شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-07-11
 

شرفُ الحياة

يوسف المسمار

الى روح الذي قال : " ان الحياة وقفة عزٍّ فقط ، ولا يهمني كيف أموت بل من اجل ماذا أموت " ومارس الحياة بالعزّ، وختم حياته بوقفة عزّ، واستشهد في سبيل قضية عظمى هي قضية عزِّ الأمة ، أهدي هذه الخواطر في ذكرى يوم الفداء علَّ فيها ما ينعش النفوس التي لا ترضى الحياة الا أذا كانت حـريةً وعـزَّاً.

**

العُـمـرُ يَشـرفُ بالصراعِ وبالفِـدى

لـمـنْ اسـتعـزَّ وبالأعـزاءِ إقـتـدى

**

أمـا الـذي اخـتـارَ التخـاذلَ حكـمةً

هيـهـات يَجـعـلُـهُ التخـاذلُ ســيِّـدا

**

فالـعــزُّ في هـذا الـوجـودِ تَـمَـرُّسٌ

بـبطـولـةٍ ان مَسَّـها مُحِـقَ الـرَدى

**

تبقى البطولةُ في الوجودِ هي الرجا

ويصيرُ مافعـلَ الردى بعضَ السُدى

**

إلاّ البطـولـةُ لا يـدومُ ســـنـاؤُهــا

لهـدايــةِ الأجـيـالِ يَسطـعُ للمـدى

**

هِـي أمُّ كـلِّ فــضـيـلـةٍ أن نجـعــلَ

الـدنيا رذاذاً مـن مكـارم أو نَــدى

**

لـو يعـلـم الانســـانُ انَّ مصـيـرَهُ

رهـنٌ بقـدسيةِ الفضيلةِ ما اعتدى

**

ولَكَـان عَــزَّزَ بالفـضيلـةِ عُـمـرَهُ

وبحُسنِ ما احتـوت الحياةُ تعـبّـدا

**

إن الفـضيلـةَ في الحيـاةِ بطـولةٌ

إلاَّ بهـا الانســــانُ لـنْ يَـتَجَــدَّدا

**

شَـرفُ الحيـاةِ فـضيلـةٌ عُـلـويـةٌ

بالعـزِّ رسَّـخَهــا الصِـراعُ وأبَّـدا

**

ويظلُّ ناموسُ الصراعِ هوالذي

يخـتـطُ نهـجَ المبدعينَ مُـؤَكّـدا

**

فسبـيـلُ أبنـاءِ الحيـاةِ بطـولـةٌ

بالعـزِّ تَختصرُ الحياة وبالفدى

**

قـد سجّـلَ التاريخُ حكمتَه التي

إشعاعُها أبد المدى لن يَخمدا:

**

لـولا البطـولة لا نهـوضَ لأمةٍ

نُكِـبَـت وبُعـثـرَ مجـدُها وتَـبَـدَّدا

**

فالى البطـولـةِ يا أكـارمَ شعـبنا

ما خابَ من تاجَ البطولةِ قُـلِّـدا

**

شرفُ الحياة بأن نعي أن العُـلى

ما كـان إلاّ بالمَـكـــارمِ خـالــدا

**

عِـزُّ الحياةِ مَواقفٌ مُثلى تُشَرِّفُ

من تَمَرَّسَ بالبطـولـةِ جاهــدا

**

و"النحنُ" في هذا الوجود هيَ الدليلُ

لكُـلِّ من رامَ التَمَيُّز بالكرامةِ وابتدى

**

انجـيـلُ تجـديـدِ الأجـدّ مَـحَـبَّـةٌ

بالـنـورِ تلفـحُ ما تستّـرَ أو بـدا

**

قـرآنُ بنيــان االأصحِّ تـراحـمٌ

بمكارم الأخلاق يـبني السُؤددا

**

إيـمـانُ أبـنـاء الحيـاة تـنافـسٌ

بالعـقـل يـرفع مشعلاً مُتوقـدا

**

آمـــال طـلاّب الـرُقيِّ تَـطَـلُّـعٌ

لحـقائـقٍ إلاً بهـا لن نـرشـدا

**

هذا هو المطلوب ممن عاهدوا

أن يملؤوا الدنيا زوابعَ من هدى

**

فحيـاتُهـم عشـقُ الصراع لعـزةٍ

لن ييأسوا لو كلهم وردوا الردى

**

قد عاهدوا وتعاهدوا أن يرفعـوا

الانسانَ مهما صارَ وارتفع المدى

**

سرُّ التألق في الحياة هو العطاءُ

وكـلُّ من كَـرِه العـطــاءَ تَـبَـدّدا

**

يبقى الفـداءُ هو الخلاصُ لأمةٍ

أعطتْ وبادلها الطُغـاةُ تَعَـربُدا

**

تمـوزُ أطلق َ بالـفـداءِ زوابعـاً

خفقتْ وحركت الجمودَ فزغردا

**

ما دامَ تموزُ الفِداءِ هو الدليلُ

فسوريا تبقى المنارَ الأخـلـدا

**

أبداً شريعتُها البطولةُ والإبـا

وعطاءُ ما ابتكرَ الإباءُ وجـدّدا

**

ستدومُ ما دامَ الزمانُ عزيزةً

وبمجدها يبقى الزمانُ مُرَدّدا

**

هيَ سوريا النورُ الذي لن ينطفي

ومن المحالِ النورُ يُصبحُ مُرمِدا

**

تموز أشعـلَ في الوجـودِ منـارةً

سَـتـظـلُّ للإجيـالِ نـوراً سَرمـدا

**

ويظلُّ ناموسُ الحياةِ هوَالصراعُ

مُجَـــدِّداً ومُـطَـــوّراً ومُـؤَبِّـــدا

**

فـلـقـد وُلـدنا للحياةِ ولن نكونَ

لغيرِ ما يُحييْ الحياةَ مدى المدى

**

هـذا هُـوَ الـدينُ السليـمُ لكـلِّ مَنْ

فَـهِـمَ الحـيـاةَ كَـرامـةً وتَسَـيُّـدا


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه