إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

منفذية الكورة أحيت ذكرى استشهاد سعاده بمسير واحتفال حاشدين

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2019-07-09

بمناسبة الثامن من تموز ذكرى استشهاد الزعيم، أقامت منفذية الكورة احتفالاً حاشداً في أميون، سبقته مسيرة انطلقت من أمام مكتب المنفذية إلى أضرحة الشهداء، يتقدمها حملة الاعلام والأكاليل والشعلة. وقد تمّ وضع الأكاليل على أضرحة الشهداء.

حضر الاحتفال عضو الكتلة القومية الاجتماعية النائب الأمين سليم سعاده، منفذ عام الكورة وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام البترون، وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات الحزبية.

كما حضر النائب جورج عطالله، رامي لطوف ممثلا النائب فايز غصن، عضو المكتب السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح، مسؤول حركة أمل في الشمال الحاج حسين محسن، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، الدكتور روبير عبدالله شقيق الأسير جورج عبدالله، رؤساء بلديات ومخاتير وأندية وجمعيات مدنية، وعدد من عائلات شهداء الحزب في الكورة وحشد من القوميين والمواطنين، وطلبة وأشبال الحزب. وتخلل الاحتفال عرض فيلم قصير حول نشاطات المنفذية خلال عام.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب الرسمي، وتولت التعريف الرفيقة رند سمعان، فقالت:

"سبعون سنة مرت على جريمة اغتيال الزعيم في 8 تموز 1949، وواحد وسبعون سنة مرّت على إعلان قيام كيان العدو الصهيوني على أرض فلسطين، وبين الاغتيال والاعلان صلة مباشرة، فقرار اغتيال الزعيم جاء من العدو الصهيوني وتبلغه حسني الزعيم ورياض الصلح من وزير خارجية العدو "موسى شاريت" في 4 حزيران 1949، أي قبل خمسةِ أيامٍ من حادثة الجميزة التي افتعلت للقضاء على سعاده."

وتابعت:"بهذا الإعدام الجريمة، خسر لبنان والأمّة السورية والعالم العربي قائداً كبيراً عزَّ نظيره في تاريخ الشرق. بل هو قامةٌ عملاقةٌ في الفكر والفلسفة والأخلاق والتخطيط، استطاع في فترة زمنية قصيرةٍ أن ينشىء ويطلق حركة جبارة استقطبت المفكرين والفنانين والأدباء والشعراء وأهل القلم، وأطلقت رجالاً كباراً وقادة وشهداء وما زالت تقدم التضحيات وتعمل لتغيير وجه التاريخ الرديء وبناء وطن يليق بنا. وطن يحترم الإنسان وحقوقه وكرامته فلا يستبد به القلق الطائفي ولا ينهبه حكامه ولا يندفع أبناؤه للهجرة بحثاً عن هوية وعيش لائق وكرامة."

وختمت:" في احتفالنا اليوم تكريم لسعاده ولكل الشهداء الذين ضحوا من أجل انتصار القضية. بعد 8 تموز فقد القوميون زعيمهم وتعرضوا للاضطهاد لكنهم لم يناموا على الضيم بل هبوا أبطالا وفدائيين ودكوا رؤوس الخيانة والمؤامرة، وظل الحزب قوياً مناضلاً تحت راية الزوبعة.

في الثامن من تموز غاب الزعيم بالجسد ولكنه زرع روح النهضة والبطولة والعزة والسعادة في قلوب الشباب فأنبتت هذه الروح فخراً وإباءً والتزاماً وقوة تغير مجرى التاريخ."

كلمة عائلات الشهداء

وألقت الرفيقة مريم الأيوبي كلمة عائلات الشهداء استهلتها بقول الزعيم: "قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود ولن تزول ."

وقالت: إن إحياءنا لذكرى شهيد الأمة وباعث نهضتها ومطلق حركتها الجبارة أنطون سعاده ليس طقسا عاديا تقليدياً بل فعل تجديد للوعي والإيمان والإرادة والعزم على استمرار الصراع من أجل القضية الكبرى التي تساوي وجودنا، والتي من اجلها اغتيل زعيمنا بتواطؤ أعداء الأمة مع صنائعهم وعملائهم في الداخل.

أضافت: يا أبناء الحياة،.. في يوم الوفاء يتألق في صفوفكم نور النهضة، وأنتم تسيرون صفوفاً بديعة النظام، وقدوة اليقين والتصميم إلى ميادين الصراع والفداء .

إن أمتنا مازالت تشهد فصولا متجددة من المؤامرة التي استهدفتنا منذ مطلع القرن الماضي. حيث لا يزال عدونا اليهودي الصهيوني يوغل في اغتصاب أرضنا وقتل شعبنا وهدر حقوقنا واستباحة مواردنا وثرواتنا ويعمل لتحقيق أطماعه وادعاءاته الخرافية وتوسيع مدى سطوته على أرضنا ومياهنا وفرض مصير مذل على أجيالنا الآتية .

إن فلسطين التي استشهد زعيمنا ورفقاؤنا دفعاً للغزوة اليهودية العنصرية عنها وعن كل بلادنا تنادينا جميعاً إلى إنقاذها واستردادها رغم عنف الصراع ومهما غلت التضحيات، فشعبنا السوري كله لا يمكنه أن يقبل أن تضيع فلسطين.

وتابعت: اننا ندعو شعبنا في فلسطين وفي جميع بقاع الامة إلى مزيد من الصبر المعاند للاستسلام وإلى مزيد من المقاومة والبطولة والتضحيات، فمستقبل الأمة كلها يتوقف على نتيجة هذا الصراع الشامل من أجل الوجود والحق والحرية و السيادة والكرامة. فإما أن نسقط معاً في أشرف نزال، أو ننتصر معاً أحرارا من أمة حرة.

إن النصر سيكون لنا، لأنه حليف المؤمنين بالحق والمجاهدين بثبات وبطولة من أجل قضية تساوي وجودنا.

عهدنا لزعيمنا ولجميع شهدائنا الأبرار في يوم الفداء والوفاء، عهد الانتصار المعمد بالدم." إن الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها ."

وألقى منفذ عام الكورة كلمة المنفذية وفيها قال:

"لا اخفي عليكم بأن دمي يغلي ويفور ويتدفق ويزيد من سرعة نبضات قلبي كلما وقفت متكلماً في ذكرى استشهاد سعاده... وما قيمة الكلام امام عطاء الدم والحياة في سبيل قضية.

هي ليلة الخجل من التاريخ... ليلة الفداء الكبير.

كم اشعر باننا امام تحدٍ يواجهنا كل يوم كوننا لم نثأر له كما يجب نتيجة الظلم التاريخي الذي لحق به واننا لم نسدد الحساب كما يجب علينا."

وأضاف:"سنين طويلة مضت على سفك دماء سعاده الطاهرة على رمال بيروت وكانها بالأمس القريب لأن دمائه بقيت حارة وازدادت وهجاً.. وبقي حضوره رغم غيابه الجسدي طاغياً ومتواصلاً لانه عبر تعبيراً صادقاً عن حياة أمتنا ونهضتها وحضورها وتقدمها ومصالحها ورقيها..

أن الذين تآمروا على سعاده هم في دائرة النسيان الابدي، اصبحوا خارج التاريخ، لأنهم عملاء صغار للمصالح الاجنبية والصهيونية.

الى جانبنا مدافن شهداء الحزب، حيث ترقد جثامين عشرات الشهداء الأبطال ممن اعطوا حياتهم في سبيل كورتنا ولبناننا وامتنا. كثيرون منهم التقيتهم قبل استشهادهم، فكانوا يذهبون إلى مهماتهم ومواقعهم باسمين فرحين، بقلوب نابضة بالحياة والشجاعة والعنفوان. وهؤلاء الشهداء الأبطال يسكنون القلب والعقل والوجدان، هم فخرنا وعزتنا وحافظي كرامتنا وهم قدوتنا في العطاء والنضال والتضحية وان حزبنا لن ينسى فضلهم ابد الدهر. واني اشكر مديرية اميون مسؤولين وأعضاء وكل من ساهم وقدم واعطى لترميم المدافن لكي تليق بالشهداء الأبطال."

وتابع:" أن امتنا تعيش مخاطر وتحديات كبيرة ومصيرية، من قبل عدو غادر احتل فلسطين وجعل منها قاعدة عمليات لحرب فعلية تستهدف تدمير أسس الحياة في امتنا وتمزيق وحدتها ونسيجها الاجتماعي. وقبل ايام قليلة استهدفت هذا العدو الصهيوني ضواحي دمشق بالصواريخ، وكذلك مناطقاً في ريف حمص، وهو الذي يعيث استيطاناً واحتلالاً اجراماً وقتلاً في غزة والضفة والقدس وكل فلسطين. وخلف هذا العدو الصهيوني العنصري قوى استعمارية تقود مؤامرات ومخططات التفتيت والتقسيم والشرذمة الطائفية والمذهبية والاتنية، والتدمير الاقتصادي الممنهج، وهي تستهدف الشام ولبنان والعراق والأردن."

وأردف:"يقول سعاده إن أشدّ حروبنا الماً هي الحرب الداخلية، لأنها بيننا وبين فئات من امتنا نريد لها العز وتريد لنا الذل، ويتابع: على القوميين الاجتماعيين ان يشعر كل واحد منهم انه جندي وانه في حملة هجومية لانقاذ مصير الأمة من التضعضع والاخطار الخارجية التي تزيد فداحتها اخطار التضعضع الداخلي. لذا، نحن جنود الأمة طوعاً وخياراً بل نحن حركة ثورية نهضوية عمادها نسورها، ولا مكان للجبناء والمتخاذلين بيننا."

وأضاف:" نحن حركة نهوض الأمة من واقعها المؤلم. الصمت خيانة والقعود هزيمة فلسنا قطيعاً من الخراف يساق الى الذبح. نحن حزب سعاده الذي واجه الرصاص باسماً، نحن حزب سناء ووجدي نحن حزب علي طالب ويحي سكاف. نحن حزب حبيب الشرتوني ومن يعتقد إننا ضعفاء فهو واهم. نحن اكبر قوة ممتدة في كافة كيانات الأمة ومنتشرة في كافة انحاء العالم.

نحن كحزب لنا معايير اخلاقية في التعاطي على كافة المستويات لا نتخلى عنها مهما كبرت المغريات، ارادتنا صلبة، ثقتنا بانفسنا وبحقيقة فكرنا كبيرة، لا المال يغرينا أو يهمنا، ولا المواقع السياسية الظرفية الزائلة تعنينا، همنا الوحيد والأكيد مصلحة أمتنا العليا، ورفاهية ورقي شعبنا ونهوضه ووحدته وازالة الظلم عن فلسطين عبر تحرير كل ترابها.

نحن حركة الحياة وشرايين هذه الأمة منتشرون في كل الكيانات ومن مختلف الطوائف شكلنا وحدة روحية مادية هي الامتن وهي أساس الأساس لوحدة شعبنا وامتنا.

قد يتوهم البعض انه باستطاعته في مكان ما عزلنا او محاصرتنا او تطويقنا او تجاوزنا في موضوع سياسي او حياتي او بيئي وستثبت لهم الايام والمستقبل انهم مخطئون.

ما قمنا به من تحركات وانشطة في مواجهة التعدي والخطر البيئي لشركات الاسمنت هو تتمة لما قمنا به عام 75 و 84 في مواجهة التعديات على ارض الكورة. اما في موضوع النفايات اؤكد لكم اننا لن نسمح بان تكون أرض الكورة مكباً لنفايات الاقضية المحيطة، فليعالج كل قضاء نفاياته على ارضه ونقطة على السطر.

نحن لا نعبث في الحياة ولا بالسياسة، واضحون وضوح الشمس، اما العابثين في التحالفات، فعليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه انفسهم وأمام انصارهم وأمام التاريخ، وان سياسة النكايات لا تعنينا."

وختم منفذ عام الكورة: نقول لكل القوميين، لا تستخفوا بأنفسكم ولا تستهينوا، انتم مستقبل امتنا الواعد وشعلة الأمل في الوحدة والنهوض والقوة والمجد.

اعملوا بجهد وصمت وتواضع، فكل مواطني امتنا هم أهلنا مهما كان انتماؤهم، نعمل لاجلهم ولعزهم، أما الخونة العملاء فلنا كلام اخر معهم.

مارسوا البطولة ولا تهابوا احداً، فنحن نملك مخزوناً فكرياً ونضالياً يهز كل المواقع ويمهد الطريق لانتصارات لا بد آتية.

تحية فخر واعتزاز من ابناء الحياة في الكورة الى باعث النهضة زعمينا الشهيد انطون سعاده ولتحي سوريا وليحي سعاده."

كلمة النائب سليم سعاده

ثم ألقى عضو الكتلة القومية النائب الأمين سليم سعادة كلمة جاء فيها:

"يا أهلنا رفيقاتي رفقائي

في الذكرى السبعين لصلبه بالرصاص فوق رمال بيروت، في الذكرى السبعين لاغتياله بواسطة عرّابي الدولة حين ذاك، في الذكرى السبعين لاستشهاده فداء للحركة القومية الاجتماعية، لست اشاء أن يخفى عليكم أمر قائدنا ومعلمنا انطون سعاده، ان يخفى عليكم لون من الوان قوسه القزحي البرّاق.

لست أشاء ذلك، حتى لا تنسوا كما ينسى باقي الناس الذين لا قضية لهم. لذلك لن يكون هذا الخطاب شاملاً وجامعاً، فلن أشير فيه إلى المؤامرات التي تُحاكُ في وجه الأمة كالنصف الأول من صفقة القرن في المنامة من أجل حفنة من الدولارات. أو كالاسم الذي أطلقه نتنياهو على قرية وهمية في أعالي الجولان “Tromp Hights” كعربون شكر للرئيس الأميركي على هديته الجولانية، هذه الهوية التي لا يمتلكها أي منهما ليس بالنسبة لنا وليس بالنسبة للأمم المتحدة.

أضاف: هذا الخطاب يدور حول أنطون سعاده، فلكل إنسان قصة حياة أو رقصة قصيرة مع القدر، تبدأ ساعة الولادة وتنتهي يوم الوداع.

أما قصة سعاده فلها بداية ولكن لا نهاية لها عند أبناء الحياة. لذلك نردد دائماً معاً:"يا ابناء الحياة لمن الحياة... لنا، ولمن نحيا.. لسورية ومن هو قائدنا... سعاده، تحيا سوريا تحيا، يحيا سعادة سعاده يحيا"

قصة سعاده لها بداية ولكن لا نهاية لها، نبكيه يوم استشهاده في تموز ونفرح به يوم ولادته في تشرين الثاني، في عيد التأسيس، عاماً بعد عام وسنة بعد سنة نُحييه ونناديه أينما وُجدت نفس بشرية قومية إجتماعية واحدة في الوطن أو عبر الحدود.

قصة سعاده لها بداية ولكن لا نهاية لها فقصته تواكب القدر وتطارده لتفرض حقيقتها عليه لأن الحياة بخيرها وحُسنها وجمالها هي غايةٌ زعيمنا أنطون سعاده."

وتابع: "إن أبلغ ما أذكره في هذا التراث الاحتفالي العظيم في الكورة هو صورة ناظر العمل الراحل الرفيق جورج خوري ـ كفرحاتا ـ وهو يقرأ علينا ما كتبه الكاهن الذي عرّف سعاده ودموعة الكاوية تنهمر على وجنتيه كالأطفال من شدة رّقته وعاطفته ومن شدة تعلقه بزعيمه في عقله وعينيه وقلبه وفؤاده.

فمن قتل سعادة يا تُرى، من قتل هذا الشاب اليافع الوقّاد والمنقذ من الظلال، إبن الخامسة والأربعين.هل هو العبد المأمور الذي سلمه إلى لبنان بعيداً عن الأصول والأعراف والتقاليد والقوانين. أم هو العبد المأمور الآخر الذي خطط لقتله فور استلامه حتى لا يُسجل التاريخ فظاعة هذه الجريمة النكراء، قام بسِجنه ومحاكمته والحكم عليه وقتله بالرصاص دون أن يُسمح له بوداع عائلته من شدة خوفهم منه وهلعهم ورعبهم من أسطورة سعاده الذي قلبَ الدنيا على رؤوسهم جميعاً. أرادوا قتل هذا النجم الساطع الوهاج الذي كان يعبر فضاء الأمة في الظلام الظالم."

وأردف قائلاً:" من قتل سعادة يا تُرى، هل هي مرجعية بلفور أو مرجعية سايكس بيكو أو مرجعية الإستعمار أو مرجعية الصهاينة أو ما كان يدور بينهم جميعاً من مؤامرات انكشفت فُصولها ودونها التاريخ ولم تعد خافية على أحد. هُم ليسوا بأغبياء، كانوا يعلمون صعوبة قتل أو إغتيال فكرة أو كتابٍ أو فلسفة أو عقيدة أو خطاب أو محاضرة أو كلمة، فما يتوزع ويتفرغ بين العقول والأذهان يَصعُب ضبطه أو الحد من إنتشاره. هم أرادوا اغتيال القائد الملهم لعل ذلك يؤدي إلى زوال وهج الهامه، أرادوا إغتيال القائد العظيم الذي دمّر ثقافة الاستكانة والرضوخ لما يقوله الحاكم كأنه مُنزلٌ لا خيار فيه. فليكن معلوماً لدى جميع أبناء النهضة وبناتها بأنه مهما تفرقنا أو تعارضنا في ما بيننا فما يجمعنا في شخصية سعاده وفي شهادته وفي عقيدته لا يُفرقه إنسان في أي زمان أو مكان."

وقال: "لشخصية الزعيم صفات رئيسية أربعة يعزز ويُكمل واحدها الصفات الأخرى.

الصفة الأولى هي صفة المفكر والفيلسوف والعالم والمؤلف والمحاضر والأديب والخطيب والكاتب والناشر والمحاور والمراسل والصحافي. وسعاده هو عالم الاجتماع الأول في المشرق العربي بعد إبن خلدون، والمفكر الوطني الأعمق والأشمل في الأمة السورية، إذ تعتمد كتاباته على ثقافة واسعة في العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والأدبية والتي تم توظيفها جميعها في بناء العقيدة القومية الإجتماعية المتماسكة علمياً وتراثياً وإنسانياً. أما الصفة الثانية فهي صفة الزعامة والقيادة والبطولة المؤمنة، هي صفة المخطط والمهندس والمُرشد والمُلهم للثورة القومية الإجتماعية صفةُ المُنظّم وصاحب الإدارة الفولاذية مُنظم النشاط الحربي في المديريات والمنفذيات والإدارة المركزية.

أما الصفة الثالثة فهي الصفة الأخلاقية التي ترتكز على القيم الإنسانية والمناقبية والتي تعتمد الصدق والإستقامة والتهذيب ونظافة الكف والجرأة والتي تشكل أساساً صلباً للحركة القومية الإجتماعية. فهذا هو سعاده الزاهد القدوة الذي لا يستكبر ولا يتعالى ولا يطلب شيئاً لنفسه او لعائلته.

أما الصفة الرابعة فهي الصفة الرسالية والرسولية التي تحمل في طياتها بذور المحبة والتسامح والوداعة والإيمان والتضحية والاحترام. ومما لا شك به بأن الصفتين الثالثة والرابعة هما في حدودهما القصوى من صفات الانسان الجديد الذي نادى به سعاده.

نبكيه في تموز ونفرح به في أذار ونُجدد عهدَنا له في تشرين لنؤكد النبوءة التي أطلقها في وجه الرصاص "أنا أموت أما حزبي فباقٍ"."

وختم الأمين سعادة:"يا أهلنا رفيقاتي ورفقائي

لولا سعاده لما اجتمعنا اليوم هنا تحت سقف شهداء الكورة الستة والثمانين وهم فعل إيمانٍ ومحبة وتضحية والتزام وإرادة، لولا سعاده لكنا توزعنا هنا وهناك أزلاماً لأمراء الطوائف.

لولا سعاده لما كانت لنا قضية سوى قضية الذعر والخوف من الآخر، لولا سعاده لكانت غرائزنا دليلنا إلى الحياة.

لولا سعاده لما كنا لنا رجاء في هذه الدنيا ولا فلسفة حياة

لولا سعاده لما عرفنا طعم الحرية ومعنى الحياة العزيزة الكريمة فانتم أحرار انتم أحرار احرار

"ان لم تكونوا أنتم أحرار من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم"

ولتحيا سورية ويحيا سعاده."


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024