شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-08-30
 

نشاط أميركي شرق الفرات: نحو الضغط على «الوجود الإيراني»

أيهم مرعي - الاخبار

رفعت واشنطن مستوى تحركاتها في مناطق شرق الفرات، عبر نشاط عسكري وسياسي غير مسبوق، يهدف إلى تعزيز الهيمنة الكاملة على القرار السياسي والعسكري، واستغلال ذلك لتنفيذ سياسياتها ضد «الوجود الإيراني» والضغط على الحكومة السورية

تبرز التحركات الأميركية النشطة في الشمال والشرق السوريين، قبل أقل من شهرين على انتهاء مهلة قرار الرئيس دونالد ترامب تمديد وجود قوات بلاده في سوريا، لمدة ستة أشهر، وبينما يستعد «التحالف الدولي» لإطلاق «المعركة الأخيرة» ضد «داعش»، والتي أجّلت لمدة طويلة. وجاء هذا النشاط بعد وقت قصير من الإعلان عن أول جولة حوار بين ممثلين عن «مجلس سوريا الديموقراطية» والحكومة السورية، بهدف الوصول إلى «تسوية» لوضع المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديموقراطية»، في إشارة إلى أن واشنطن تملك أوراق الملفين السياسي والعسكري لتلك المناطق. ولا ينفصل الجهد الأميركي عن مسار العلاقات الأميركية ـــ التركية المتوتر، كما ينصبّ في إطار الهدف المتمثّل في «إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا».

وبعد زيارات عدة لوفود أميركية خلال الأشهر الماضية، قام السفير الأميركي السابق في البحرين، وأحد ممثلي وزارة الخارجية، وليام روباك، بجولات استعراضية في أرياف الحسكة ودير الزور والرقة ومنبج وعين العرب. وأكد خلال لقائه المجالس المدنية والعسكرية في تلك المناطق أن قوات بلاده «مستعدة للبقاء في سوريا، كما قال الرئيس ترامب بوضوح، لضمان القضاء نهائياً على تنظيم داعش، والتركيز على انسحاب القوات الإيرانية، ووكلائها أيضاً». التحركات السياسية، ترافقت مع أنباء عن دخول أكثر من 800 شاحنة تحمل معدات وذخيرة وأسلحة إلى النقاط والمعسكرات الأميركية في شرق الفرات، تمهيداً لإطلاق معركة ضد «داعش» في منطقة هجين، ولتعزيز الوجود العسكري. كذلك، صدرت تسريبات عن نصب واشنطن أجهزة رادار متطورة في مطارين عسكريين قرب عين العرب ورميلان، كجزء من خطة لتنفيذ «حظر جوي». وهو ما سوّقت له وسائل إعلام تركية، التي نقلت عن مصادر محلية، معلومات تفيد بأن «واشنطن نشرت ثلاثة أنظمة رادار متطورة في مناطق تل بيدر وعين العرب وصرين، بالإضافة إلى 13 نظام رادار محمول وثابت للمراقبة والاستطلاع». وتزامن ذلك مع تقارير أشارت إلى صياغة المبعوث الأميركي الجديد إلى سوريا، جيمس جيفري، توصيات للإدارة في البيت الأبيض، تضمنت فرض «حظر جوي وبري» في شمال وشرق نهر الفرات لمنع القوات الإيرانية والجيش السوري من التحرك عسكرياً نحو تلك المناطق. ولكن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أوضح أمس أن «روسيا لا تمتلك معلومات حول الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام عن استعدادات تجري من قبل الولايات المتحدة لنشر منظومة دفاع جوي في سوريا».

**بوغدانوف: لا معلومات حول استعداد أميركي لنشر منظومة دفاع جوي في سوريا**

ووسط الحراك الأميركي النشط، وتصريحات روباك الأخيرة، قال القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، إنه «لا يوجد رسمياً أي قرار بانسحاب القوات الأميركية من سوريا، وهناك معلومات تفيد بأن الإدارة تناقش إمكانية الانسحاب من عدمها»، مضيفاً أن «ممثل الرئيس الأميركي لدى التحالف بريت ماكغورك قال إن قرار البقاء أو الانسحاب هو حالياً في مرحلة صناعة القرار ودراسة صياغته». وفي السياق نفسه، رأى مستشار الرئاسة المشتركة في «حزب الاتحاد الديمقراطي»، سيهانوك ديبو، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الحظر الجوي والبري الأميركي يخدم ويصون وحدة الأراضي السورية ضد مشاريع تركيا في المنطقة». ورأى ديبو أن «هذا التطور الأميركي قد يكون بالتنسيق مع روسيا... ولا يتعارض مطلقاً مع خطوة الحوار مع الحكومة». ووصف ديبو، الذي كان أحد أعضاء الوفد الذي زار دمشق مؤخراً، اللقاء مع ممثلين عن الحكومة السورية بأنه «جس نبض لمعرفة أفكار الطرفين»، متمنياً أن «تستمر اللقاءات حتى ترقى إلى مستوى التفاوض للوصول إلى حل سياسي وفق مبدأ اللامركزية وصيغة الإدارة الذاتية التي تحفظ وحدة سوريا».

إلى ذلك عقدت «حركة المجتمع الديمقراطي» الكردية، التي تتزعم الملف السياسي والخدمي للشمال السوري، اجتماعها السنوي الثالث في مدينة رميلان، حيث قررت فيه التحول من حركة سياسية إلى إطار لمؤسسات المجتمع المدني. وقالت الحركة في البيان الختامي لمؤتمرها إن «الضرورات التنظيمية والسياسية تستدعي التحول في بنية الحركة إلى إطار ومظلة لمؤسسات المجتمع المدني». وأكد البيان أن «الحركة تسعى إلى التأسيس لمشروع سوري ديمقراطي يلبّي طموحات مكونات الشعب السوري، وذلك في نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية»، وشهد ختام المؤتمر انتخاب كلّ من غريب حسو وزلار جكر، رئيسين مشتركين للحركة، خلفاً لآلدار خليل وآسيا العبدالله.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه