكسة لها كان نصيبها النجاح. ولا يكون ذلك غريباً بقدر ما يكون تخاذل السوريين كذلك إذا تركوا الصهيونيين ينفذون مآربهم ويملكون فلسطين. حتى الآن لم تقم حركة سورية منظمة في شؤون سورية الوطنية ومصير الأمة السورية. لذلك نرى أننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا. فنحن أمام الطامعين والمعتدين في موقف تترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما: الحياة والموت. وأيُّ نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها." هذه هي اذن العقيدة الجديدة التي جاء بها سعاده لتنهض بالأمة السورية وتجدد حيويتها بواسطة الحزب بعد ان توهم المتوهمون أن الأمة قضت الى الأبد. والحزب هو الخطة النظامية الدقيقة المعاكسة للخطة النظامية الدقيقة الصهيونية . وحين نقول أن الحزب فكرة وحركة تتناولان حياة الأمة السورية بأسرها ، فاننا نعني فكرة القومية الاجتماعية السورية وارادة تحقيقها فتكون الفكرة حركية متحركة ديناميكية نامية وتكون الفكرة في الوقت ذاته حركة فكرية واعية هادفة بحيث لا تنفصل الفكرة عن ارادة التحقيق ولا ينفصل التفكير العملي عن فعالية تحقق الفكرة كما لا تنفصل الارادة عن الفكر ولا تنعزل الحركة عن انجاز الفكرة .ان فكرة القومية الاجتماعية السورية وحركة تحقيقها وارادة تحقيقها هما:الحزب السوري القومي الاجتماعي . فاذا لم يع ولم يفهم العضو في هذا الحزب رفيقاً كان أم رفيقة ،مسؤولاً تشريعياً ام تنفيذيا أم قضائيا حقيقة هذا الحزب وخطورة مهامه ومسؤولياته فلن يستطيع ان يقدّم شيئاً مجدياً للأمة . لذلك كان التعاقد الثنائي في عهد الزعيم وبعد عهد الزعيم. لقد انتسب القومي الاجتماعي الى الحزب بمفرده بوعيّه وارادته واختياره وليس في قطيع فئوي او اتني او طائفي او استعبادي. وحين يريد ان يخرج من الحزب فيمكنه اي يخرج بمفرده كما دخل دون تهييج أحد أو تلاعب بعواطف أحد واستخدام الألاعيب التي ورثها عن العهد العتيق من تجييش وتظاهر واعتراض وتحريض وغير ذلك من وسائل الشائعات والاشاعات والأكاذيب .

الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الخطة النظامية الدقيقة الاستراتيجية التي تتناول حياة الأمة السورية بأسرها شعباً ووطناً وتاريخاً وثقافة وحضارة ووجوداً وحياة ومصيراً ، وتتناول أيضاً مجتمعاً متتابع الأجيال ومتتابع العصور من غير تجاهل أو اهمال أو نسيان أو تنكر لأي جيل من أجيال الأمة السورية أو لأية حقبة من حقبات تارخها.فاذا انفصلت الفكرة عن الحركة تلاشت الفكرة ، وليس لفكرة متلاشية من قيمة . واذا استقلت الحركة عن الفكرة زاغت الحركة وخبطت خبط عشواء ، وليس للزوغان والخبط من جدوى ولا من فائدة . وأي تفكك يحصل بين الفكرة وارادة التحقيق أي بين الفكرة القومية الاجتماعية السورية وحركة تحقيقها يجعل عقيدة الأمة عبثاً في عبث ، وخبطاً في خبط . والحزب السوري القومي الاجتماعي هو الحركة التي تحقق الفكر والنهج السوريين القوميين الاجتماعيين اللذين في تحقيقهما تحقيق انتصار الأمة السورية .

وقد تتسرب المفاسد الى داخل الحزب عن طريق الأفراد كأن يحسب الفرد نفسه هو الأهم بين أعضاء الحزب فيجعل نفسه وصياً على الحزب كما حصل في عهد سعاده ،أو كأن يشعر العضو الحزبي بالدونية فيلتحق بزمرة من يراه أهم منه وينتفض بقيادة من غرر به متوهما انه يخدم العقيدة والأمة ،وهو في الحقيقة لا يمارس الاعقلية عتيقة تعبّر عن نفسية استسلامية تزلمية في التابع ونفسية اقطاعية في المتبوع . ولكن هذه المفاسد وهذه الامراض لا تصيب الا اصحابها او الموبوئين بها دون ان تؤثر على الخطة النظامية الاسترتيجية كما ورد عن سعاده في قوله:"في الأفراد فقط تلعب المفاسد ولا يمكن لهؤلاء أن يصموا المجتمع كله بالفساد الذي في نفوسهم."والحركة السورية القومية الاجتماعية هي حركة مجتمع الأمة السورية التي لم تنشأ لتخزين المفاسد الانانية والمحافظة عليها في صفوفها ولم تنشأ كما قال سعاده:"الحركة السورية القومية الإجتماعية لم تنشأ لخدمة الموتى وإحياء المثالب، بل نشأت لإحياء المناقب الجميلة السامية، لتحيا أمة عظيمة بأجيالها المتجددة بالتعاليم الجديدة المحيية " ولو تدّبر الذين انتفضوا على الحزب او انشقوا وما زالوا يحرّضون معنى كلام سعاده المتقدم:" فنحن أمام الطامعين والمعتدين في موقف تترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما: الحياة والموت. وأيُّ نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها." لما استخفوا بتعاقدهم الاختياري وجرجروا انفسهم وراء من غرر بهم ولما استغل المستغلون براءة وبساطة رفقائهم لأمور شخصية ولحافظوا على حزبهم العظيم الذي هو فكرة القومية الاجتماعية السورية وحركة تحقيقها اللتان تتناولان حياة الأمة السورية بأسرها وانتصار ارادة الحياة بدل الموت الذي رسمته لنا الخطة النظامية الصهيونية الدقيقة والعاملة بكل ما تملكه من مقدرات وداعمين وحلفاء واصدقاء لتحقيقها والقضاء علينا .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه