شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-08-27
 

هستيريا... وحسابات خاطئة والردّ آت

معن حمية - البناء

لم يقدّر العدو الصهيوني عواقب اعتداءاته على لبنان وسورية والعراق، وهو بالتأكيد سيتحمّل تبعات هذه الاعتداءات وتماديه في انتهاك السيادة اللبنانية.

يحاول العدو من خلال استمرار انتهاكاته ان يظهر بأنه مستعدّ لكلّ الاحتمالات، ولكن هذا لن يقلل من احتمال الردّ الأكيد حيث أنّ قوى ودول المقاومة، تمتلك كلّ عناصر القوة والقدرة، للردّ والردع، ولتثبيت قواعد الاشتباك التي وضعت إسرائيل في مربع الهزيمة منذ حرب تموز 2006.

الاعتداءات التي نفذها العدو خلال الـ 48 ساعة الماضية، في الضاحية الجنوبية لبيروت مقرّ العلاقات الإعلامية لحزب الله وقوسايا في البقاع، وعقربا في ريف دمشق، والقائم من جهة العراق، إضافة الى غاراته على قطاع غزة، كلها تعبّر عن طبيعته العدوانية، لكنها تعبّر أيضاً عن حالة الهستيريا التي أصابت أميركا و إسرائيل وحلفاءهما وأدواتهما، بعد انتكاسة صفقة القرن وهزيمة الإرهاب في خان شيخون، وفشل سياسات العقوبات والحصار الاقتصادي.

التصعيد الصهيوني من جهة، والصلافة التركية لإقامة ما يسمّى منطقة آمنة في شرق الفرات من جهة ثانية، كشفا عن تنسيق صهيوني ـ تركي برعاية الولايات المتحدة الأميركية، وجاء هذا التصعيد، بعدما فاجأ الجيش السوري المجموعات الإرهابية ورعاتهم بتقدّمه السريع نحو خان شيخون وإحراز انتصارات من العيار الثقيل.

وعليه، إذا كان التصعيد العدواني وانتهاك السيادة الوطنية للبنان والشام والعراق هو قرار بيد أميركا وتركيا و إسرائيل ، فإنّ دول المقاومة وأحزابها يمتلكون القرار الحازم بالردّ وهم على أتمّ الجهوزية لخوض مواجهة مفتوحة وعلى الصعد كافة. فلقد ولّى زمن الغطرسة الصهيونية والأطماع التركية والإملاءات الأميركية.

إنّ بنك الأهداف الذي اعتمدته إسرائيل لتنفيذ عملياتها العدوانية الأخيرة، أظهر عجزاً واضحاً في عمل أجهزتها الاستخبارية، في حين أنّ مواقف دول وقوى المقاومة تشي بأنّ لدى قوى المقاومة بنك أهداف كبيراً، وتنفيذه يعتمد على عنصر المفاجأة في الزمان والمكان، وكلّ الأمكنة مباحة… و القبة الحديدية بلا مفاعيل.

في المحصلة، سيكتشف العدو الصهيوني عاجلاً وآجلاً أنّ كيانه المصطنع ليس محصّناً ولا آمناً، وأنّ قطعان مستوطنيه ليسوا بمنأى، وأنه بعد خرقه قواعد الاشتباك، ومحاولته تنغيص احتفالية النصر الثاني، لن يهنأ بفعلته وسيدفع ثمناً باهظاً.

مرة أخرى يجدر القول: زمن العدوان والغطرسة من دون ردّ، زمن ولىّ.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه