شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-06-19
 

منفذية المتن الشمالي تشيع الرفيقة عفيفة أبو جودة ابو سليمان

شيّعت مديرية المتين التابعة لمنفذية المتن الشمالي الرفيقة عفيفة أبو جودة أبو سليمان بمأتم حزبي وشعبي حاشد، شارك فيه رئيس الحزب، الرئيس الأسبق للحزب الأمين مسعد حجل وأسعد حردان، منفذ عام المتن الشماليواعضاء هيئة المنفذية، أعضاء هيئة المديرية، أمين عام المجلس الأعلى السوري ـ اللبناني نصري خوري، الوزير السابق فادي عبود، رئيس بلدية المتين زهير ابي نادر ومخاتير المتين وعائلة الفقيدة وحشد من القوميين واهالي المتين ومخاتير من المتن الشمالي.

اقيم الجناز في كنيسة مار يوحنا في المتين، وبعد الجناز القى طوني نهرا كلمة مديرية المتين فتحدث عن مزايا الراحلة وقال: كانت قدوة في النضال وكان لها بصمة مميزة في المتين وبرحيلها خسر الحزب والمتين مناضلة صادقة وسمت وجودها بمواقف العز، وكانت امينة على الحزب والقضية وكانت محبة من الجميع وكان بيتها ملاذا آمنا للقوميين الاجتماعيين.

والقت كلمة العائلة امل ابو جودة شكرت فيها الحضور وقالت ان النهضة تتزخم بتاريخ مناضليها الكبار وأن المسيرة من اجل تحقيق النصر لبلادنا. 

ثم ألقى ناظر الاذاعة في منفذية المتن الشمالي كلمة جاء فيها: أقف اليوم في ذهول أوقعني فيه رحيلك ايتها الحبيبة الراحلة على امواج الياسمين،.. الرفيقة العفيفة عفيفة ابو سليمان، وتضاعف في قلبي هول الفاجعة وتراءت امامي صور الصراع، الصراع بين إرادتك في البقاء وقدر الرحيل.

جئتك زائراً في لحظة الوداع منذ يومين،.. راحت صورك تتراءى في خاطري، أحببت لو تتعطل الذاكرة لأتخلص من لوعة الحنين.

وتابع: "هذا اليوم تستقبل المتين وردة من ورودها التي لم تفارقها يوما وهي تقول: لمن ستضحك وردات الدار بعد اليوم، لمن سينحني الزهر وتشرق الشمس، بضحكات من سيستأنس ذاك المنزل، في لياليه الصيفية الجميلة بعد رحيل مؤنسته التي رحلت بصمت وسكون موجع، تاركة وراءها شذى عطرها الطيب وابتسامتها المشرقة، ووسامتها الزاهية وروحها النقية وحضورها الجميل المميز، وبتحيتها المعهودة تحيا سورية، فكانت الرفيقة عفيفة بيننا تشع القاً بسجاياها ونبل اخلاقها وانسانيتها ومحبتها، ونصاعة قلبها الطاهر وعفتها بين اهلها ورفقائها، وسخاء كفها وسحرها وهدوئها وحديثها، كموسيقى السماء ونظراتها كأشعة الشمس وابتسامتها الحلوة الجميلة كوميض البرق، وكانت الرفيقة عفيفة نقية صافية كالهواء وسمت رأسها بالفضائل وسمت تناطح السحاب".

وأضاف: "هذا هو مصير الورود التي تنمو وتحيا بهدوء تعطر سكينة المدى وترحل خفافا دون علم او خبر، على غفلة كما قال الرحابنة: تاري الاحبة عغفلة بيروحوا وما بيتركوا خبر، عغفلة بيروحوا".

فأي زمن هذا الذي يجعل إنساناً بحجم فقيدتنا الغالية عفيفة أبو سليمان إبتسامة واشراقاً وتفاؤلا وحبا ونقاوة وتضحية، وطنية ونضالا ووفاء تغادر الدنيا لا عتاب ولا كلام، تراها كانت حزينة لما وصلت إليه الاوضاع في هذا الوطن من تشرذم وإنقسام، وما بلغه بعض ناسه من كراهية وهوان وتيه وتضعضع وتفتت؟، تراها توجعت نفسا وقلباً فأسلمت الروح بدلا من ان تستسلم لليأس وسواد الزمان؟

الرفيقة عفيفة ابو سليمان لم تجعل لليأس مكاناً عندها، لأنها على يقين أن في هذه الأمة قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ، وستنهض الأمة وتتألق فترتقي الى قمم الخلود والمجد، لأنها آمنت بما قاله سعادة: إنه مهما بلغت نكباتنا وانكساراتنا لن تمس ذرة واحدة من إيماننا بالنصر الأكيد، تلك المبادئ إرتشفتها من عقيدة سعاده التي آمن بها والدها أبا فاروق الرفيق جرجس ابو جودة الشاعر النهضوي، ومن والدتها الرفيقة ميليا زينون التي تحملت مشاق السجون إبّان الانتداب الفرنسي، وشبّت الرفيقة على خطى الوالدين سعيا وراء الحرية والاستقلال والحياة ونهضة المجتمع، فانتمت الى الحزب السوري القومي الاجتماعي وكانت مثال القوميات الاجتماعيات قيما ومناقب واخلاق، وتزوجت من الرفيق يوسف ابو سليمان ابن المتين هذه البلدة العزيزة وأنجبا عائلة قومية اجتماعية عملا بالقسم الحزبي، أن تكون العقيدة شعارا للعائلة وللبيت، وهم الرفقاء: غسان وراغدة وامل واليسار".

وتابع: "ابان الانقلاب في العام 1962 اعتقلت الرفيقة عفيفة من قبل جلادي المكتب الثاني، بعد ان نزعوا رضيعها الرفيق غسان عن صدرها ولم يكن عمره قد تجاوز السنة بعد، وبعد خروجها من السجن لم تضعف عزيمتها وكبُر ايمانها، واصبحت اكثر صلابة وتمسكا بعقيدة سعادة وبحزبه تعمل في سبيل نهضة الامة، وتقديرا لنضالاتها وعطاءاتها نالت وسام الثبات الحزبي الثبات في الايمان بالعقيدة والحزب، ووسام الوفاء الوفاء للامة وللقضية التي تساوي وجودنا، وكأن أبا فاروق يناجي ابنته الرفيقة عفيفة قائلاً:

عرفتي الحياة من قبل ما دخلت الحياة ... هيدي صفاتك ما عليها اختلاف ...

عنك سالنا الصالحات الفاضلات ... عا مذبحك تليو الصلا والاعتراف...

انت رئيسة كل جوقة طاهرات ...وانت بمملكة العفاف كلك عفاف...

كما أضاف: "في الختام يا رفيقة عفيفة أيتها الراحلة عنا وفي كل قلب من قلوبنا لك رسم، وفي كل فؤاد من افئدتنا لك رمس، نودعك الآن الوداع الاخير ونعاهدك من المتين التي اردناها نحن القوميين واحة تفاعلية حضارية بكل تلاوينها الاجتماعية والثقافية والسياسية، نعاهدك اننا لن نتخلى عن الصراع سنقف بوجه الانواء التي تتعرض لها الأمة من كل حدب وصوب، سنعمل أبداً لوحدة المجتمع نواجه الطائفية نتصدى لمشاريع التفتيت والتقسيم والفدرلة، وسنُبقي فلسطين بوصلتنا ومسألتنا وهدفنا ونعمل من اجل الشعب لمصلحة الشعب كل الشعب.

وختم: مقدماً التعازي قيادة بإسم الحزب ومنفذية المتن الشمالي ومديرية المتين.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع