شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-12-22
 

القنابل الإرهابية الموقوتة قلعة الكرك الأردنية نموذجاً

معن حمية - البناء

ما حصل الأحد الماضي في قلعة الكرك الأردنية، لم ينته عند حدود العمل الإرهابي الذي أودى بحياة عدد من المدنيين والسيّاح، بل امتدّ إلى خارج القلعة، حيث وقعت مواجهات مع الإرهابيين قضى خلالها عدد من رجال الأمن الأردنيين.

السلطات الأردنية التي تفرض «طوقاً» معلوماتياً حول طبيعة العمل الإرهابي واستهدافاته، لم تعلن رسمياً عن هوية الجهة الإرهابية المسؤولة عن تنفيذ الهجوم، ويشهد الشارع الأردني كثيراً من اللغط والتأويلات التي تسهم في التعمية على المشهد وعلى حقيقة ما حصل! غير أنّ هذه التعمية لا تنفي أنّ ما حصل هو بداية لمسلسل إرهاب يستهدف الأردن، بدليل أنّ المواجهات بين الأمن والعناصر الإرهابية تمدّدت إلى خارج القلعة التاريخية.

هذا التحدي الخطير الذي يواجه الأردن راهناً، لا يجوز التعامل معه باعتباره حادثاً إرهابياً عرضياً، ولا بحجب الحقيقة الكاملة عن الرأي العام، بل يجب وضعه في سياقه الطبيعي وبأنه مقدّمة لمخطط إرهابي كبير، وأنّ ما حصل في قلعة الكرك نموذج خطير، وواجب السلطات المعنية مكاشفة الأردنيين بحقيقة الخطر الذي يدهم بلدهم ويهدّد أمنه واستقراره.

ليس الآن وقت المكابرة السياسية. فالخطر الذي يتهدّد الأردن، هو ذاته يطال بلداناً أخرى عربية وإقليمية، ساهمت كلها في خلق بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب، نتيجة دورها الرعائي المحتضن للمجموعات الإرهابية تحت ذريعة دعم «الثورات» و«المعارضات» لإسقاط الدولة السورية.

تلك الدول أصرّت على مواقفها الانتحارية، لم تسمع لسورية التي رفعت الصوت عالياً، محذّرة من أنّ الإرهاب الذي يقوّض أمنها واستقرارها وبناها ويقتل السوريين ويهجرهم، سيتمدّد ويرتدّ على رعاته وداعميه…

الدول التي اشتركت في الحرب على سورية وتورّطت في سفك الدم السوري، غرقت في حقل أوهام، وكلّ دولة ساهمت في صنع قنبلتها الإرهابية، تحت إشراف مصنّعي الإرهاب الدوليين، في حين تمّ منح جامعة الدول العربية «وكالة حصرية» لإنتاج قنبلة إرهابية فتاكة لتدمير سورية وقتل السوريين.

صحيح أنّ قنبلة إرهابية كبيرة انفجرت في سورية وخلّفت دماراً وضحايا، لكن سورية صمدت وقاومت وتنتصر… والسؤال يبقى ماذا عن القنابل الموقوتة التي صنعت وزرعت لتنفجر في العديد من الدول، والأردن ضمناً؟

إنّ الكيانات والدول التي رعت الإرهاب وأسّست بيئات حاضنة له، هي المسؤولة عن كلّ ما يحدث ويقوّض أمن واستقرار بلدانها ويهدّد حياة مواطنيها، وهي المسؤولة عن تفتيت المجتمع من داخله.

أخطار التجمّعات الإرهابية المنشأة ضمن المجتمعات الإنسانية، جلبتها السياسات الرسمية الإقليمية والعربية التي نفّذت أجندات غربية ـ «إسرائيلية»، وكلّ الدول التي لعبت أدواراً في الحرب ضدّ سورية، لن تكون بمنأى عن الإرهاب، لأن مخطط الإرهاب يستهدف المنطقة برمّتها.

آن الآوان لكي تعترف الدول المتورّطة بأخطائها وخطاياها. وأن تعلن للملأ أنها شكلت جسر عبور لاستيطان الإرهاب والتطرف في دواخلها، إرهاب متفشٍّ في المجتمع والمؤسسات، يستطيع أن يحوّل شرطياً تركياً مولج بالحراسة الى إرهابي يقتل سفير دولة أخرى، ويستطيع أن يوفر كلّ أسلحة الفتك لمجموعة إرهابية تحتلّ قلعة الكرك التاريخية والاستراتيجية وتقتل مواطنين أردنيين وسياحاً أجانب.

آن الأوان لمراجعة نقدية لكلّ السياسات والمواقف المتآمرة على سورية والتي أهدرت دماء السوريين.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه