شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-08-02 |
طريقُ النـور |
من يَتبَع النـورَ لـم تـعثـرْ به القَـدَمُ بالعلمِ لا الجـهلِ نـهـجُ الحق يُـرتَسمُ ** لم يُـخلق المـرءُ كيْ يحيا جـهالتَهُ بل كـان في الكـونِ بالإدراكِ يـتسِـمُ ** من حكمةِ الله خـلقُ الكونِ من عـدم ٍ لا يـسـلمُ الكون إنْ يعبث به العـدَمُ ** قــد زُوِّدَ الناسُ بالتـفـكـيـرِ فاكتملت في الناسِ للناس آياتٌ بهـا الحـِكَـمُ ** ما حَــلَّ أو جــازَ للإنسـانِ غـفـلتـه عن واقعِ الكونِ، حيث الكونُ مُنتـظمُ ** الـنـورُ في النـورِ يمضي في تألقـهِ والعتمُ في العـتمِ فيهِ الويلُ والغُـمَـمُ ** دربان للناسِ إنْ شاؤوا مسيـرتـهـم للخلـفِ بالجـهـل، أو بالعلمِ مُعـتـَصَمُ ** فالـويـلُ بالجـهلِ أهــوالٌ مفاســدهُ قـد ضـلَّ بالجهلِ مَن بالجهل يحتـكـمُ ** والعـلمُ بالعـلم ٍ أفعـالٌ بهـا إشتـعـَلـت شمسُ الحضاراتِ والأقـمارُ والنُجـُمُ ** جـهـلُ التـفاهاتِ دربُ العـلمِ مسلكـهُ لا يُـحـرزُ الـفـوزَ من باللهـوِ مُلتَـزمُ ** أما الأضاليلُ في التـضليلِ مـنـبتُـها بالإثـمِ والفـحشِ والعـدوان تـلتـحـمُ ** عـلمُ السخافات شيءٌ تافـه ٌ ابــداً قـد يُشبهُ الجـهلَ إن بالسوءِ يلتـئـمُ ** والجهلُ كالعلمِ يـزهـو في تـرفّـعـهِ عن بؤرةِ الشرِ، إن حـلَّت به القِـيـَمُ ** العـلمُ في الخـيـر معـروفٌ بفـطـرتهِ والجـهلُ في الشرِ مشهـورٌ ومُتَسـِمُ ** لا جـهـل في النـورِ مهما الـويلُ رافقه أو علم في العـتمِ مهما جُندهُ عَـظُـموا ** فإن تساوت معاني الجهلِ في سنن ٍ والعـلمِ، ضَلّت وضاع الحـلُّ والحَرَمُ ** لا يستوي النـورُ والديجورُ، بعضُهما للبعضِ ضـدٌ ودربُ النور مُحتَـرَمُ ** يا أعـقل الناسِ خيرُ الناسِ مَن فعلت فـيه الهـدايـاتُ، بالإصـلاح يعـتـزمُ ** فاستقبلَ الفجرَ في حبٍ وفي شغَـفٍ واستطيبَ السيرَ حيث الضوءُ مُرتَسمُ ** واستحسنَ الفـعـلَ بالأخـلاق مبتـكـراً ما فـيه نــورٌ بـهيٌّ ليـس يـنهـزمُ ** إن البـطـولات في تغـيـيـر واقـعـنا لا يـرحمُ الله مَن بالجبنِ قـد وُصموا ** إنـقـاذُنـا اليومَ رهـنٌ في تـنّـورنا إن سيـطـرَ النـورُ لا ذلٌ ولا ســقـمُ ** بالوحيّ والعـقـلِ والإلهـامِ أنقـذنـا ربُ السمواتِ لا في غشمِ من غشموا ** فـمبـدأ الحـقِّ أن نخـتـار يقـظـتـنا بالعـقـلِ والقـلبِ، حيث الشكُّ ينهـزمُ ** لنـبـدأ الفـعـلَ في تاريخِ أمتـنـا بالنــورِ والخـيـرِ للإنسـانِ نلـتـزمُ ** نستنهضُ الناسَ كي يدروا حقيقتهم هيهاتِ بالحقدِ ينقـادُ العُـلى لَهُـمُ ** فالنهضةُ الحقُ وعيُّ الناس أنفسهم والنفسُ بالوعيِّ لا الإيهام تبتسمُ ** والوعيُّ بدءٌ لخيـر الناس يُرشدهـم مَن فاتـه الوعيُّ لا خيـرٌ ولا شـممُ ** فليفهم الناسُ ما تعـني حقيقـتُهـم حقيقةُ الخـلقِ في تكوينهـم أمـمُ ** وعالـمُ الأرضِ والإنسانِ نهـضتُهُ بالعـدلِ لا البغي بين الناس كلهمُ ** من يفـقـدُ الوعيَّ ذلُّ الفقـرِ يقـتُـلهُ والفـقـرُ جهـلٌ به الإنسـانُ يـنعـدمُ ** والجهـلُ شعـبٌ جبانٌ في تخلّفـهِ إن سـاد يوماً مصيـرُ الخلق ينهدمُ ** لا يُحسـبُ الفـوزُ أموالاً نكـدّسُها بالسلبِ والنهبِ خابَ الظُلمُ والنَهَمُ ** أو يُـحسبُ المجـدُ بالأحقاد ينشرُها من أهملوا الروحَ والأخلاقَ واغتشموا ** واختطوا بالجورِ والعدوانِ منهجهم وحَـرّموا الصدقَ، فاشتـدّ البلا بِهُـمُ ** الـفـوزُ بالـوعيِّ نـورُ الله أيـَّـدهُ بالعِـزِّ والنصرِ، وهو العادلُ الحكَـمُ ** قـضيةُ العـدلِ والأنهى قـضـيـتُـنا ما ارتابنا الشكُ أو زلّت بنا القَدَمُ ** سنملأ الأرضَ نوراً من عـقيدتنا عـقـيـدةُ الحــقِّ للأحـرارِ مُلتَزمُ ** إن الأباطيلَ لا تُجدي وإن مُدحَت فالغُـشُ داءٌ، وداءٌ مثـلُه الـوَرَمُ ** يا قــوم يا قــوم إن الله خالـقُـنا فاسترشدوا اللهَ يستهدي المَلا بِكُمُ ** لا تبـدلوا الدينَ بالتأويـل، باطـلة ٌ كـل التآويـلِ إن حَلَت بها الظُـلُمُ ** مستقبلُ الناس في هجر لما عبثت فيه الخرافاتُ والتخريفُ والهَـرَمُ ** فليس بالظـنِّ والتخمينِ مُرتحلاً ليـلُ التفـاهـاتِ، والأوهـامُ تنهَـزمُ ** ما كان بالوهم يوماً فجـرُ مجـتمعٍ إن غُـيّبَ الفكـرُ والإبـداعُ والحُلُـمُ ** دليلُـنا العـقـلُ إن شـئـنا سـعادتـنا ما خابَ شعبٌ بنور العـقل يعـتصمُ ** بلادُنا اليـومَ بالتمزيـق نُهـملهـا بين الطـواغـيت والأعـداء تُقتَسمُ ** وسـادةُ الأمـرِ والحكّامُ يُشغـلهـم اللهوُ والسهوُ، بالتهريج قد غُـرموا ** ظـنّوا الخيانات والأوهام تـنقـذنـا مما ابتـليـنا فكانَ الـويـلُ ظـنّهـمُ ** خافـوا على الذل من أنوار نهضتـنا فضلّلوا الشعـبَ، من أحراره انتقموا ** اعتادوا الصغـارات تأميناً لخسّتهم للجبنِ والـذلِّ في أطباعهم وَشَـمُ ** فـغَـيّـروا الحـالَ يا أحـرار إنـكُـمُ إن ثُرتمُ الأرضُ ثارتْ عند خطوكمُ ** لا تهملوا الأمرَ، أمرُ العـز، ما فترت فـيـهِ البطـولاتُ إلا استكبـرَ النَـدَمُ ** صونوا القداساتِ بالإقدام وابتكروا ما يجعـلُ الحـقَّ محـروساً بكمْ لكُـمُ ** ضوّوا المناراتِ للأجـيال معـرفــة ً بالحزمِ والعزمِ سورَ المُقبل اقتحموا ** لا تأمنوا الغـدرَ ممن جـاءَ، أفـظعُه من ساكنِ البيتِ فهـو المُجرمُ الأثـمُ ** وأحيوا البطولاتِ، إنَّ العيشَ مهزلة ٌ إن كان بالـذُلِّ يا أحـرار فافتهـموا ** الجرحُ في الجـسمِ بالأدواء ملتئـمٌ والجرحُ في النفس بالثوراتِ يلتـئمُ ** فثـوِّروا الشعبَ في التـثوير عـزّتُنا ما قيمةُ العيشِ إن خارت بنا الهـِمَمُ ** ما قـامَ للبغيِّ والعــدوانِ قائـمـة لـو ثـارَ فـيـنا لأجـل العـزة القـَسَـمُ ** يا شـعـبـنا الـذلُ باقٍ في تخاذلـنا والعـزُ والمجـدُ في الإقدام، والعـِظَـمُ ** عـقيدةُ الوعيِّ في تـفعـيل نهضتـنا والجبنُ ويـلٌ بـه الإنهاكُ والسـأمُ ** بالوعي لا الغيّ نستهـدي، ويهجُرُنا الويـلُ والبـؤسُ والخـذلانُ والعَــدَمُ ** بالحـرب لا السلم نحمي حـقَ أمتـنا إن حـقـنا السلمُ لا يحمي ويحترمُ ** ما قـالَ في الظـلم ربُ الناس مفخـرة ٌ بـل قـال في العـدل لو حُكمَ الهُدى فهموا ** تَعَـبـقـرُ الفَـهـم تحديـثٌ لنهضتـنـا من عَبقَرَ الفهمَ فهـو المبدعُ الفَهـِمُ ** لا يرتقي الوعيُّ إلا في تنافسنا نحو الأعالي لتسمو بالهُدى القيَمُ ** فالدرب للفوق نمشيها اذ انطلقت فيـنـا ومنّا ومن أعـماقـنا الهِـمَمُ ** لا شيء أقوى من الذاتِ التي فعلت بالحقِّ والعدلِ فانصاعت لها القِممُ ** وقـد فعـلـنا وما زلـنا على قَـسَـمٍ الاّ الى العـزِّ لن يَـرقى بنا القَسَمُ |
جميع الحقوق محفوظة © 2025 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |